شكلت مبادرة صاحب الجلالة الملك محمد السادس لتقديم مساعدات طبية قصد دعم الدول الإفريقية الشقيقة في جهودها لمكافحة وباء (كوفيد-19) حدثا بارزا بالقارة خلال سنة 2020 التي توشك على الانقضاء، ثمنت العواصم الإفريقية فيه عاليا "سلوكا ملكيا للتضامن الإفريقي-الإفريقي". فمع بدء انتشار جائحة فيروس كورونا المستجد في القارة، كان صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، أعطى تعليماته السامية لتقديم مساعدات طبية للعديد من الدول الإفريقية الشقيقة. ويندرج هذا العمل التضامني في إطار تفعيل المبادرة التي أطلقها صاحب الجلالة، نصره الله، في 13 أبريل 2020، باعتبارها نهجا براغماتيا وموجها نحو العمل، لفائدة البلدان الإفريقية الشقيقة، وتمكن من تقاسم التجارب والممارسات الفضلى وتتوخى إرساء إطار عملي لمواكبة جهود هذه البلدان في مختلف مراحل تدبير الجائحة. وجسدت هذا العمل الملموس للتضامن بين الدول الإفريقية، على نحو واضح، الالتزام الإفريقي للمملكة في إطار رؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس من أجل " إقلاع إفريقيا جديدة: إفريقيا قوية وجريئة، تدافع عن مصالحها، وإفريقيا مؤثرة في محفل الأمم". كما أكدت هذه الالتفاتة الملكية إيمان المغرب بالعمل الإفريقي المشترك الذي يضع المصالح الحيوية للقارة والمواطن الإفريقي في صلب انشغالاتها. وهكذا، تم إطلاق عملية إنسانية واسعة النطاق عبر جسور جوية لنقل شحنات مهمة من التجهيزات والمعدات الطبية، ومنتجات الحماية والوقاية، وكميات كبيرة من الأدوية إلى جميع مناطق القارة. ويتعلق الأمر هنا بعملية إنسانية للمملكة تجاه الدول الإفريقية الشقيقة تم تثمينها عاليا من لدن كبار مسؤولي الاتحاد الإفريقي، ومفوضيه، والسفراء الممثلين الدائمين للدول الإفريقية لدى الاتحاد الإفريقي، وكذا من قبل مدير المركز الإفريقي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها الذي نوه بمبادرة جلالة الملك باعتبارها "عملا مفعما بالروح الإفريقية" و "نموذجا للتضامن الإفريقي- الإفريقي". وفي هذا الصدد، كانت مفوضة الشؤون السياسية بمفوضية الاتحاد الإفريقي، السيدة ميناتا ساميتي سيسوما، قد أكدت إن المبادرة الملكية تعكس حرص صاحب الجلالة الملك محمد السادس على إعلاء قيم التضامن الإفريقي بغية إيجاد حلول إفريقية للمشاكل الإفريقية. وأضافت أن المساعدات الطبية المغربية هي "منتجات مصنعة بإفريقيا، في المملكة. وكوفيد-19 منحنا الفرصة لنعاين كيف أن إفريقيا قادرة بنفسها على تصنيع المعدات الطبية بغية مواجهة هذه الجائحة". من جانبها، كانت مفوضة الاتحاد الإفريقي للبنيات التحتية والطاقة، أماني أبو زيد، أكدت أن التضامن مع إفريقيا ليس بالأمر الجديد على الإطلاق على صاحب الجلالة الملك محمد السادس الذي لا يفتأ يقدم الدعم للبلدان الإفريقية. وأوضحت أن "المغرب يضرب، مرة أخرى، مثالا للتضامن الإفريقي - الإفريقي الذي يشكل في نهاية المطاف، المهمة الرئيسية للاتحاد الإفريقي: التكامل الإفريقي والتضامن بين بلدان القارة". بدوره، أكد مفوض الاتحاد الإفريقي للتجارة والصناعة، ألبرت موشانغا، أن هذه المبادرة الملكية "تبعث برسالة مفادها أننا نستطيع، من خلال الوحدة، تخفيف هذه المشاكل". أما مفوضة الاتحاد الإفريقي للاقتصاد القروي والزراعة، جوزيفا ليونيل كوريا ساكو، فذكرت أن هذه المبادرة الملكية "لها وقع طيب في قلب كل إفريقي". من جهتهم، أشاد السفراء الممثلون الدائمون للعديد من الدول الإفريقية لدى الاتحاد الإفريقي بالمبادرة الملكية معبرين عن "عميق الامتنان" لجلالة الملك لهذه "الالتفاتة التي لا تقدر بثمن تجاه الأشقاء والشقيقات في إفريقيا".