لم تعد حدائق شارع الحسن الثاني غناء كما كانت سابقا ذلك أن الإهمال طالها وجف حشيشها الاخضر وادرك الموت ورودها التي كانت تزين أحواضها المنتشرة على مسافة 8 كلم ،ولعل ما أصاب هذه الحدائق التي يضرب بها المثل على المستوى الوطني يرجع إلى عدة أسباب من أهمها الإعطاب التي أصابت شبكة الري منذ أكثر من سنة ،إذ لم يكلف المسؤولون بالمجلس أنفسهم عناء إصلاحها ، بالإضافة إلى عدم الوعي باهمية البيئة من طرف عدد من المواطنين الذين يجعلون من حشائش الأحواض امكنة للجلوس ومرتعا للأطفال الصغار الذين يدوسون الورود بعفوية دون مبالاة من إبائهم وأمهاتهم ،والأدهى والأمر أن عددا من المارة جعلوها ممرات لاختصار الطريق اما المتشردون فقد اتخذوا منها أماكن للنوم خاصة في هذا الفصل القائظ . ورغم أن مصلحة الاغراس بمجلس فاس حاولت تدارك الموقف بتخصيص شاحنات صهريجية لسقي الأحواض إلا أن المشكل ازداد تفاقما ذلك أن خراطيم الماء المعدة للسقي لاتستطيع الوصول إلى عمق الأحواض ،بل إن الشاحنات تكتفي بري جنبات الأحواض فقط ،مما يجعل باقي المساحات الخضراء تتعرض للجفاف سيما ا ن فاس عرفت خلال هذه السنة صيفا استثنائيا سمته الحرارة المرتفعة التي تجاوزت درجاتها أكثر من 42 درجة كما هو معلوم . يبقى السؤال العريض الذي يطرحه المواطنون بفاس إلى متى تظل شبكة الري معطلة وهل ينتظر المجلس تهاطل الأمطار خلال فصل الشتاء لإعادة الحياة إلى هذه الحدائق التي أصبحت تشكل معلمة بيئية وطنية يجب الاعتناء بها والمحافظة عليها ،أما مشكل خصوم البيئة فتبقى مسؤولية توعيتهم ملقاة على عاتق وسائل الإعلام المحلية وخاصة المحطات الجهوية التي يجب أن تخصص وصلات اشهارية وبرامج متنوعة للتعريف باهمية البيئة .