قالت الصحفية المغربية والخبيرة المتخصصة في المجال الاقتصادي المقيمة بتركيا بشرى مفتي زاده، إن خطاب صاحب الجلالة الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى العشرين لعيد العرش أكد على النقلة النوعية التي حققتها المملكة في مختلف الميادين الحقوقية والاقتصادية والاجتماعية. وأوضحت السيدة مفتي زاده، وهي أيضا خبيرة في التنافسية الدولية للمقاولات، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه النقلة النوعية شملت ترسيخ الحقوق والحريات وتوطيد الممارسة الديموقراطية، والنهوض بالمجال الاقتصادي، لاسيما تعزيز البنيات التحتية من طرق وموانئ ومواصلات والقطار الفائق السرعة، فضلا عن تأهيل المدن وتطوير الطاقات المتجددة. وأضافت أن جلالة الملك كان واضحا حين قال إن بعض المواطنين قد لا يلمسوا مباشرة تأثير هذه الإنجازات على حياتهم وظروف عيشهم، خصوصا في مجال الخدمات الاجتماعية الأساسية، ليؤكد جلالته على ضرورة التركيز على حل بعض الملفات والمشاكل، حتى يتم تحقيق كافة المشاريع والإنجازات التي تتطلع إليها المملكة. وسجلت أن جلالة الملك اتخذ، في هذا الإطار، قرارا بإحداث لجنة خاصة بالنموذج التنموي سيتم تنصيبها مع الدخول السياسي المقبل، مبرزة أن جلالته شدد على أنه يتعين على هذه اللجنة أن تتسم بالموضوعية والشجاعة والابتكار في اقتراح الحلول. وأشارت الصحفية المغربية إلى أن الخطاب الملكي أكد على ضرورة الاستمرارية في العمل بمزيد من الالتزام والمسؤولية في تدبير الشأن العام، والتجاوب مع انشغالات المواطن، مع التركيز على الرفع من مستوى الخدمات الاجتماعية الأساسية وأداء المرافق العمومية. وبخصوص الرهانات المستقبلية، قالت السيدة مفتى زاده إن الخطاب جاء شموليا، ارتكز على أربعة رهانات أساسية أجملها في توطيد الثقة والمكتسبات، وعدم الانغلاق على الذات، والتسريع الاقتصادي والنجاعة المؤسسية، وكذا العدالة الاجتماعية والمجالية. ولفتت إلى أن جلالة الملك لم يفته التأكيد على الانفتاح لأنه المحفز الأساسي لجلب الاستثمارات ونقل المعرفة والخبرة الأجنبية وتحسين جودة الخدمات العمومية والرفع من مستوى التكوين وتوفير المزيد من فرص الشغل. وأضافت أن الخطاب الملكي حمل دعوة للمواطن المغربي من أجل الانخراط في هذه الدينامية الجديدة، بروح مواطنة فاعلة إلى جانب جميع المؤسسات والفعاليات الوطنية المعنية لإعطاء نفس جديد للتنمية الاقتصادية والاجتماعية للمملكة.