ستنطلق أيام 08الى غاية 16من شهر يونيه 2012فعاليات الدورة 18للموسيقى الروحية التي تنظم كل سنة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس و لهذه الغاية نظم السيد المدير العام للمهرجان الدكتور فوزي الصقلي ندوة صحفية بأحد الفنادق بفاس لتسليط الأضواء على جديد المهرجان . في البداية كانت كلمة السيد الرئيس محمد القباج التي جاء فيها. ((يدعونا مهرجان فاس إلى تجديد العلاقة بالفعالية و الأمل اللذين نستطيع بفضلهما أن ننظر ,كما يقول الشاعر أراغون “إلى ما وراء الأفق”من اجل أن نستشرف من خلال عالم خال من الأوهام ,إمكانية صنع مستقبل “”مبهج”")) لقد أصبح مهرجان الموسيقى العريقة ذاكرة حية تختزن طموحنا إلى تحقيق الرفعة و السمو . وعلينا يقول رئيس المهرجان محمد القباج أن نضيف إلى هذا البعد العاطفي بعد التأمل و القدرة على الاقتراح التي يتغناها منتدى “”إضفاء الروح على العولمة”" كوسيلة للتوفيق بين “القلب و العقل”" بغية انجاز المشاريع الصائبة ,وهذا ما تسعى إليه مؤسسة “”روح فاس”" من جهته المدير العام للمهرجان الدكتور فوزي الصقلي قال في نفس الموضوع ((هل يجوز لنا اليوم أن نعتبر بأن جدار العقل الخالص الذي تقوم عليه الحداثة قد أصابه التشقق و أوشك على الانهيار؟إذ يبدو على نحو مباغت أن العقلانية المنطوية على نفسها قد نسجت على مجرى الأيام ,وبتزامن مع القدرة الخارقة على الاختراع ,نزعة كليانية غربية أو بالأحرى مؤثرة بشكل خفي على الأقل في أعقاب تجاوزاتها الأخيرة أو بعد “الهول الاقتصادي”حيث كثر الحديث بكيفية ميسورة عن طغيان نالي نستشعر يوميا أثاره من دون أن ندرك ركائزه الحقيقية. و أضاف في مجرى كلمته ((لقد تضاءل عدد الذين يعتبرون أن الأمر هنا يتعلق بحتمية تدعى العولمة ,يتعين على السياسي أن يخضع لها و يتعامل معها من غير أن يأمل في تجاوزها . لأن هذه الحتمية يقول الدكتور فوزي الصقلي ((ليست اقتصادية,وهي ذات انعكاسات اجتماعية وثقافية و إنسانية لا يمكن تجاهلها, إن تجليات الكون تعني استشفاف إمكانية عقد صلات جديدة بالعالم الذي لم يعد فيه مكان للحتمية و سيادة الأمر الواقع .وتعني كذلك رأب الصدع الذي تشهده مجتمعاتنا من أجل استرداد مكانة الانسان و الثقافة و القيم الروحية . ومن خلال شعار المهرجان تجليات الكون احتفاء بالشاعر عمر الخيام قال السيد المدير العام ((ان تجليات الكون تعني استشفاف إمكانيات ربط صلات جديدة بالعالم الذي لم يعد فيه مكان للحتمية و سيادة الأمر الواقع و تعني أيضا استرداد مكانة الإنسان و الثقافة والقيم وهذا ما سيشكل انتفاضة من اجل كرامة مقبلة تحل محل سابقتها ,و سيتخلل المهرجان مجموعة من المضامين التي ستعيننا على إثراء نظرتنا للعالم وتعزز قدرتنا على تغييره وإعادة البهجة إليه حيث سيكون على الشعر و التوق إلى الجمال و فن العيش المأخوذ بالحسبان جنبا إلى جنب مع مستوى العيش باعتباره ثراء روحيا .هذه بعض التعاليم التي يمكن استخلاصها من شخصية خارجة عن المألوف من عمر الخيام الشاعر و العالم و الفيلسوف المرهف الروح . الفنان (أرشي شيب)سيقدم عرضا مستمدا من جدور البلوز والغوسبل وعلى امتداد ثلاث ليل متتالية سنستمتع في منعرجات دروب المدينة العتيقة بالحفلات الموسيقية التي سيحييها العديد من الفنانين المختصين في الموسيقى الغجر و الموسيقى الأوكسيطانية من( جنوبفرنسا) إضافة إلى بعض العروض الفنية من الهند وسيتم تكريم الشاعر الفلسطيني الرحل محمود درويش من خلال عرض فني من إبداع رودولف بورغر,كما ستقدم الفنانة الأيسلندية “يبورغ”حفلا غنائيا جديدا بعنوان “بيوفيليا”تترنم فيه بالفضاء و الطبيعة وسيكون مسك الختام برفقة المغنية الشعبية الأمريكية ذائعة الصيت “جون بيز”التي ستقاسمنا التزامها وكفاحها من أجل الحرية و العيش الكريم .كل هذه الفقرات الفنية و الثقافية ستحتضنها الفضاءات التاريخية التي تحتضنها العاصمة العلمية للمملكة .
فيما يخص منتدى إضفاء الروح على العولمة أصبح موعد أساسي في المهرجان يجمع على نحو خاص بين المنظورات السياسية و العلمية و الفنية و الثقافية و الروحية و يتيح للحاضر في رحاب حدائق متحف البطحاء الأندلسية البهية إمكانية التفكير في مجمل المواضيع التي تشغل بالنا في الوقت الراهن وربطها بالتأمل الفلسفي و الروحي الشامل. أما ليالي المدينة فهو سفر ليلي موسيقي وروحاني يقودنا إلى رياضات فاس العتيقة ذات الطابع المعماري و الفريد من نوعه و الموروث عن الثقافة العربية الأندلسية . أما فضاءات المهرجان فوزعت عبر باب المكينة و باب بوجلود مرورا بمتحف البطحاء وصولا الى دار التازي ثم دار عديل و دار المقري وكلها فضاءات تاريخية لها رمزيتها في تاريخ المغرب الفني والسياسي والثقافي و العلمي . كما سيجوب المهرجان مختلف المجالات الرحبة التي تزخر بالأناشيد و الإيقاعات الثقافات العالمية .