لا يزال رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، عزيز أخنوش، يسارع الزمن من أجل تعزيز موقعه التفاوضي مع رئيس الحكومة المعين عبد الإله بنكيران، للدخول إلى فريقه المرتقب، الذي تأخر إعلانه أزيد من شهرين. وجاء ذلك، خلال الاجتماع، الذي جمع قيادة التجمع الوطني للأحرار بنظيرتها في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أول أمس الأربعاء. وحسب مصدر من حزب الحمامة، تحدث مع "اليوم 24″، فإنه على الرغم من أن اللقاء، لم يخض في موضوع التحالف مع بنكيران، إلا أنه لم يخل من رسائل سياسية بعث بها الطرفان إلى رئيس الحكومة.، أوضح المصدر ذاته، أن الحزبين متفقان حول بعض الشروط، التي ظل أخنوش يطرحها أمام بنكيران من أجل المشاركة في الحكومة المقبلة. وتفيد المعطيات، التي استقاها "اليوم 24″، أن اللقاء بين الطرفين، كان بطلب من أخنوش، وجاء في سياق "تصلب" بنكيران في رفض كل الشروط، التي وضعها أخنوش على طاولة المفاوضات. وكانت أبرز شروط أخنوش، مطالبته بالتخلي عن مشاركة حزب الاستقلال في الحكومة المقبلة، وإدخال "أحزاب الوفاق" (الحركة الشعبية والاتحاد الدستوري)، فضلاً عن رغبته في الحصول على القطاعات الحكومية ذات البعد الاقتصادي، والمالي، ل"أهداف تتعلق بحماية بعض المصالح الاقتصادية". ويروم هذا الاجتماع، الذي عقده أخنوش مع قيادة الاتحاد الاشتراكي، خلخلة منهجية تشكيل الحكومة، والهندسة الحكومية، التي يريدها بنكيران، وذلك من خلال "الاستقواء" بالاتحاد الاشتراكي، الذي حسم موقفه من دخول الحكومة، بعدما استعصى على أخنوش الحصول على دعم حزب الاستقلال، أو التقدم والاشتراكية، نظراً إلى أنهما حليفان استراتيجيان اليوم لبنكيران. وبعدما رفض الأخير هذه الشروط، وطلب من أخنوش أن يأتيه وحيداً، ليفاوضه باسم حزبه، وليس باسم أي حزب آخر، غيّر أخنوش استراتيجيته بإدخال الاتحاد الاشتراكي في خطة "المواجهة" لتعزيز موقعه التفاوضي، لاسيما بعدما علم رئيس حزب "الحمامة"، أن الاتحاد ماض في تنفيذ قرار لجنته الإدارية، التي حسمت في قرار المشاركة. وبخلاف هذه المعطيات، التي استقاها "اليوم 24" من مصادر مقربة من المشاورات الحكومية، لفت القيادي في حزب الاتحاد الاشتراكي، يونس مجاهد، الانتباه إلى أن طبيعة اللقاء الأخير بين "الوردة" و"الحمامة"، إذ قال، إنه "كان على أساس نقطتين. الأولى، تتعلق بتقديم حزب التجمع الوطني للأحرار لنتائج مؤتمره الوطني، وآفاق العمل. والثانية، تهم العلاقات بين الحزبين، وآفاق التعاون المشترك بينهما، نظراً إلى العلاقات التاريخية، التي تجمعهما". وأضاف مجاهد، أن "اللقاء بين قادة الحزبين كان ودياً، ولم يسمح بمناقشة تفاصيل المشاورات الحكومية في لقاء موسع، يضم المكتبين السياسيين للحزبين".