لوحظ في الايام الأخيرة، ارتفاع في عدد المصابين بفيروس كورونا المستجد، وذلك بعد ان رفعت وزارة الصحة من عدد عمليات الكشف المخبري على المخالطين للمصابين بالفيروس. إلا أن التحاليل الطبية لا تشمل جميع المخالطين الذين يصل عددهم إلى 8 آلاف مخالط، وهو رقم يرتفع كل يوم، مما يثير قلقاً من إمكانية نشر هؤلاء للعدوى، خصوصا أن هناك أشخاصا لا تظهر عليهم أي أعراض كما كشف عن ذلك مدير مديرية الأوبئة ومكافحة الأمراض. وقد انتقل المغرب إلى هذه المرحلة المتعلقة بتحديد مخالطي الحالات سريعاً ومراقبتهم عن كثب واجراء التحاليل عليهم، بالنظر إلى فعاليتها في احتواء انتشار كوفيد-19 وسط الأسر والمجتمع؛ وهو ما انتبهت إليه، مؤخراً، وزارة الصحة لتقوم بالكشف المخبري على أكبر عدد ممكن من المخالطين. و قبل هذا التحول، كانت وزارة الصحة تعمد إلى إجراء الكشف المخبري فقط على المخالطين الذين تظهر عليهم أعراض الوباء، حيث تقوم الأطر الطبية بتقييم حالة المخالط المباشر للمريض، وإذا كانت لا تظهر عليه أي أعراض لا تجرى له اختبار الكشف، بل يتم الاكتفاء بتوجيه تعليمات إلى الشخص المخالط بضرورة اتباع العزل الصحي المنزلي، قبل أن يتصل بالوحدات الطبية المخصصة لذلك في حالة ظهور أي أعراض مستقبلا. هذه الطريقة أكدت أنها لن تجدي نفعا مع هذا الفيروس القاتل، ولم تسعف كثيرا في احتواء رقعة انتشاره، لا سيما مع وجود حالات لا تظهر عليها أي أعراض، التي يمكن أن تنقل العدوى خصوصا في المحيط الأسري؛ وهو ما دفع الوزارة إلى رفع مستوى الكشف المخبري لدى المخالطين ومحيطهم دون انتظار ظهور أعراض مرضية. وتم الشروع في إجراء التحاليل الطبية على مستوى بعض المستشفيات الجامعية بعد وصول معدات وأجهزة طبية، حسب مصادر من وزراة الصحة التي أكدت أن التوجه اليوم يسير نحو الكشف عن جميع المخالطين وتوسيع شبكة المختبرات المعتمدة. وأضافت ذات المصدر أن المستشفى الجامعي بالدار البيضاء شرع في إجراء التحاليل الطبية، فيما سيتم الشروع في ذلك غدا بالنسبة للمستشفيين الجامعيين في كل من الرباط وفاس، وفي الأسبوع المقبل بالمستشفيات الجامعية بكل من مراكش وأكادير ووجدة.