{ بداية دكتور، ما المقصود بالروماتويد ؟ مرض الروماتويد هو التهاب المفاصل الرثياني والملقب بالروماتويد، وهو نوع من أمراض الروماتيزم المنتشرة في العالم. وفي المغرب، يقدر عدد الحالات المرضية «تقريبيا» مابين 150 و 350 ألف حالة. وهو يصيب النساء أكثر من الرجال، بمعدل 3 أو 4 نساء مقابل رجل واحد. كما أنه مرض يصيب الأشخاص في مقتبل العمر والنشيطين، ويتسبب في عدة مشاكل كثيرة بتداعيات وعواقب وخيمة، فضلا عن كونه يطال حتى الأطفال الصغار الذين لايسلمون بدورهم منه. وجدير بالذكر أن أمراض الروماتيزم لا تصيب المفاصل لوحدها، ولكن تطال كذلك كل أعضاء ووظائف الجسم من قبيل العين، الكلي، الدم، الجلد، الصدر، القلب وغيرها. { هل هناك خاصية لهذا المرض؟ المعروف عن هذا المرض أنه يصيب كل المفاصل الصغيرة، والمتوسطة، وكذلك الكبيرة، كاليد والكعب والكتف والركبة والمعصم والرجل و الزند... وهو يبدأ بآلام حادة في هذه المفاصل مع انتفاخ وقلة نوم وعجز في الحركة. وإذا لم يباشر العلاج بسرعة تكون النتيجة هي الاعوجاج والإعاقة في نهاية المطاف. { ما هي أسبابه؟ إنه مرض عام ينتج عن نقص في المناعة، ويؤدي إلى أضرار هيكلية في المفاصل بسرعة، ولهذا لابد من التشخيص المبكر للحد من التشوهات المفصلية والاضطراب في الوظيفة المفصلية، وللحد كذلك من الآثار المهنية والاجتماعية. وهدف الدواء التحكم في الألم وفي التهاب المفاصل، ومنع أو التقليل من الإصابات المفصلية، وتجنب التدمير الكامل للمفاصل، والتسوية وضمان الاندماج الاجتماعي والمهني، وضمان الاستقلال الوظيفي مع تحسين نوعية الحياة وتحقيق علاج كامل. { ما هي الكلفة الصحية والاجتماعية لهذا المرض؟ إن تكلفة علاج مرض الروماتويد باهظة ومتعبة بالنسبة للمريض أو عائلته أو بالنسبة للدولة. وهذا ما دعا إلى تكوين جمعيات منها جمعية مرضى الروماتويد لمساعدة مرضى آخرين. ولعلاج هذا المرض هناك: الأدوية المسكنة والمضادة للألم، وللإلتهاب، والكورتزون، وكذلك العلاجات الموضعية والترويض، وفي الأخير الجراحة. وجدير بالذكر أن الولوج إلى العلاج المناسب والناجع هو صعب في المغرب، لأن هناك نوعا جديدا من الأدوية، زيادة على الميتوتريكسات، والسلازوبورين، والبلاكينيل، والنفاكين.... تسمى الأدوية البيولوجية التي تسرع بالعلاج وتمكن من تفادي التشوهات، ومن خلال ذلك كله تحسن من نوعية الحياة وتقلل من أيام العمل الضائعة والتغيب، لكنها ، وبكل أسف، أدوية باهظة الثمن ولا يمكن أن تكون في متناول كل المرضى. { ما هي مضاعفات الروماتويد؟ هناك بالفعل مجموعة من المشاكل والمضاعفات نلخصها في نوعين، الأولى تخص المريض والتي تتمثل في آلام حادة وتشوهات، وتغيبات عن العمل، ومضاعفات نفسية تصل حدّ الاكتئاب، فالإعاقة في آخر المطاف. أما النوع الثاني فتخص المريض ومحيطه، كالطلاق، وقبله فصول الخصام المتعددة والمستمرة، والانقطاع عن الدراسة وضياع العمل ... الخ. { بماذا تنصحون المرضى؟ نصيحتي للمرضى أن يزوروا الطبيب المختص في الروماتيزم في أقرب وقت، وذلك إن هم أحسوا بآلام في المفاصل، وخاصة اليدين، والكوعين، والمرافق، والرجلين مع الكعبين، والركب، مع انتفاخ وازدياد حدة الألم في الليل الذي تتلوه صلابة هذه الاطراف في الصباح. كما أنه يمكن القيام بتحاليل للدم وفحوصات بالأشعة التي تساعد اختصاصي الروماتيزم في التشخيص المبكر للداء ، وذلك ضمانا لتدخل مبكر يمكّن من تفادي مضاعفات عدة او وقوع عواقب أوخم. * طبيب باحث وناقد مختص في أمراض الروماتيز