أكد رشيد لزرق، الباحث في العلوم السياسية والمتخصص في قضايا الأحزاب الوطنية، أن رئيس الحكومة المعين عبد الإله بنكيران وضع نفسه في زاوية ضيقة، بعد إصدار بلاغ أمس الأحد، والذي أكد فيه تعليق المشاورات مع رئيس التجمع الوطني للأحرار، عزيز اخنوش، وامحند العنصر، الأمين العام للحركة الشعبية. وأكد لزق، في اتصال أجرته معه "تليكسبريس"، أن بنكيران يرغب في الذهاب إلى التحكيم الملكي بعد إعلان فشله في تدبير المفاوضات، وأضاف الباحث في العلوم السياسية، أن تموقع بنكيران في زاوية ضيقة، إنما يؤكد هذه الرغبة، لإقناع الأمانة العامة لحزبه أولا والرأي العام الخارجي ثانيا بنتائج مشاوراته الفاشلة.
وقدم رشيد لزرق سياقا للمفاوضات المتعثرة، أكد فيه، أن رئيس الحكومة المعين ارتكب سلسلة من الأخطاء في تدبير ملف المشاورات، إلى أن وصل به الأمر إلى إعلان بيانين صادرين عن الأمانة العامة للحزب، وليس من مؤسسة رئاسة الحكومة.
وأكد المتحدث أن بنكيران كان عليه أن يفاوض انطلاقا من موقعه كرئيس للحكومة معين طبقا للدستور، وليس كرهينة للأمانة العامة لحزبه. فمجاراته لصقور حزبه وتدخلهم في المفاوضات حد من الليونة في هذه المشاورات، وبالتالي تعطيلها، مما يظهر أن بنكيران مورس عليه نوع من الحظر من قبل صقور حزبه،. يؤكد رشيد لزرق.
ويضيف رشيد لزرق، أن بنكيران راكم الأخطاء في إدارة هذه المشاورات، وكان عليه أن يظهر كرجل دولة، وهو يفاوض من مركز قوة، ومن منصب رئيس للحكومة وليس من موقع الأمين العام للحزب، لأنه في نهاية الأمر "رئيس حكومة الشعب المغربي كافة"، وليس لأعضاء ومناصري العدالة والتنمية، وبالتالي سقط في يد صقور حزبه.
وأشار رشيد لزرق، أن بنكيران كان من الممكن أن يشكل أغلبية دون الحاجة إلى التجمع الوطني للأحرار في بداية مفاوضاته، بالاعتماد على أحزاب الاستقلال والتقدم والاشتراكية والاتحاد الاشتراكي والحركة الشعبية، ولا ينتظر عزيز أخنوش، لكن بنكيران كان يرغب في التحالف مع الأحرار لخلق توازن سياسي داخل الحكومة، لأنه يعلم بأن أخنوش لديه مشروع اقتصادي.
واسترسل رشيد لزرق في القول إن: "بنكيران كان يدرك جيدا أنه لا يتوفر على مشروع اقتصادي، عكس حزب الأحرار الذي يتوفر على بروفايلات وكفاءات لتدبير المشاريع الكبرى، وهذا سر تشبثه بأخنوش، فبنكيران يدرك جيدا أن حزبه لا يمتلك بروفايلات للقيام بذلك".
وبخصوص السيناريوهات الممكنة بعد اختلاط الأوراق عقب بلاغ رئيس الحكومة أمس الأحد، الذي أعلن فيه عن تعليق المشاورات مع العنصر وأخنوش، أكد رشيد لزرق، أن بنكيران بعدما وضع نفسه في الزاوية المغلقة، يريد أن يذهب إلى التحكيم الملكي، ويمكن إعفاؤه من قبل جلالة الملك وتعيين شخصية جديدة من نفس الحزب، لقيادة المشاورات وتكليفها بتشكيل الحكومة المقبلة، أو الدعوة من جديد إلى العودة إلى التفاوض على أساس مشروع اقتصادي واضح.
أما بخصوص السيناريو، الذي تحدثت عنه بعض المصادر والمتعلق بالذهاب إلى انتخابات سابقة لأوانها بعد هذا "البلوكاج"، فاستبعد رشيد لزرق هذا المسعى، وقلل من احتماله، لأن الظروف الاقتصادية والسياسية الحالية للمغرب لا تسمح بذلك، وما تزال هناك خطوات ممكنة، كما لا يمكن الحديث عن حكومة وحدة وطنية، لانعدام الظروف التي تسبقها، وأن من يدعو ويروج لحكومة وحدة وطنية، إنما هو جاهل بالدستور، يؤكد رشيد لزرق.
أما بخصوص الآجال الذي قد تنتهي فيها هذه الأزمة وتشكيل الحكومة، فقد أكد الباحث في العلوم السياسية، انه من الصعب التكهن بذلك. متسائلا في الأخير عن سبب تعطيل هياكل وانتخاب رئاسة مجلس النواب وربط ذلك بضرورة تشكيل الحكومة، وهو ربط وصفه لزرق بالغريب والعجيب وغير الدستوري، خاصة وأن المغرب تربطه عدة اتفاقيات دولية، وتعطيل انتخاب مجلس النواب يظهر البلد انه غير مسؤول اتجاه الاتفاقيات الموقعة مع العديد من الدول الإفريقية.