قال رشيد لزرق، الخبير المتخصص في الشؤون الحزبية والبرلمانية، إن المؤتمرات التي تعقدها الأحزاب مفروض فيها أن تشكل حراكا مؤسساتيا يعبر عن اختلاف ورأي آخر يعتمد على مقارعة الحجة بالحجة، والأخذ والرد في المواقف وتبادل الأفكار، دون الانزلاق إلى الأسفل كما يحدث الآن، ولذلك، يضيف لزق، فإن انحدار اللغة وانعدام الحوار والمشاحنات الشخصية هو دليل على المستوى الثقافي لبعض النخب السياسية. وردا على سؤال حول مستقبل حزب الاستقلال بعد موقعة "الصحون" وتأجيل انتخاب أمين عام للميزان، أكد رشيد لزرق في تصريح ل"تليكسبريس" أن الأمر يتوقف على النقاش الذي ستشهده المفاوضات خلال هذا الأسبوع، فمطلب حميد شباط واضح، وهو الحماية السياسية، مقابل ترك منصب الأمانة العامة. وأوضح لزرق، أن الهجمة التي يقوم بها شباط، والتى تتسم بالحدة و"الانتحارية" لدرجة أن كل شيء أصبح مسموح به من قبل تياره وأضحت كل وسيلة متاحة تستخدم بعنف وصلابة، يدل على انه فقد الأمل للبقاء في منصبه، ففاقد الأمل يمكن أن يقدم على أعمال، وإن كانت مستنكرة أخلاقيا و سياسيا، فهى بالنسبة إليه الطريق الطبيعى لاستعادة ما فقده. وتوقف الباحث في الشؤون الحزبية والبرلمانية كثيرا عند نقطة هامة يعتبرها حجر الزاوية وأصل الصراع في حزب الاستقلال، ويتعلق الأمر بقضية "ثروة شباط" فهي محك حقيقي لاعتبارين اثنين: الاعتبار الأول: كون عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة السابق، أول من طالب شباط بكشف ثروته، أما الاعتبار الثاني فتم نشره بالوثائق حينما اعتراف حميد شباط نفسه بأن ثروته تقدر بالملايين، في لعبة المقصود منها تبرئة نفسه من ثروة اعترف بامتلاكها، ونهجه خطابا تحريضيا غايته خلط الأمور، في عملية يريد من خلالها الظهور بمظهر الراديكالية والحال أنه يريد الهروب إلى الأمام. لذلك يرى رشيد لزرق، أن حميد شباط الأمين العام المنتهية ولايته يناور من أجل الحماية السياسية من المتابعة في ملفات فساد وإثراء غير مشروع، فالصراع الحالي هو صراع "مصالح" أكثر منه صراع سياسي. وبالمناسبة، يختم لزرق، فإن هذه الأحداث مؤشر لما يعتري المنظومة الحزبية ككل، فهل يريدون الوضوح الذي لا يتم إلا عبر الكشف أم يريدون التوافق السياسي، ويكون مضمونه توفير الحماية السياسية وبالتالي تخلف الموعد مع الزمن و اللحظة التي تقتضي الوضوح واعتماد لغة تستند إلى مشاريع واضحة وبرامج قابلة للتطبيق وليس لغة المزايدة و"الشخصنة".