غيب القدر، الأخ والصديق، والزميل محمد بوعبيد، عميد الصحافة الرياضية، وكان من الأقلام اللامعة التي أضاءت سماء الرياضة الوطنية على امتداد عقود خلت… كان حضوره الدائم في كل التظاهرات وفي كل اللقاءات سواء داخل الدارالبيضاء التي عاش فيها وتفاعل معها، أو خارج هذه المدينة الرائعة التي احتضنت وتحتضن كل أطياف المجتمع المغربي، إذ بالرغم من الوعكات الصحية التي ألمت به، وقاومها بإصرار، ولم يركن إلى الراحة، إذ وقع قبل وفاته بيومين (أي الإثنين 05 مايو 2014) اتفاقية شراكة مع أحد المعاهد الكبرى المتخصصة في اللغة الانجليزية بالعاصمة الاقتصادية وهذا دليل على حبه الكبير للمهنة التي عشقها حتى النخاع… لم يتردد المرحوم في حضور كل الجموع العامة لفروع الرابطة، وحضوره المتميز والدائم في فاس رفقه الزملاء الأوفياء، عبد اللطيف المتوكل ومحمد العلمي، ورشيد الجامي، في كل التظاهرات التي نظمها الفرع على مدى 14 سنة، خلت وهو تاريخ تأسيس الرابطة المغربية للصحافيين الرياضيين التي زادت المشهد الصحفي الرياضي ببلادنا قيمة مضافة من خلال خيرة الإعلاميين الذين كان لهم الفضل في تأسيس هذه الهيأة، وختيار المرحوم محمد بوعبيد رئيسا لها بالإجماع، ومنذ ذلك الحين، ورواد هذه الهيأة يجتهدون ويكدون من أجل إعلام رياضي في مستوى تطلعات كل الرياضيين، بل كل المغاربة التواقين إلى الأحسن والأفضل !! المرحوم محمد بوعبيد، إقترن اسمه بجريدة الاتحاد الاشتراكي، كان مناضلا، مدافعا عن أخلاقيات مهنة الصحافة، بالإضافة إلى كونه من هيأة التدريس التي التحق بها، قبل أن يتفرغ للعمل الصحفي خصوصا الصحافة الرياضية التي أبلى فيها البلاء الحسن طيلة حياته، وكان دائما صاحب المواقف الثابتة في كل المحطات التي مر منها. كان رحمه الله، كلما دعوناه إلى فاس لمشاركتنا أنشطة الفرع إلا ولبى النداء رغم ظروفه الصحية، وكان المنصت المصغي لهموم الصحافيين والمراسلين، واقعيا في اقتراحته وحلوله، لم نحس البتة أنه رئيس بالمفهوم الديكتاتوري للكلمة، لكن كان أخانا الأكبر في كل شيئ. فاس كانت حلقة نادرة في وجدانه، كان يعشق هذه المدينة وأهلها الطيبين منهم، من يمارسون المهنة كما تعارف عليها حملة القلم الجديون، كان حضوره رفقة الزملاء عبد اللطيف المتوكل ومحمد العلمي في الجمع العام الأخير بفاس لتجديد الفرع وشاء القدر أن تكون هذه المحطة آخر رحلة له إلى فاس. فرحمة الله على هذا الرجل الذي افتقدناه جميعا، وتعازينا الحارة لأسرته الصغيرة وللأسرة الرياضية وهي الأسرة الكبيرة… لقد ترك بصماته على الصحافة الرياضية، بصمات لن تنسى ولن تنمحي أبد الدهر أخينا وعزيزنا ونسأل الله تعالى أن يجزيك عنا خير الجزاء، وأن يسكنك فسيح الجنان، ويلهمنا وكل ذويك الصبر والسلوان. "يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وأدخلي جنتي". "'صدق الله العظيم"' Share this: * مشاركة * * طباعة * معجب بهذه: إعجاب تحميل...