اندلعت الاحتجاجات مجددا في لبنان ليلة الاثنين، في مختلف المناطق، وأدت لمناوشات مع القوى الأمنية التي حاولت إعادة فتح طرقات قطعها المحتجون بأجسادهم وبالإطارات المشتعلة. وانتشرت المظاهرات في كل أنحاء البلاد احتجاجا على تردي الأوضاع المعيشية، وغلاء المواد الغذائية، بعدما اقترب سعر الدولار من 4 آلاف ليرة لبنانية، في السوق السوداء، مقارنة بسعر صرفه الرسمي البالغ 1500 ليرة. وفاقم العزل الصحي الذي فرضته الحكومة منذ أكثر من شهر لوقف تفشي فيروس كورونا، من صعوبة الأوضاع الاقتصادية المعقدة أصلا، فيما تقاذف السياسيون والمسؤولون الحكوميون اتهامات التورط بالفساد الذي أوقع البلد الصغير تحت عبء ديون تتجاوز 100 مليار دولار وحجمها ضعفي حجم الناتج الإجمالي القومي. وشهدت مدينة طرابلس الليلة الماضية، احتجاجات عارمة ضد ارتفاع سعر الدولار والأوضاع الاقتصادية والمعيشية، إضافة إلى تسجيل خروقات أمنية من حين إلى آخر. فقد تجمع عدد من الشبان عند ساحة النور وقطعوا عددا من الطرقات المؤدية إلى الساحة النور، في حين قطع عدد من المحتجين أوتوستراد طرابلس - بيروت عند نقطة البالما بالاتجاهين. من ناحية أخرى، انطلقت مسيرة دراجات نارية وسيارات من ساحة النور باتجاه شوارع طرابلس، حيث كانت لهم وقفة احتجاجية أمام منزل وزير الاتصالات طلال الحواط مقابل سنترال الميناء. أما من جهة الاعتداءات على المصارف وإلقاء القنابل، فقد كان ليلا حافلا بإطلاق الرصاص في الهواء وبتكسير واجهات بعض المصارف وإلقاء قنابل مولوتوف إضافة إلى القنابل الصوتية. ففي الميناء، أقدم مجهولون على تحطيم واجهات مصرف بيبلوس - فرع الميناء في طرابلس ثم فروا إلى جهة مجهولة. فيما لم يسلم بنك لبنان والمهجر على طريق البولفار من إلقاء قنبلة مولوتوف إضافة إلى تكسيره، كما أقدم مجهولون على رمي قنبلة مولوتوف على مصرف BBAC في طرابلس بالقرب من مسجد السلام - طريق الميناء حيث احترق الصراف الآلي بالكامل. كما سجل أيضا إطلاق عدد من الأعيرة النارية في الهواء من قبل مجهولين داخل سيارة على طريق القبة - مجدليا وعلى طريق المنار في أبي سمراء، وصولا إلى إلقاء قنبلة صوتية في مجرى نهر أبو علي سمع صداها في أرجاء المدينة. وفي العاصمة بيروت قطع المحتجون مختلف الطرق الحيوية في المجينة ودارت مناوشات بينهم وبين القوى الأمنية التي كانت تحاول إعادة فتحها، وأبلغ الصليب الأحمر عن سقوط 6 جرحى. وذكرت غرفة التحكم المروري أن المحتجين قطعوا السير عند مثلث الفاعور في البقاع الأوسط، وأوتوستراد الناعمة باتجاه بيروت كما قطعوا أوتوستراد صور صيدا عند محلة جدرا.