يعلم الكل داخل الجزائر وفي باقي أنحاء العالم أن حكام الجارة الشرقية للمملكة المغربية وصلوا إلى النهاية المحتومة التي وضعوا أنفسهم فيها منذ أن قال الانقلابي المسيطر بوخروبة، المعروف بهواري بومدين، إن "الجزائر ستضع حجرا في حذاء المغرب". فحكام الجزائر الشمالية - على وزن كوريا الشمالية – ما داموا منشغلين بكل صغيرة وكبير تخص "المراركة"، ومعاكسة مسارهم نحو مزيد من التقدم في اتجاه مستقبلهم الواعد بالإنجازات الكبرى، فلن يجدوا الوقت والفرصة لتحقيق أي انجاز لبلدهم، ولن يستجيبوا لتطلعات شعبهم التواق إلى التحرر من حكم العصابات، ولن تجد بلاد النفط والغاز ما تقدمه لشعبها من إنجازات سوى تصدير أرجل الدجاج نحو الفيتنام. فالشعب الجزائري الأبي يستعد لحراك جديد ضد ما يصفه بحكم "العصابة" والمتمثل في العسكر المستبد الذي نهب وسرق خيرات الشعب الجزائري منذ الاستقلال والى الآن، وحوّلها إلى حساباته وحسابات أبنائه وعائلاته في البنوك الأجنبية. كما منح نظام العصابة بسخاء جزءا من خيرات الشعب الجزائري لعصابات انفصالية تعيش في أحسن الفنادق، وتسافر في أفخم الطائرات، وتأكل دراهم الشعب المقهور، الذي لم يعد يجد حتى "شكارة" حليب أو كيلوغرام سميد لأبنائه، ولا يعرف الانتهازيون منه مذاق الموز إلا حين يتمتعون بتعويضات النباح عندما يدركهم الصباح ويسكتون عن قضايا شعبهم المتشعبة مقابل سب وشتم مؤسسات جيرانهم. واقع الحال اليوم أن الشعب المغربي لا يرضى لشعب الجزائر، الذي يعتبرنا "خاوة خاوة"، أن يسعى حكام بلده إلى تقسيم المغرب وإنشاء وتمويل وتسليح ودعم عصابة إرهابية تشكل خطرا علينا جميعا، لارتباطاتها بالتنظيمات المتطرفة في منطقة الساحل والصحراء، وادعائها الباطل والمفضوح أنهم حركة تحررية !!!. فهل يقبل الشعب الجزائري أن يسعى المغرب إلى تشكيل ودعم وتسليح حركة انفصالية في منطقة القبائل؟ وهل يرضى الشعب الجزائري أن يمول المغرب حركة الطوارق لإنشاء دولة لهم في الجنوب وتمزيق الجزائر إلى دولتين أو ثلاث دول؟ الأسف الشديد اليوم، هو أن من يعتبره الشعب الجزائري "عصابة" تتحكم بالقوة في مصيره، يدعو إلى تقرير مصير من يعيشون في مدن متحضرة يتمتعون فيها بعيش كريم، ويحظون بأرقى الخدمات في جميع المجالات، ويشاركون بكثافة في اختيار ممثليهم في المجالس المحلية وفي البرلمان، بل وتختار العديد من المؤسسات والمنظمات الدولية عقد عدة فعاليات لها في مدن جهات الصحراء المغربية لثقتها في الأمن والاستقرار الذي يسود هذه المناطق، ولمستوى النماء الذي يعمها. فهل تظن العصابة المتحكمة أن الشعب الجزائري سيظل يصدق إلى ما لا نهاية أساليب التضليل والكذب المتواصل وتزييف الحقائق وترويج الوهم، واختلاق الحروب والانتصارات الوهمية للعصابات الانفصالية التي تسعى إلى التفرقة وخلق الفتن بين الشعوب المغاربية؟؟ وهل تظن العصابة المتحكمة أن الشعب الجزائري سيستمر إلى الأبد في سماع اسطوانات متجاوزة ومشروخة مثل "الصحراء الغربية" و"تقرير المصير" و"تصفية الاستعمار" دون أن يتحرك لإسقاط هذه الشعارات البائدة والمتجاوزة والساعية إلى التفرقة؟ لقد حان الوقت لان يلتفت الشعب الجزائري إلى قضاياه الأساسية والمتمثلة في معيشه اليومي وقضاياه الجوهرية والمصيرية. والأساسي بالنسبة للشعب الجزائري، هو تقرير مصيره بنفسه وتصفية المفروض عليه من طرف العسكر المتحكم، وتحويل دولته إلى "دولة مدنية ماشي عسكرية".