نشر موقع "ديلي بيست" (The Daily Beast) مقالًا للمدير التنفيذي ل"ذا روثكوف جروب" ديفيد روثكوف، يقول فيه إن محاولات ابتزاز مدير شركة "أمازون" جيف بيزوس، كشفت عن أن "السعودية وهي عدو أعداء ترامب، هي أيضًا أسوأ صديق". ويقول روثكوف: "لا يمكن أن تتخيل عمق الكذبة التي تجعل المملكة الرهيبة تحصل على هذه المعاملة اللطيفة من الرئيس وصهره ووزير خارجيته وفي الآونة الأخيرة وزير الطاقة ريك بيري". ويضيف الكاتب في مقاله، أن "العلاقة المرَضِية بين فريق ترامب ومحمد بن سلمان هي واحدة من الأسباب التي تجعل السعودية أسوأ صديقة لأمريكا؛ لأنها علاقة متجذرة في الفساد والأكاذيب وسوء الحسابات والدوافع السيئة من الطرفين". ويرى روثكوف أن "السعوديين جعلوا من الصداقة السيئة (فنا)، فهم يرحبون بالرئيس ويكرمونه، ويضخمون ذاته، وبعدها يهمس ولي العهد محمد بن سلمان بأن جاريد كوشنر (صهر الرئيس) في جيبه". ويشير الكاتب إلى أنه "في الوقت الذي يقيمون فيه علاقات تجارية مع منظمة ترامب، فإنهم يقومون بقتل وتقطيع صحافي يقيم في الولاياتالمتحدة ويكتب في (واشنطن بوست)، وهو جمال خاشقجي". ويفيد روثكوف بأن "السعوديين يعقدون صفقات عسكرية مع الولاياتالمتحدة وشركات التكنولوجيا، ثم يستخدمونها، بحسب ما كتب المستشار الأمني غافين دي بيكر في (ديلي بيست) في نهاية الأسبوع، للتجسس على رب عمله، مديره جيف بيزوس، الذي لا يعد عدوهم فقط بل عدو ترامب". ويلفت الكاتب إلى أنه "في الوقت الذي قال فيه ناشرو (أمريكان ميديا)، الذين يصدرون (ناشونال إنكويرر) إنهم لم يستخدموا مصادر سعودية في جهودهم لتشويه سمعة بيزوس من خلال نشر صور فضائحية له، إلا أنه لا يمكن اعتبارهم مصدرًا موثوقًا للمعلومات، وكشفوا عن أنهم يقفون في الصف ذاته مع السعوديين، خاصة من خلال العدد الخاص الغريب والعجيب الذي أصدروه ترويجا لصورة وإنجازات بن سلمان، الذي قام بحسب التقارير كلها بإصدار أوامر قتل وتقطيع جمال خاشقجي". وينوه روثكوف إلى أن "السعوديين استخدموا الأسلحة الأمريكية في حرب غير ضرورية، قتلت عشرات الآلاف من الأبرياء، وعرضت حياة الملايين للخطر في اليمن، وحصلوا على التكنولوجيا النووية، في صفقة أشرف عليها أولًا مستشار الأمن القومي الأول لترامب، مايكل فلين، الذي استقال بعد فضيحة". ويرى الكاتب أن "السعوديين حصلوا على التكنولوجيا لأن ترامب لا يهتم بالانتهاكات الفظيعة لحقوق الإنسان التي ترتكبها القيادة السعودية، في وقت يتلهف فيه ترامب ومن حوله للمواجهة مع إيران، التي تحتاج لدفع وتقوية السعودية". ويعلق روثكوف قائلًا: "هذه هي الطريقة التي يتصرف بها أصدقاء السوء، فهم يهينونك، وينتهكون الحقوق والمعايير التي يدافعون عنها، ويستخدمون الأسلحة لقتل الأبرياء، بحيث تصبح يداك ملوثة بالدماء، ويقتلون أبناء شعبك، ويسخرون منك في غيابك، وبعدها يستخدمون التملق والشيكات المفتوحة، ويقومون بإفسادك لتعطيهم ما يريدون لمواصلة الضرر، ويعرضون مصالحك القومية للخطر". ويؤكد الكاتب أن "السعودية ستكون موضوع تحقيق معمق في مجلس النواب، سيركز على تبييض الأموال وعلاقات ترامب التجارية وفي قضية قتل جمال خاشقجي، وإن كانت الولاياتالمتحدة صادقت بشكل تكتيكي على حملة تشويه بيزوس، وإدارة ما يمكن وصفه بأكثر علاقة تشهدها حقبة ترامب خسة". ويقول روثكوف إن "روسيا عدو في النهاية، وكان يجب أن يتوقع الأمريكيون الأسوأ منها، مقارنة مع السعوديين، الذين يزعم أنهم حلفاء الأمريكيين. وربما أخطأ السعوديون التقدير، وهو ما أدى إلى رد فعل من ممثلي الحزبين في الكونجرس، وأدى إلى التحقيقات التي أشرت إليها أعلاه، ولن يمضي وقت طويل ليستطيعوا فيه الزعم أن علاقتهم الخاصة مع الولاياتالمتحدة هي في الحقيقة خاصة أو حتى صداقة". ويختم الكاتب مقاله بالقول: إن "الطريق الوحيد لتجنب هذا المصير هو اعتراف حكومة المملكة بأنها ذهبت بعيدًا، وبأن عقد علاقة جيدة مع الولاياتالمتحدة الديمقراطية ليس مثل إقامة علاقة مع دونالد ترامب".