يعتبر الروماتيزم من الأمراض التي يعاني منها الناس بكثرة، والتي تنتج عنها العديد من المضاعفات التي قد تحول المرض إلى إعاقة إن لم يتم الإسراع إلى تشخيص المرض وعلاجه في مراحله الأولى، فيما يلي تقدم طبيبة أمراض الروماتيزم بمستشفى العياشي بسلا فدوى العلالي بعض التوضيحات التي تهم مرض روماتيزم المفاصل، وأسبابه وطرق علاحه والوقاية منه. روماتيزم المفاصل نوعان الأول هو الروماتيزم الالتهابي وهو عبارة عن ألم في المفاصل يصاحبه انتفاخ على مستوى المفاصل والتهاب في الدم الذي يمكن اكتشافه عن طريق القيام بتحاليل الدم التي تظهر هذا الالتهاب. ويوجد عدة أنواع للروماتيزم الالتهابي وأكثرها اتشارا هو روماتيزم الروماتويد وهو نوع يصيب غالبا النساء أكثر من الرجال ما بين سن الثلاثين خمسين سنة وتظهر أعراضها على شكل ألم في المفاصل، وانتفاخ بسيط في بعض الأحيان والذي لا يظهر إلا بصعوبة إدخال الخاتم في الأصبع صباحا، ثم أن المرأة المصابة به لا تستطيع القيام بحركاتها العادية إلا بعد مرور ساعة أو أكثر من الاستيقاظ وهذا النوع يمكن أن يظهر في البداية في مفاصل اليد قبل أن ينتقل فيما مع مرور الوقت إلى باقي المفاصل الأخرى كمفاصل الكتف والركبة وغيرها، والخطر الذي يمثله روماتيزم الروماتويد هو أنه ينتج عنه تآكل في العظام وفي الغدروف ليتسبب في اعوجاج المفاصل الشيء الذي ينتج عنه فيما بعد إعاقة. ثم هناك نوع آخر من أنواع الروماتيزم الالتهابي يسمى روماتيزم العمود الفقري والذي يصيب الرجال في سن صغيرة ما بين العشرين والثلاثين سنة، وهذا النوع يصيب أساسا العمود الفقري، كما يصيب المفاصل، ويتسبب في شد عضلات الظهر ليصبح الظهر مقوسا حيث يصبح المريض غير قادر على القيام بأعماله اليومية، لأن هذا النوع يكون مصاحبا بألم كبير على مستوى الظهر والمفاصل. . والنوع الثاني وهو المتعلق بالروماتيزم غير الالتهابي أي أن المريض يحس بألم في المفاصل ولكن لا يكون مصاحبا بانتفاخ المفاصل والتهاب الدم. ومن أنواعه تآكل الغدروف الذي ينتج عن جفاف السائل الذي يوجد على مستوى الركبة، مما يؤدي إلى احتكاك عظام الركبة، هذا النوع يتطلب الإسراع في تشخيصه حتى لا يصل المريض إلى مرحلة خطيرة قد يفقد معها رجله ويعوضها برجل اصطناعية. أسباب الإصابة بروماتيزم المفاصل هناك الروماتيزم الالتهابي الذي مازالت أسباب الإصابة به غير معروفة، والتي يمكن القول إنها قد تكون وراثية لكن ليس في جميع الحالات، أما بالنسبة للروماتيزم غير الالتهابي المتعلق بتآكل الغدروف فمن أسبابه تقدم السن، والسمنة التي تعد من أهم عوامل الإصابة بروماتيزم المفاصل. هذه العوامل الثلاثة هي التي تتسبب في روماتيزم التهاب المفاصل. الروماتيزم يصيب أعضاء أخرى في الجسم بالنسبة للروماتيزم الالتهابي فيصيب المفاصل بالانتفاخ كما يمكن أن يصيب أعضاء أخرى من الجسم كالقلب والكلي والكبد حسب شدة المرض، فإذا كان المرض في بدايته فيصيب المفاصل فقط بالتهاب واعوجاج، أما إذا لم يتم علاجه في بدايته فيمكن أن ينتقل إلى أعضاء أخرى، لأن هذا النوع عام ولا ينحصر فقط على المفاصل فقط. بخلاف الروماتيزم الغدروفي الذي يبقى منحصرا في المفاصل ولا يصيب مناطق أخرى من الجسم. ومن بين الأعراض الأخرى ارتفاع درجة حرارة الجسم إلى 38درجة، والحكة التي تنتج عن إصابة الصدر ، ثم « النهجة » التي يمكن أن تكون ناتجة عن فقر الدم الذي يكون مصاحبا للروماتيزم الالتهابي أو مشكل القلب، وأيضا الإحساس بالإعياء طوال الوقت، وكذلك الدوخة الناتجة عن انخفاض ضغط الدم أو بعض الأدوية الخاصة بعلاج الروماتيزم، أو في بعض الأحيان عندما يحدث احتكاك غدروف العنق مع بعض الشرايين المرتبطة بالدماغ يمكن أن يسببالدوخ، هذه الأعراض كلها تضمحل بمجرد تناول الأدوية. الروماتيزم قد يؤدي إلى الموت بالنسبة للمفاصل في حال الإصابة بالروماتيزم الالتهابي عندما لا يتم الإسراع في العلاج يمكن للغدروف وعظام المفاصل أن تتآكل وتصاب باعوجاج، هذا الاعوجاج يتسبب في للمريض في الإعاقة، أما إذا أصيبت الأعضاء الأخرى كالقلب والكبد أو الكلي فتكون النتيجة هي الموت والمعروف أن الناس المصابين بروماتيزم الروماتويد يموتون قبل عامة الناس بعشر سنوات، والسبب الرئيسي في هذه الوفيات هو مرض القلب وارتفاع الضغط الدموي والأدوية التي يتم تناولها والتي تكون سببا في عدم انتظام دقات القلب التي تكون سببا في الوفاة المبكرة. التشخيص يجب أن يسارع المريض بزيارة الطبيب الاختصاصي في روماتيزم المفاصل، وليس الطبيب الاختصاصي في جراحة العظام بمجرد الإحساس بألم في المفاصل، للاستفادة من العلاج قبل أن يتطور المرض وتظهر مضاعفاته التي لا يمكن السيطرة عليها. هناك أنواع من التحاليل والفحوصات العادية التي يتم اللجوء إليها، والتي تظهر بسهولة نوع المرض وطرق علاجه. العلاج هناك نوعان من العلاج النوع الأول هو الذي ينقص من حدة الألم كأدوية الكورتيزون وأدوية الألم ثم أدوية المرض التي تنقسم بدورها إلى قسمين الدواء العادي الذي يتم وصفه للمرضى لسنوات مضت، ثم الأدوية البيولوجية التي تمنع الاعوجاج من الظهور كما تمنع الغدروف من التآكل كي لا يصل المريض إلى مرحلة الإعاقة، حيث يعيش الإنسان حياته بشكل عادي في المرحلة الأولى من المرض، أما إذا كان المرض قد بلغ مرحلة متأخرة فعلى الأقل هذا الدواء يمنع ظهور مضاعفات أخرى للمرض، لكن مشكل هذا الدواء البيولوجي أن ثمنه باهض جدا وليس في متناول الكل اقتناؤه. الوقاية من الروماتيزم بما أن أسباب الروماتيزم الالتهابي غير معروفة إلي حد الآن فلا يكن الحديث عن الوقاية، لكن يجب تشخيص المرض بصفة مبكرة بمجرد الإحساس بالألم، ويستفيد من العلاج قبل أن يتحول المرض إلى إعاقة، أما بالنسبة للروماتيزم غير الالتهابي فيجب تجنب السمنة بما أنها من أهم العوامل المسببة له وذلك بممارسة الرياضة والحفاظ على نظامه الغذائي المتوازن. مجيدة أبوالخيرات