يواصل المغرب تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، جهوده الحميدة من أجل تقريب وجهات النظر بين الإخوة الليبيين وذلك لاجتياز الأزمة والحرب الجاهلية التي تعرفها البلاد منذ سنوات. وفي هذا الإطار، استقبل ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين في الخارج، اليوم الجمعة 26 فبراير 2021، عقيلة صالح رئيس البرلمان الليبي، على الساعة الثالثة بعد الزوال. وكان من المقرر أن يستقبل بوريطة، رئيس البرلمان الليبي على الساعة الثانية بعد الزوال، ليتم تأجيل الموعد إلى الثالثة بعد الزوال، كما كان مقررا استقبال عبد الحميد دبيبة رئيس الوزراء الليبي، على الساعة الخامسة بعد الزوال، لكن تم تأجيل زيارته نظرا لانشغالاته الداخلية. يذكر أن، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، استقبل أمس الخميس بالرباط، وزير الشؤون الخارجية والتعاون التنموي في بوروندي، ألبرت شينجيرو، حاملا رسالة من رئيس جمهورية بوروندي إيفاريست ندايشيمي، إلى الملك محمد السادس. وبعد أيام قليلة على انتخاب السلطة التنفيذية الجديدة في ليبيا، شد الليبيون من جديد، الرحال للرباط، للقاء المسؤولين المغاربة، وسط أمل ليبي في أن تنجح محادثات بالدفع نحو إخراج حكومة ليبية جديدة في أقرب الآجال. واستقبل بريطة عقيلة صالح، اليوم، بعد يوم واحد من تقديم دبيبة مقترحا بحكومة وحدة وطنية لمجلس النواب في إطار خطة للسلام، وسط مطالبة أعضاء بمجلس النواب الليبي، بالإسراع بعقد جلسة منح الثقة لحكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبدالحميد دبيبة. دبيبة الذي كان من المرتقب، كذلك، أن يلتقي بوريطة في آخر نهار اليوم، اعتذر على لسان الناطق الرسمي باسمه محمد حموده، والذي قال في تصريح له ليلة أمس، إن "رئيس حكومة الوحدة الوطنية اعتذر عن زيارة المملكة المغربية لانشغاله بأعمال داخلية"، لافتا إلى أنه "سيلبي الدعوة في أقرب فرصة ممكنة". يذكر أن رئيس حكومة الوحدة الوطنية المكلف عبد الحميد الدبيبة أعلن، أمس الخميس، إرسال مقترح تشكيلة هيكلة حكومته إلى رئاسة مجلس النواب تمهيدا لنيل ثقته حتى تبدأ بعدها مرحلة انتقالية تقوم الحكومة الجديدة، خلالها بالإعداد لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية في نهاية العام، وفقاً لمقررات مؤتمر الحوار، الذي انعقد في جنيف خلال الأسابيع الماضية. ويتابع الليبيون بترقب شديد ما ستسفر عنه زيارة صالح اليوم للرباط، وسط أمل بأن تمكن الجهود المغربية من تقريب وجهات النظر بين الطرفين، والتسريع بإخراج الحكومة التي يقترحها دبيبة للوجود ومنحها الثقة في البرلمان الليبي في أسرع وقت. وكان المغرب قد رحب بدبيبة رئيسا للوزراء في ليبيا، وقالت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الافريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، قبل أيام أن المملكة المغربية ترحب بانتخاب ملتقى الحوار السياسي الليبي، تحت رعاية الأممالمتحدة، للسلطة التنفيذية المؤقتة لدولة ليبيا. وهنأ المغرب الأعضاء الجدد للمجلس الرئاسي الليبي، ونوه كذلك، باختيار وزير أول في شخص عبد الحميد دبيبة، كما اعتبر أن من شأن خلق هذه المؤسسة الجديدة تعزيز السلطة التنفيذية في قيامها بالمهام والواجبات التي ينتظر منها الشعب الليبي. المغرب كان قد لعب أدوارا كبيرة في إخراج ليبيا من دوامة الصراع على الرغم من ظروف الجائحة، حيث احتضن الفرقاء الليبيين في عدة جولات من الحوار في مدينتي طنجة وبوزنيقة، مكنتهم من إعادة إطلاق المسار السياسي الذي تعثر لسنوات وحل محله صوت السلاح والحرب، وأوصلهم لاتفاقات مهمة حول معايير اختيار الشخصيات في المناصب السيادية.