الدكتور بوشعيب المسعودي* احتفلت الجمعية المغربية لمحاربة الروماتويد باليوم الوطني لمحاربة الروماتويد والذي يصادف 22 يناير من كل سنة. وبهذه المناسبة نريد أن نعرف بالمرض: مرض الروماتويد هو التهاب المفاصل الرثياني والملقب بالروماتويد وهو نوع من أمراض الروماتيزم المنتشرة في العالم، وفي المغرب. وتقدر عدد الحالات بالمغرب من 150000 إلى 350000 حالة. وهو يصيب النساء أكثر من الرجال بمعدل 3 أو 4 نساء مقابل رجل واحد. يصيب الأشخاص في مقتبل العمر والنشطاء ويتسبب في عدة مشاكل كثيرة ويصيب كذلك الأطفال. وأمراض الروماتيزم تصيب المفاصل ولكن كذلك كل أعضاء ووظائف الجسم: العين، الكلي، الدم، الجلد، الصدر، القلب وغيرهم. المعروف عن المرض أنه يصيب كل المفاصل الصغيرة والمتوسطة والكبيرة كاليد والكعب والكتف والركبة والمعصم والرجل و الزند… ويبدأ بآلام حادة في هذه المفاصل مع انتفاخ وقلة نوم وعجز في الحركة. وإذا لم يباشر العلاج بسرعة تكون النتيجة هي الاعوجاج والإعاقة في نهاية المطاف. إنه مرض عام ناتج عن نقص في المناعة ويؤدي إلى أضرار هيكلية في المفاصل بسرعة، ولهذا لابد من التشخيص المبكر للحد من التشوهات المفصلية والاضطراب في الوظيفة المفصلية وللحد كذلك من الآثار المهنية والاجتماعية. وهدف الدواء التحكم في الألم وفي التهاب المفاصل ومنع أو التقليل من الإصابات المفصلية وتجنب التدمير الكامل للمفاصل والتسوية وضمان الاندماج الاجتماعي والمهني وضمان الاستقلال الوظيفي مع تحسين نوعية الحياة وتحقيق علاج كامل. إن تكلفة علاج مرض الروماتويد باهضة ومتعبة بالنسبة للمريض أو عائلته أو بالنسبة للدولة. وهذا ما دعا إلى تكوين جمعيات منها جمعية مرضى الروماتويد لمساعدة مرضى آخرين. ولعلاج هذا المرض هناك: الأدوية المسكنة والمضادة للألم وللإلتهاب والكورتزون وكذلك العلاجات الموضعية والترويض وفي الأخير الجراحة. والولوج إلى العلاج المناسب والناجع صعب في المغرب لأن هناك نوع جديد من الأدوية زيادة على الميتوتريكسات والسلازوبورين والبلاكينيل والنفاكين…. تسمى الأدوية البيولوجية تسرع بالعلاج وتتفادى التشوهات وتحسن من نوعية الحياة وتقلل من أيام العمل الضائعة والتغيب. ولكن للأسف هي باهظة الثمن ولا يمكن أن تكون في متناول كل المرضى. والمشاكل والمضاعفات نلخصها على الشكل التالي: أولا تخص المريض من آلام حادة وتشوهات وتغيبات عن العمل والآلام نفسية والاكتئاب وإعاقة في آخر المطاف. ثانيا تخص المريض ومحيطه كالطلاق والخصام والانقطاع عن الدراسة وضياع للعمل. ولهذا فنصيحتي للمرضى أن يزوروا الطبيب المختص في الروماتيزم في أقرب وقت إن أحسوا بآلام في المفاصل وخاصة اليدين والكوعين والمرافق والرجلين مع الكعبين والركب مع انتفاخ وازدياد حدة الألم في الليل مع صلابة في الصباح. وهناك تحاليل دم وأشعة تساعد اختصاصي الروماتيزم للحصول على التشخيص المبكر. وبالمناسبة لابد من التنويه بجمعيات المجتمع المدني، وخاصة الجمعية المغربية لمحاربة الروماتويد. وهي جمعية مدنية مكونة من مرضى هذا الداء الفتاك. ولابد من مد يد المساعدة اليها المادية والمعنوية، لأنها تقوم بعمل جبار لصالح المرضى، وانتم تعلمون احتياجات المرضى في وطننا الحبيب. *طبيب باحث وناقد مختص في امراض الروماتيزم