تتواصل وتيرة تدفق اللاجئين السوريين على المستشفى الميداني الطبي الجراحي المغربي بمخيم (الزعتري) في محافظة المفرق الأردنية (شمال شرق)٬ بشكل تصاعدي٬ حيث بلغ عدد اللاجئين٬ الذين تلقوا العلاجات في مختلف أقسامه٬ إلى غاية يوم أمس الأحد٬ 118 ألفا و80 لاجئا ولاجئة. وأمام استمرار التدفق الهائل للاجئين السوريين على هذا المستشفى٬ الذي أقامته القوات المسلحة الملكية٬ تنفيذا لقرار صاحب الجلالة الملك محمد السادس بإرسال بعثة مغربية متخصصة هامة معززة بدعم لوجيستيكي وإنساني إلى الأردن٬ فقد كان من الضروري دعم وتعزيز الأطقم العاملة به٬ لتلبية حاجيات هؤلاء اللاجئين من العلاجات والرعاية الصحية٬ وكذا لمواجهة الإقبال المكثف عليه.
وقال خالد سير الطبيب الرئيس للمستشفى٬ إنه تم مؤخرا رفد المستشفى ب14 إطارا جديدا يعملون في مجال الدعم٬ وكذا بأربعة أطباء متخصصين كلهم في طب الطوارئ٬ التحقوا جميعهم بقسم المستعجلات.
وأوضح في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء٬ أن قسم المستعجلات بالمستشفى المغربي٬ هو الوحيد في مخيم (الزعتري) الذي تبقى أبوابه مفتوحة أمام اللاجئين السوريين على مدار اليوم٬ مما يجعل الضغط عليه كبيرا جدا٬ حيث استقبل لوحده 28 ألفا و687 حالة. وأضاف أنه إلى جانب الخدمات الطبية الاعتيادية٬ التي تقدمها أطقم المستشفى٬ والتي ناهزت٬ منذ عاشر غشت الماضي٬ 171 ألف خدمة٬ فقد أصبح يستقبل في الآونة الأخيرة حالات جديدة٬ تتسم غالبيتها بالخطورة٬ كما هو الشأن بالنسبة للمصابين بحروق بالغة جراء اندلاع الحرائق في الخيام التي يقيم بها اللاجئون٬ حيث قدم العلاجات الأولية لأفراد أربع أسر سورية٬ وهو ما تطلب من أطبائه وممرضيه بذل جهود مضاعفة لإنقاذ حياة هؤلاء المصابين٬ قبل نقلهم إلى المستشفيات الحكومية الأردنية لاستكمال العلاجات. و أشار الطبيب الرئيس للمستشفى٬ إلى أن الأمر نفسه ينطبق على حالات الولادة الصعبة في المخيم٬ والتي يتم توجيهها مباشرة للقسم المختص في المستشفى المغربي٬ حيث أشرفت أطقمه على عدد كبير منها٬ والتي بلغت 158 حالة٬ 118 منها أجريت بعمليات قيصرية.
وتابع أن العدد الإجمالي للعمليات الجراحية التي أجريت بالمستشفى٬ بلغ 584 عملية٬ بينما وصل عدد جرحى الحرب٬ الذين تم استقبالهم بمختلف الأقسام٬ 543 جريحا٬ في حين ناهز عدد المستفيدين من خدمات الدعم النفسي 2250 لاجئا. وأبرز أن الأطفال يأتون في مقدمة المستفيدين من خدمات المستشفى ب60 ألفا و788٬ يليهم النساء ب30 ألفا و456 إمرأة٬ ثم الرجال ب26 ألفا و836٬ وزعت عليهم 113 ألفا و325 وصفة طبية مجانية٬ مذكرا بأن المستشفى المغربي٬ هو الوحيد من بين المستشفيات الميدانية الموجودة بمخيم (الزعتري) الذي يسلم وصفات مجانية.
وتجدر الإشارة إلى أن المستشفى المغربي? الذي يعد الأكبر من نوعه في المخيم٬ وتصل طاقته الاستيعابية إلى 60 سريرا قابلة للرفع? تتمثل مهمته الأساسية في تقديم الدعم الصحي للاجئين السوريين على الحدود الأردنية– السورية٬ وهو مستشفى متكامل٬ حيث يتوفر على كل المقومات الكفيلة بتمكينه من تقديم خدمات صحية ذات جودة عالية لهؤلاء اللاجئين. ويتكون المستشفى٬ من غرفة عمليات مجهزة بأجهزة خاصة لإجراء جميع أنواع العمليات الجراحية٬ في ظروف تؤمن سلامة المريض. كما يضم قاعة للمستعجلات وأخرى للعلاجات الأولية٬ ومختبرا لإجراء جميع الفحوصات الضرورية٬ بما فيها الفحوصات بالأشعة٬ وغرفا لمختلف الفحوصات الطبية٬ فضلا عن سيارتي إسعاف مجهزتين بكل ما يلزم من معدات. ويؤمن المستشفى٬ بالإضافة إلى 20 تخصصا طبيا يقدم خدماته فيها٬ الجانب المتعلق باليقظة الصحية٬ حيث توجد به خلية متكونة من طاقم مختص في علم الأوبئة والصحة العمومية والطب الجماعي٬ بالإضافة إلى أطباء مختصين في الطوارئ والمستعجلات.