بعد يوم واحد من عودته إلى الجزائر، كان أول نشاط قام به عبد المجيد تبون هو عقد جلسة عمل، يوم الأربعاء 30 دجنبر 2020، مع رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق السعيد شنقريحة. وجاء في بيان لرئاسة الجمهورية الجزائرية "أن الفريق شنقريحة جدّد لرئيس الجمهورية ارتياحه بعودته إلى أرض الوطن، وقدم له تقريرا عن الوضع الداخلي والمستجدات بالنسبة لما يجري في دول الجوار وعلى مستوى الحدود." هذا الحدث يؤكد بما لا يدع مجالا للشك بان من يحكم الجزائر هم الجنرالات، وأن المؤسسة العسكرية هي الآمرة والناهية في البلاد، وأن تبون الذي تم تعيينه من خلال استفتاء/مسرحية قاطعه الشعب الجزائري، لا يعدو ان يكون واجهة وقناعا مدنيا يختبئ وراءه المتحكمون الفعليون في زمام الأمور. ويرى المتتبعون للشأن الجزائري، أن ما يؤكد تسلط العسكر على البلاد هو استقبال شنقريحة من قبل الرئيس المعين، بدل استقبال الوزير الأول ووزراء في حكومته لاطلاعه على ما يجري في البلاد، إذ ان تقديم شنقريحة لتقرير حول الوضع الداخلي يعني ان العسكر هم المتحكمون في زمام الأمور لأن وزير الداخلية هو من يجب عليه تقديم هذا التقرير وليس رئيس أركان الجيش. كما ان التقرير حول المستجدات بالنسبة لما يجري في دول الجوار ليس من اختصاص رئيس اركان الجيش، في الدول الديمقراطية طبعا، لأن الامر من المهمات الموكولة لوزارة الشؤون الخارجية، وبما ان الجزائر يحكمها الجنرالات فقد كان طبيعيا ان يكون شنقريحة هو من يقوم بهذا الأمر لأن وزراء تبون ليسوا سوى كومبارس لتأثيث الديكور وإيهام الرأي العام الدولي بان الجزائر دولة مدنية، في حين ان المؤسسة العسكرية هي الحاكمة في البلاد منذ انقلاب محمد بوخروبة(الهواري بومدين) واستيلاء العسكر على ثمار الاستقلال... حقيقة النظام العسكري الجزائري، يكشفها كذلك حضور رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق السعيد شنقريحة، أول أمس الخميس، مراسم التوقيع على قانون الموازنة لعام 2021، في ثاني نشاط علني لتبون بعد عودته يوم الثلاثاء المنصرم، من رحلته العلاجية إلى ألمانيا التي استمرت شهرين إثر إصابته بفيروس كورونا المستجد. وجرت العادة أن يوقع رئيس الجمهورية على قانون الموازنة بحضور أعضاء الحكومة، وبما أن شنقريحة ليس عضوا في الحكومة فإن العديد من الأسئلة يمكن طرحها بشأن حضوره مراسم التوقيع، في وقت غاب فيه أعضاء السلطة التنفيذية باستثناء رئيس الوزراء عبد العزيز جراد، ووزير المالية أيمن بن عبد الرحمان...