=========== الساعة تشير إلى الرابعة و النصف فجرا ، إستيقظت متثاقلا، لقد مر الوقت بسرعة لم أنم جيدا ، رتبت فراشي ذهبت إلى الحمام أتأمل نفسي في المرآة و أنا أغسل وجهي نظراتي غريبة ، أنظر إلى نفسي و كأنني أرى وجهي لأول مرة ، إحساس غريب يغمرني صليت الفجر و جلست أتناول فطوري شهيتي شبه منعدمة، إحتقرت نفسي عندما تذكرت الأيام التي لم أكن أصلي فيها أصلي، و أدعو الله فقط عند الشدائد أما في الرخاء أكون لاعبا غافلا ساهيا لاهيا، تأبطت محفظتي وضعت فيها طعامي و بعض الأشياء التي قد أحتاجها في الحقل لأول مرة في حياتي سأعمل في الفلاحةن، ليس لدي خيار آخر المال القليل الذي في جيبي سينفذ قريبا ، ما جلبته معي دفعت به إيجار الغرفة التي سكنتها , أنا الآن في إمتحان حقيقي في تجربة جديدة و غريبة لا أعرف ماذا يخبئ لي القدر في هذه البلاد، يجب أن أتحمل و أتسلح بالصبر كنت قد ضربت موعدا مع عبد الله الذي سيأخذني للعمل لقد حضر بسيارته معه عمال آخرون، واضح أنهم لاتينيون من ملامحهم و آخر إفريقي كنت أنا و هو المغربيان الوحيدان عبد الله هو من يتولى إعطاء الأوامر في ملامح وجهه حدة و صرامة قد يكون من الذين تراهم في الشارع كالأسود و في بيوتهم أمام زوجاتهم كالقطط، بل أحيانا كالفئران ، هكذا تخيلته منذ ركبت معه لم يبتسم على طول الطريق مر أمام عيني شريط أحداث ما بين الأمس و اليوم.