وجه حميد شباط الأمين العام لحزب الاستقلال دعوة لفريقي الاستقلال بالبرلمان للاجتماع يوم 21 يناير الجاري بالمركز العام للحزب بالرباط، بهدف الخروج بموقف واضح من حكومة بنكيران. وحسب بعض المصادر فان دعوة فريقي المستشارين والبرلمانيين الاستقلاليين، في الوقت الراهن للتشاور، يأتي في سياق التجاهل الذي تعامل به عبد الإله بنكيران مع مذكرة تقوية التنسيق ورفع إنتاجية الأداء الحكومي، التي كان من ورائها حميد شباط.
وينتظر أن يكون الاجتماع المرتقب ساخنا، حيث سيتمحور حول الإجابة عن سؤال محدد مسبقا: هل سنبقى في الحكومة أم نخرج للمعارضة؟ ذات المصدر أضاف أن هناك توجه عام يصبّ في اتجاه الإعلان عن الانسحاب من الحكومة، وهو التوجه الذي كشفه اجتماع اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال في الأسبوع المنصرم، ورغم ذلك فان جميع الاحتمالات تبقى واردة، خاصة وان هناك مساعي كبيرة يقوم بها نبيل بنعبد الله، الأمين العام للتقدم والاشتراكية، لتقريب وجهات النظر بين الاستقلال والعدالة والتنمية، حيث من المنتظر ترجمة تلك المساعي بلقاء مكاشفة بين مكونات الحكومة الحالية.
ويذكر أن الفريق الاستقلالي بمجلس المستشارين يعيش حالة توتر بين مكوناته، وهو صراع يهدف إلى الإطاحة بمحمد الأنصاري، رئيس الفريق الاستقلالي، لصالح فؤاد القادري وهو ما عبرت عنه المشادة الكلامية بين الأنصاري واللبار الذي حاول الثلاثاء الماضي التكلم باسم الفريق الاستقلالي، وهو ما فاجأ رئيس الجلسة المخصصة للأسئلة الشفوية، حيث تجاوز الرئيس اللبار وأعطى الكلمة للأنصاري باعتباره رئيسا للفريق، حسب النظام المعمول بمجلس المستشارين، كما ان هذه المشادة بين أعضاء الفريق الاستقلالي يكشف عن وجود صراعات خفية بين الأعضاء تمتد إلى ما وراء مكونات الفريق، حيث من المحتمل أن تؤثر في اللقاء المرتقب للامين العام للحزب وباقي أعضاء الفريقين بمجلس المستشارين والبرلمان.
و ارتباطا بذلك أكد مصدر من الفريق الاستقلالي بمجلس المستشارين أن الصراع الحاصل بين الأنصاري واللبار تولد نتيجة رغبة الأخير في قيادة نقابة الاتحاد العام للشغالين، التي لازال يديرها شباط، والذي من المنتظر أن تكون استقالته من هذه المسؤولية جاهزة مادامت بيده مسؤولية قيادة الاستقلال، حيث أن الجمع بين المسؤولتين يتنافى ونظام حزب الاستقلال.
ووفقا لما يدور في الكواليس الاستقلالية فان بعض الخيوط بدأت تتكشف بشان "الانقلاب" الذي قاده عباس الفاسي، الأمين العام السابق، ضد صهره عبد الواحد الفاسي، حيث قال قيادي استقلالي أن سبب الانقلاب هو ما فٌسّر على انه مهاجمة من قبل امحمد خليفة خلال لقاء عقده تيار "بلا هوادة" وحضرته قيادات تاريخية، وأضاف المصدر أن الخليفة اعتبر خلال اللقاء، الذي عرف حضور نجلي عباس، أن عائلة الفاسي كباقي العائلات الكبيرة في المغرب خرجت العلماء والوطنيين والخونة، وهي الإشارة التي نُقلت للفاسي وأثارت غضبه على التيار.