قالت منظمة السلام الأخضر، إن الواحات المغربية بالجنوب، مهددة بأن تصبح سرابا، بعد دورات الجفاف المتتالية، التي مرت على المنطقة، والاستعمال المفرط للمياه الجوفية. ويرجع السكان سبب ندرة المياه في الواحات، حسب جريدة ديلي ميل البريطانية التي أوردت الخبر استنادا إلى منظمة السلام الأخضر، إلى استعمال المضخات الكهربائية، من أجل الوصول إلى المياه الجوفية، مما اضطر العديد من المزارعين إلى بيع أراضيهم، وفي بعض الأحيان لا يجدون حتى من يشتريها. وقال أحد الفلاحين في منطقة الواحات، حسب ذات المصدر، إن ظروف العيش لم تعد "مواتية هناك بعدما قضى التصحر على كل شيء"، كما أعرب فلاح آخر عن أسفه، نتيجة التخلي عن نُظم السقي التقليدية(كالخطارات)، التي ساهمت في ترشيد استعمال المياه، وتوزيعه بشكل عقلاني. وبعد استفحال أزمة التصحر، أصبحت مسألة العثور على المياه جد صعبة، حيث يؤكد أحد الفلاحين أنه "كان يكفي، في السابق، حفر سبعة أمتار تحت الأرض، من أجل الوصول إلى المياه الجوفية، بينما اليوم يلزمنا حفر ما يزيد عن أربعين متر قصد إيجاد المياه". ويلاحظ لحسن الميموني، وهو أستاذ جامعي، ينتمي إلى المنطقة أن الواحات تعتمد على المياه الجوفية، التي تأتي، عموما، من الثلوج، مضيفا "أن الاحتباس الحراري أضر بالواحات كثيرا". ومن أجل مواجهة هذه الأزمة، قال إبراهيم الحفيدي، المدير العام للوكالة الوطنية لتطوير مناطق الواحات: "حددنا لأنفسنا هدف تعبئة مليار متر مكعب من الماء، أي ما يعادل 35 مليار قدم متر مكعب من المياه بحلول نهاية عام 2020"، في إشارة إلى الجهود المبذولة، من أجل إعادة تأهيل مياه قنوات الري، وبناء السدود، وكذلك بغية تجنب أزمة العطش. يذكر أن جلالة الملك محمد السادس كان قد أطلق، مؤخرا، برنامجا وطنيا للتزويد بالماء الشروب، ومياه السقي 2020-2027، الذي سيعزز الرصيد الوطني بإنجاز 20 سدا كبيرا بسعة 5.38 مليار متر مكعب، بكلفة إجمالية تبلغ 21.91 مليار درهم، ما سيمكن المغرب من بلوغ سعة تخزين إجمالية تقارب 27.3 مليار متر مكعب، بعد إنهاء الأشغال ببناء هذه السدود.