توفي الفنان المغربي الكبير محمود الإدريسي، عصر اليوم الخميس، عن عمر ناهز ال71 عاما متأثرا بإصابته بفيروس كورونا المستجد. وكان الراحل يعاني من تداعيات إصابته بفيروس كورونا المستجد، حيث أكد مصطفى احريش نائب الأمين العام السابق للنقابة الحرة للموسيقيين المغاربة، خبر إصابة الفنان محمود الإدريسي بكوفيد-19، مشيرا إلى ان التحاليل المخبرية التي أجراها للكشف عن الفيروس جاءت إيجابية. ونقل الفنان الراحل إلى قسم الإنعاش بإحدى المصحات الخاصة بمدينة الدارالبيضاء، وذلك بعدما تدهورت حالته الصحية يوم الإثنين المنصرم. ويعتبر الفنان الراحل محمود الإدريسي رائدا من رواد الأغنية المغربية وواحدا من كبار الفنانين الذين بصموا تاريخها. ولد بالرباط بحي يعقوب المنصور الشعبي سنة 1948، ودرس بمدينة سلا قبل أن يلتحق بالمعهد الوطني للموسيقى في 1964، واختار التخصص في التمثيل المسرحي. شغفه بالموسيقى والنغم بدأ من المسجد، حيث كان صوت المقرئين يشده وهو صغير يذهب للصلاة برفقة والده، قبل أن ينتقل الشغف إلى الموشحات والكلاسيكيات الخالدة لكبار المطربين المشارقة. كانت أولى تجاربه في الغناء أمام الجمهور خلال إحدى حفلات المعهد، حيث أدى بعض أغاني الموسيقار محمد عبد الوهاب والفنان الكبير فريد الأطرش، ليبهر الجمهور بروعة أدائه، ويلفت انتباه الملحن عبد الله عصامي الذي كان من بين الحضور، والذي سيلتحق بفضله بالإذاعة الوطنية بعد أن نجح في اختبار الصوت أمام الفنان أحمد البيضاوي حينها، الذي كان مسؤولا عن لجنة الاختيار. التحق الراحل محمود الإدريسي بالمجموعة الصوتية للفرقة الوطنية سنة 1965، وأمضى معها 11 سنة، غنى خلالها خلف كبار المطربين مثل محمد فويتح وعبد الوهاب الدكالي، قبل أن ينطلق في تجربته في الغناء المنفرد سنة 1969 بأغنية "يا ملكي يا بلادي"، التي لحنها له الموسيقار عبد النبي الجيراري، ليتعامل مع عازف القانون صلاح الشرقي في عدة أغان أخرى. اشتغل الإدريسي مع الملحن والموسيقار الكبير عبد القادر الراشدي، الذي قدم له لحن أغنيته "باسم الفتاح"، التي كتب كلماتها الزجال الكبير أحمد الطيب لعلج، كما اشتغل مع ملحنين آخرين كبار مثل عبد القادر وهبي وعبد السلام عامر، الذي كان سيغني من ألحانه رائعة “راحلة”، قبل أن يمنحها الأخير إلى الفنان محمد الحياني، إضافة إلى الموسيقار محمد بن عبد السلام، الذي لحن له أول أغنية ناجحة له. ويتعلق الأمر بأغنية “عيشي يا بلادي عيشي”، التي طرب لها كثيرا المغفور له جلالة الملك الراحل الحسن الثاني. أمضى الإدريسي فترة قصيرة في مصر، تعامل فيها مع الملحن محمد الموجي في عدة أغان، قبل أن يعود إلى بلده ويقرر التلحين لنفسه. وفي الثمانينات، أطلق أشهر وأنجح أغنياته “ساعة سعيدة”، التي لحنها الإدريسي بنفسه وكتب كلماتها الراحل مصطفى بغداد. لحن أيضا أغاني ناجحة ومعروفة لغيره من الفنانين، من بينها “الحمد لله” للطيفة رأفت و”شكون يعمر هاد الدار” لنعيمة سميح و”الدنيا بخير” للبشير عبده و”اللي علينا حنا درناه” لمحمد الغاوي، كما لحن أغنية الفنانة الجزائرية فلة عبابسة بعنوان ” فتحو لبواب”. في جعبة الإدريسي مجموعة أغان أخرى رائعة، رغم أنها لم تصل لشهرة بعض أغانيه الأخرى، من بينها “اصبر يا قلبي” و”بغا يفكرني فاللي فات” و”يحسن عوان الغريب” و”الشمعة” و”الحب الكبير” و”عشاق النبي”، ثم رائعتيه “واش نزيدو ما زال الحال” و”محال واش ينساك البال”. رحم الله الفقيد واسكنه فسيح جناته والهم ذويه الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.