تنطلق اليوم الاربعاء مباريات دور ربع نهائي كأس أمم إفريقيا المقامة حاليا في مصر ليبدأ بذلك العد العكسي لهذه البطولة القارية بإجراء مباراتين، تجمع الأولى بين منتخبي السينغال وبنين، والثانية بين منتخبي نيجيريا وجنوب إفريقيا. ويتميز هذا الدور من البطولة باعتماد تقنية حكم الفيديو المساعد، (الفار)، وهذه أول مرة تعتمد فيها هذه التقنية في بطولة أمم أفريقيا، علما أنه جرى اعتمادها في مختلف مسابقات الكاف الأخيرة، ولم يخل ذلك من جدل كبير ، وهو ما تجلى بالخصوص في إياب نهائي عصبة الأبطال بين الوداد البيضاوي والترجي التونسي ، بعد أن توقفت المباراة بسبب عطل أصاب تقنية الفار. وتم استخدام تقنية الفار في إفريقيا في نهائي بطولتي دوري الأبطال وكأس الكونفدرالية في الموسم الماضي، وكذا في نهائي دوري الأبطال في الموسم قبل الماضي، أي في ست مباريات في المجموع ، غير أن المراقبين سجلوا أن حكم افيديو المساعد عوض أن يشكل وسيلة لمساعدة الحكام في اتخاذ قرارات سليمة أدى بالمقابل إلى وقوع العديد من الأزمات والمشاكل أثرت بشكل كبير على سمعة اللعبة في إفريقيا. البداية كانت في ذهاب نهائي بطولة دوري أبطال إفريقيا في الموسم قبل الماضي بين فريقي الأهلي المصري والترجي التونسي، حيث شهد اللقاء الذي أقيم في مدينة الإسكندرية حينها، قرارات تحكيمية مثيرة للجدل رغم اللجوء للفار، ليقرر الكاف بعدها إيقاف الحكم الذي أدار اللقاء عن إدارة المباريات القارية. وفي نهائي البطولة ذاتها للنسخة الماضية، قرر الكاف كذلك إيقاف الحكم المصري جهاد جريشة الذي أدار لقاء الذهاب بين الوداد المغربي والترجي التونسي، لمدة 6 أشهر، وذلك بسبب بعض القرارات الخاطئة التي اتخذها رغم وجود تقنية الفار، التي من شأنها تقليل أخطاء التحكيم، قبل أن يقرر الاتحاد رفع الإيقاف عن الحكم الدولي، ليتواجد في مباريات كأس الأمم الإفريقية الجارية. ويبقى الحدث السلبي الأبرز، هو مباراة الإياب للبطولة ذاتها الذي أقيم في تونس، إذ لم يكتمل اللقاء بسبب اعتراض نادي الوداد البيضاوي على عطل تقنية الفار أثناء المباراة، وإلغاء هدف صحيح لصالح الفريق المغربي. وبعد أيام من تتويج الترجي بلقب البطولة الإفريقية، اعلنت الكونفدرالية الإفريقية برئاسة الملغاشي أحمد أحمد عن عقد جلسة طارئة للجنة التنفيذية بالكاف، لبحث أزمة الترجي والوداد وسبب تعطيل تقنية الفار، ليخرج الاجتماع بقرار إلغاء تتويج الفريق التونسي باللقب، وإعادة المباراة في وقت لاحق خارج تونس، عقب انتهاء منافسات كأس الأمم الإفريقية. وأبدى جمال الغندور الخبير التحكيمي المصري، تخوفه من تطبيق تقنية الفار في المباريات القادمة لكأس الأمم الإفريقية، مشيرا إلى أنها قد تثير أزمات ومشاكل عديدة. وأوضح جمال الغندور في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن تقنية "الفار" مازالت جديدة على التحكيم الإفريقي، وكذلك الفرق والمنتخبات الإفريقية، مشيرا إلى أن الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم تسرعت في اتخاذ قرار استخدام الفار في كأس الأمم الإفريقية. وقال الحكم الدولي السابق، "الفار سبب أزمات عديدة خلال تطبيقه في المباريات النهائية لبطولتي دوري أبطال إفريقيا والكونفدرالية.. ثقافة التعامل مع التقنية الحديثة مازالت غائبة عن اللاعبين والمدربين الإفارقة، وهو ما يسبب صعوبة كبيرة في تطبيقها بشكل صحيح". وأبدى العديد من مدربي الفرق المتنافسة على البطولة تخوفهم من هذه التقنية التي يفترض أن تشكل اضافة للعبة وتساهم في تصحيح قرارات غير عادلة، وذلك بسبب عدم إلمام معظم الحكام أو بسبب أعطاب فنية قد تحدث في خضم المباريات.