قال رشيد لزرق، محلل سياسي وخبير دستوري، إن أسلوب تبادل الأدوار الذي ينهجه عبد الإله بنكيران، بات أسلوبا أصيلا لتنزيل إستراتيجية قوى التدين السياسي، ذات الجذور الإخوانية، ولمواجهة خصومه و تدبير السلطة و في نفس الوقت التنصل من المسؤولية. وأضاف لزرق في تصريح ل"تليكسبريس"، أن ما يظهر من حمم الصراع المتطاير، بين التيار البرغماتي الذي يتزعمه سعد الدين العثماني، و تيار "المزايدة" الذي يتزعمه بنكيران، هو مجرد تكتيك سياسي الغاية منه تدبير الحكومة، وفي نفس الوقت معارضتها، فبنكيران الذي يلبس عباءة المعارض، ويتظاهر بالرجوع للوراء في نفس الوقت، يسير من خلال ستار بغاية تصريف خطة متفق عليها مسبقا تقوم على أساس تبادل الأدوار، تخول لهم الاستفادة من الامتيازات الحكومية، وفي نفس الوقت عدم تحمل المسؤولية السياسية للقرارات التي يتخذونها. وأوضح لزرق، أن هذا الأسلوب يمثل ضربا قويا للفلسفة الديمقراطية، ووضوح الموقع، وكذلك قمة اللامبالاة والتعامل اللامسؤول بقضايا الوطن التي من الممكن أن تصبح أسبابا لكوارث مقبلة بدأت تلوح بوادرها عمليا في الأفق، وقد تجلت في وقت سابق في عدة أحداث جرت في الآونة الأخيرة، في العديد من مناطق المغرب ابتداء من الحسيمة وزاكورة و جرادة، ورمي المسؤولية على أطراف أخرى في كل شيء . وخلص لزرق، أن ما يفعله بنكيران، هو تنزيل للعبة تبادل الأدوار، الأمر الذي يقوي اتجاه العدالة و التنمية، على اعتبار أن الحزب بالنسبة لهم أولى من مؤسسات الدولة، و أكثر من الوطن وعينه على انتخابات 2021. وهكذا فالتياران يتفقان على الأهداف، لكن يحاولان تجاوز المحددات من عقبات، ومشاكل، وصعاب، وكلما كانت هذه العقبات شديدة فرض تيار "المزايدة" صوته بصفة أكثر، بالنظر لإحساسه باستحالة الوصول إليها، وأنه مهما بذل من جهد فانه لن يصل إليها. و هنا يتم البحث عن وسائل أخرى جديدة غير مرئية أو منظورة حاليا تمكنه من تحقيق هذه الأهداف في المستقبل.