قال عبد الفتاح الفاتحي، محلل سياسي ومتخصص في قضايا الصحراء المغربية، إن تحرك الجيش المغربي لفرض الآمن وتأمين معبر الكركرات كان منتظرا، وان البوليساريو تمادت في استفزازاتها خلال الفترة الأخيرة. وأوضح الفاتحي في تصريح ل"تليكسبريس"، انه كان يتوقع في أية لحظة أن يعلن المغرب عن مثل هذا القرار، ولن يبقى صامتا أمام حجم هذه الاستفزازات الغير مقبولة إطلاقا، معتبرا أن جبهة البوليساريو أظهرت تمردها على قواعد الشرعية الدولية وتتصرف بشكل أحمق وتعرض المدنيين إلى الخطر وتضعهم درع بشري إلى حالة أي تدخل عسكري مغربي. وشدد الفاتحي على أن الدبلوماسية المغربية اشتغلت طيلة الأيام الماضية بقوة من أجل حشد الدول الداعمة للمبادرة المغربية للحكم الذاتي، خاصة أن الجبهة الانفصالية باتت فاقدة وخارج عن الشرعية الدولية. وأبرز الفاتيحي، أن المملكة المغربية تعطي فرصة للخيارات السلمية وللمجتمع والمؤسسات الدولية من أجل التدخل، وذلك في إطار التحكيم الدبلوماسي لتداعيات ما بعد التدخل، وما بعده. وقال الفاتحي، إنه في الوقت الذي تحافظ فيه المملكة المغربية كما يوصي المجتمع الدولي على سياسية ضبط النفس، فإن موقفها إزاء ما يقع في الكركرات يبقى ثابتا كما وضحه الخطاب الملكي الأخير؛ وأن المغرب سيقوم بحماية حدوده الترابية التي تعد خطا أحمرا. وكشف المحلل السياسي، ان ما تقوم به جبهة البوليساريو في المنطقة العازلة تفرج عليه العالم بأسره وشهد عليه وتابع كيف تخرق هذه الجبهة الانفصالية قواعد قرارات الشرعية الدولية، لذلك فالمغرب قام بحشد المنتظم الدولي، وهذا الطرح يزكيه الموقف الفرنسي على لسان وزير خارجيتها جان لوديان خلال زيارته الخاطفة أخيرا للرباط، و الذي عبر خلالها عن قلقه من الوضع في الكركرات ودعا البوليساريو إلى الالتزام بالقرارات الدولية. وانتقلت القوات المسلحة الملكية ليلة الخميس إلى الجمعة، لإقامة طوق أمني يهدف إلى تأمين تدفق البضائع والأشخاص وبدون أي نية قتالية في منطقة الكركرات، وتتم هذه العملية وفق بلاغ للقوات المسلحة الملكية لقواعد واضحة للاشتباك، تتطلب تجنب أي اتصال بالناس المدنيين وعدم اللجوء إلى استخدام السلاح إلا للدفاع عن النفس.