السيدات والسادة الأكارم... الحضور الكريم إنه ليوم سعيد جداً لكافة الزميلات والزملاء في الحوار المتمدن، وكاتباته وكتابه، ولكل محبيه ومؤازريه. وإني لسعيد شخصيا أن أمثل اليوم هيئة إدارة الحوار المتمدن التي تدير أحد أهم المواقع الرصينة حضوراً في العالم العربي. ويسعدني أيضاً أن ابدأ كلمتي بتقديم الشكر الجزيل لكافة الزميلات والزملاء في مؤسسة ابن رشد للفكر الحر على استضافتي اليوم ممثلا للحوار المتمدن لتسلم جائزة مؤسسة ابن الرشد للفكر الحر الممنوحة لموقع الحوار المتمدن بصفته الاعتبارية، وهو تقدير كبير لمكانة الموقع ودوره المتنامي والمؤثر في نشر وترويج الأفكار اليسارية والعلمانية والديمقراطية، وتشجيع ثقافة الحوار واحترام الرأي والرأي الآخر. إن هذه الجائزة المرموقة بكل المعاني التي نعتز بها تعني الكثير بالنسبة لنا، خاصة وأن جميع العاملين متطوعون بشكل كامل والبعض منهم يعمل أكثر من عشر ساعات يومياً إضافة إلى أعمالهم والتزاماتهم الخاصة. في نفس الوقت فإن هذه الجائزة المعنوية الكبرى التي تمنحها مؤسسة ابن رشد المعروفة بالمهنية العالية، وذات الدور الكبير في دعم الفكر الحر والديمقراطية والتمدن في العالم العربي، والتي نالها أعلام في الفكر والثقافة والإبداع، والثقة التي منحتمونا اياها هي مسؤولية وعبء إضافي على كاهل الزميلات والزملاء في إدارة الحوار المتمدن وستكون حافزاً كبيراً لنا من أجل إدامة و تطوير عملنا في كافة النواحي نوعاً وكماً. الإعلام الكتروني معظم عمل الحوار المتمدن هو الإعلام الإلكتروني، ولا بد لكي نوضح عملنا أن نتطرق إليه بشكل مختصر. لقد أصبح الإعلام الإلكتروني اليوم ينافس الإعلام الورقي بل هو في موقع يتجاوزه، إذ ان التوجه العالمي بشكل عام هو نحو الإنترنت وتطبيقاته في المجالات المختلفة. وقد بينت آخر الإحصائيات في هذا الصدد ان هناك 14 مليون مشترك في الفيسبوك من العالم العربي وفي تزايد مستمر، في حين كل قراء الصحف العربية لا يتجاوز الثمانية ملايين نسمة. كما هو معروف يعتبر الكومبيوتر وتطبيقاته الأداة الأساسية للإعلام الإلكتروني الذي هو نتيجة تزاوج بين تكنولوجيا الإتصالات والإنترنت من جهة ووسائل الإعلام من جهة أخرى. لقد أحدث هذا التطور الكبير تغييراً هائلاً في مفاهيم الإعلام السائدة، وفرض واقعاً مختلفاً وجديداً على الصعيد الإعلامي والثقافي والفكري والسياسي، حيث تتحقق عبر عملية التحديث المستمر والمتواصل عملية تفاعل وتداخل نوعية وكمية، سريعة جدا بين المُرسل والمُستقِبل وبإمكانيات كبيرة ونوعية وهي في تطور مستمر. وكل هذا يؤكد إن الإعلام الإلكتروني أصبح اليوم هو الإعلام الرئيسي أو في طور ارتقائه لهذه المكانة المميزة. أرى بأن الإعلام الإلكتروني يتميز بخصائص من أبرزها: * ذو طابع ووجود عالمي يتخطى الحدود، يتجاوز القوانين المحلية والمرتكزة على تقييد حرية الصحافة والمعتقد والتعبير في معظم بلدان العالم العربي. ويتميز بسرعة تغطية الأحداث ونقل الخبر بدون قيود، وسهولة التصفح والحصول على المعلومة والبحث عنها. * يعتبر الإعلام الإلكتروني الحر إعلاماً مفتوحاً بشكل كبير و نسبة كبيرة منه تتسم بالاستقلالية عن المؤسسات الحكومية. وهو نوعا ما مجاني وساهم إلى حدود معينة في إضعاف الهيمنة الكبيرة لرأس المال والشركات الكبرى والحكومات على الإعلام في العالم العربي. * الإعلام الإلكتروني كاسر للرقابة ومضاد لها، له دور مهم في إرساء الشفافية عالميا، ويمكن أن يتبين ذلك من الضجة الكبيرة التي أثارها نشر الوثائق السرية الخاصة بالحرب في أفغانستان والعراق على موقع ويكيليكس مثلاً. * نشط الرغبة في التعبير عن الذات والحوار الحضاري، وروج لثقافة احترام الرأي الآخر عن طريق توفير فرص التفاعل والمداخلات المستمرة والتواصل بين الكاتب-والقارئ وبين القراء والقارئات أنفسهم وبطرق مختلفة. في نفس الوقت خفض الإعلام الإلكتروني معايير الكتابة، لكن هذا قد يكون ثمناً لا بد منه لدمقرطة النشر وتوسيع قاعدة الكتابة وعدم اقتصارها على النخب. * يتطور الإعلام الإلكتروني بوتائر سريعة ومتواصلة على الصعيد العالمي. ومن هنا فإن العالم العربي لم يعد معزولاً عن هذا التطور أيضاً ولكن بصورة نسبية. إذ أن المعلومات المتوفرة تشير إلى إن استخدام الإنترنت في العالم العربي بدأ يتزايد بشكل كبير جداً، لأنه أصبح اليوم أحد الأدوات الأساسية لتسيير الإقتصاد الرأسمالي المعولم والإدارة الحكومية، وأصبح ظاهرة عالمية لا يمكن الإستغناء عنها. اليسار الإلكتروني (E-Left) الأدوات المركزية في النظام الرأسمالي العالمي الحالي والذي لا يمكن أن يستمر بدونها، وهو في عملية تطور مستمرة من كافة النواحي حيث: E-Mail, E-Business, e-commerce, e-media, e-work, e-boock, e-education, e-government, e-democracy, e-election........,etc. في ضوء هذه التغييرات الجذرية الكبيرة كيف يتصرف اليسار ويتعامل معها؟ هل يستمر بالطرق التقليدية في التنظيم والدعاية والتحريض والإدارة والنشاط العام؟ أم يفترض أن يحاول الاستفادة من التطور التكنولوجي الكبير و يتلاءم معه؟ مثلا قوى الإسلام السياسي استطاعت أن تستخدم تقنية المعلومات بشكل بارع جدا، واستخدمتها في كافة المجالات، ولها النصيب الأكبر على شبكة الانترنت وباللغة العربية وحتى اللغات الأخرى، وامتلكت من الخبرة ما مكنها من أن تشن حروباً تقينه وتمارس تخريباً متواصلاً ضد المختلفين عنها. يتحتم ولابد من ولوج خضم هذا التطور الكبير، هذه الثورة المعلوماتية أو الإنفوميديا، كيساريين. أي العمل وفق مفهوم اليسار الإلكتروني (E-Left) من خلال الإستفادة القصوى من التطور التكنولوجي والمعرفي الذي يستلزم إعادة النظر وتطوير أشكال وآليات النضال السياسي والتنظيمي والفكري والإعلامي بما يلائم الوضع الحالي والتغييرات الكبيرة التي حصلت في العالم والتي ستحصل لاحقاً. حيث لن تستطيع قوى اليسار مواجهة الرأسمالية وأنظمة الإستبداد والقوى الدينية والقومية المتعصبة بخطاب وآليات عمل تعود إلى بدايات القرن المنصرم، خاصة وأن اليسار بكافة فصائله يمر بأزمة بنيوية عميقة وفي تراجع متواصل. الآن، ونحن أمام الملايين، وخاصة الشباب، الذين يستخدمون تقنيات وتطبيقات الكترونية مختلفة مثل الإنترنت، التلفون النقال، آي فون، الفيسبوك، تويتر، اليوتيوب، والمدونات... الخ، وكلها في تطور كبير واستخدام متزايد، لا بد من إبداع آليات جديدة في ضوء الإمكانيات الموجودة للوصول إليهم عبرها والتفاعل معهم حول القضايا الأساسية والآنية التي تهم تغيير مجتمعاتنا، وخاصة إننا نلاحظ إن العزوف عن تداول المطبوع الورقي أصبح ظاهرة عامة، وهي طبيعية وستتزايد مع التطور التقني. إذا لا بد من إيجاد بدائل جديدة باستخدام التطور التكنولوجي والمعرفي للإنسان لإيصال ما نريد كيساريين إلى أوسع الفئات وخاصة الشرائح التي نستهدف كسبهم إلى جانب القضايا الأساسية التي نطرحها من أجل تغيير المجتمع وتقدمه وازدهار حياته سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً وبيئياً، وتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة. يسار يطرح سياسات عقلانية واقعية تنطلق من قدراته وقدرات المجتمع والفئات التي يدافع عنها، في تحديد مهماته العملية لكي لا يبتعد بأهدافه ويهيم في الأوهام أو النصوص النظرية الجامدة التي لا تقود إلا إلى إحباطات جديدة. ويؤكد على أن الإنسان وحقوقه الكاملة هي الأساس، وبمفهوم عالمي بغض النظر عن العرق أو الدين أو الجنس. يؤمن بالمساواة الكاملة للمرأة ويرسخ نسبة حصة (كوتا) تصاعدية لها في مؤسساته. لتجاوز العقل الشمولي الذي ساد في الفكر اليساري، يتميز اليسار الالكتروني بقبول تعدد المنابر والإجتهادات المختلفة، واحترام الرأي والرأي الآخر، ويرفض تقديس النصوص وتأليه القادة، ولا يدعي احتكار الحقيقة، فهي ليست مطلقة، ويتوجه إلى التطوير المستمر في الفكر وآليات التطبيق. ويستخدم الإدارة الحديثة والبحث العلمي والتطور التقني والمعرفي في عصرنه آليات العمل والنشاط في مختلف المجالات والتي ستؤدي التي تطوير العمل كماً ونوعاً، وإلى تخفيض المصاريف في ظل الأزمة المالية المزمنة التي يعاني منها اليسار. الحوار المتمدن نموذج لليسار والإعلام الالكتروني من هنا أرى أن الحوار المتمدن ومواقعه ومراكزه، هي أحد أول وأكبر أشكال النضال الفكري والسياسي والاجتماعي والثقافي والبيئي لقوى اليسار الإلكتروني المنظم في العالم العربي. للحوار المتمدن هوية يسارية واضحة (E-Left) ويعتبرها أحد ركائزه الرئيسية، حيث: * استخدم وابتكر مفاهيم جديدة وخاصة على الصعيد الإعلامي والثقافي والسياسي، واستفاد من نكسات اليسار وأخطائه، واستند إلى التطور الإلكتروني والمعرفي ورقي الفكر اليساري والإنساني في مجال ثقافة وشرعة حقوق الإنسان. * تميز بقدرات تقنية سريعة أتاحت له الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الجهة – أي المجموعات- التي يستهدفها وحشدها باستخدام التقنيات الحديثة. وركز على مخاطبة كل فئات وقوى المجتمع وليس بعض النخب فيه، وإشراكها في القضايا المختلفة والحوار معها وعليها. * هو منبر مفتوح لكافة اتجاهات اليسار والعلمانية والديمقراطية والدينية المتنورة. وقد التزم بالإنفتاح الكامل على الآراء المختلفة واحترام الرأي والرأي الآخر، بما فيها المنتقدة لليسار وتجاربه. * كان سباقا بدعوته للحوار والتنسيق بين الشخصيات والفصائل اليسارية والعلمانية والديمقراطية المختلفة، داعيا إلى العمل المشترك وفقاً لنقاط الالتقاء وداعماً ومشجعاً للحوار الحضاري على نقاط الإختلاف وفي كافة المجالات. * رافضا للتعصب التنظيمي والمؤسساتي والنخبوي، ويعمل من أجل حركة إجتماعية واسعة متجاوزة للأطر الحزبية الضيقة. وبشكل متواصل كان يطلب التغذية العكسية من كتابه وكاتباته وقارئاته وقرائه من أجل تقييم عمله، وقياس مدى نجاحه وإمكانيات تطويره. * الحوار المتمدن لم يجامل أو يهادن أنظمة الحكم الاستبدادية في العالم العربي أو يرضخ لمغرياتها أو يهاب من بطش أجهزتها القمعية، ونتيجة لذلك حجب في العديد من الدول العربية ومنها (السعودية، البحرين، تونس، الإمارات، سوريا، والآن في أجزاء من الكويت) وقد صنف بكونه أحد أكثر المواقع حجبا في العالم العربي وتعرض إلى محاولات مختلفة لتخريبه وإيقافه واعتقل الكثير من كتابه، وهي شهادة نفتخر بها. تأثير الحوار المتمدن لقد استطاع الحوار المتمدن تحقيق الكثير وكان أحد الوسائل المهمة والمؤثرة في العالم العربي لنشر وترويج الأفكار اليسارية والتحررية والعلمانية والدينية المتنورة ومبادئ الحرية والديمقراطية، وقيم المجتمع المدني الحديث، وقد تجسد ذلك في: 1. تشجيع الحوار الحضاري الهادف والبناء بين الإتجاهات الفكرية والسياسية المختلفة وخاصة اليسارية والعلمانية والديمقراطية وفتح النقاش حول كافة المواضيع، بما فيه الحساسة جدا وبعيداً عن أية محرمات، من خلال: o طرح العشرات من الملفات والمحاور حول المواضيع المختلفة. o المئات من المواضيع لشارك-ي برأيك والتصويت o نظام التعليقات للقراء والقارئات. o إطلاق مشروع الحوار المفتوح بين أبرز كتابه وكاتباته من جهة، ومن جهة أخرى قرائه وقارئاته. o ورفض نشر المهاترات والإساءات المتبادلة، سواء أكانت بين بعض الكتاب أم بين الكتاب والمعلقين أحياناً، ووضَعَ نظاماً ناجحاً إلى حدود مناسبة يحد من مثل هذه التصرفات ويسعى على تطويرها. وركز قدر الإمكان على الارتقاء بالمعايير الفكرية والأخلاقية للكتابة والحوار. 2. فضح انتهاكات حقوق الإنسان بكافة أنواعها، والضغط على المنتهكين من أجل إيقافها من خلال الإشارة إليها ونشر المواضيع حولها، وقد لعبت حملاته الإلكترونية دورا كبيراً في فضح الإستبداد والإنتهاكات، وكذلك الضغط من أجل إطلاق سراح الكثير من المعتقلين بسبب الرأي والمعتقد وحرية التعبير. وكان الحوار المتمدن في مقدمة المطالبين والمروجين لإلغاء عقوبة الإعدام في العالم العربي. 3. إبراز قضية المرأة والعنف ضدها، ومساواتها الكاملة بالرجل. 4. ركز على حقوق الأطفال والشبيبة و ذوى الاحتياجات الخاصة. 5. فتح المجال للألوف من الكاتبات والكتاب والقراء والقارئات للكتابة والحوار والمشاركة في عملية التغيير بعد أن سُدتْ بوجههم كل منافذ النشر في الإعلام الورقي أو حُدد لهم النشر وفق سياسات الحكومات التي تمول تلك الصحف، وقد بدأ المئات من الكتاب والكاتبات مسيرتهم الأولى مع نشوء وتطور الحوار المتمدن. 6. أصدر مجموعة من الكتب ولم يتمكن الاستمرار فيها لنقص التمويل. 7. كان لمراكز الحوار المتمدن التخصصية دور مهم في تعزيز أهداف الحوار المتمدن ومن أبرزها مركز مساواة المرأة الذي له نشاطات كثيرة. 8. نشر ألوف المواضيع الفنية والأدبية ذات التوجه التقدمي والإنساني. 9. فتح الحوار المتمدن باباً كبيراً لمناقشة الأمور التي كانت من المحظورات – التابو – مثل نقد الدين والآلهة والفكر الديني بشكل صريح، المثلية الجنسية، وإلغاء عقوبة الإعدام، الإستبداد والأنظمة.... الخ إحصائيات الحوار المتمدن بعض الإحصائيات المختصرة للحوار المتمدن إلى تاريخ كتابة الكلمة: * ينشر ما يقارب 100 موضوع يومياً، 600 تعليق، و 2000 خبر. * شارك في النشر فيه أكثر من 15 ألف كاتبة وكاتب. * تم نشر أكثر من 200 ألف موضوع من كافة التخصصات * معدل قراءة المواضيع الآن يصل الى 160 ألف موضوع في اليوم الواحد. * عدد زواره منذ بداية التأسيس والى الآن تجاوز 310 مليون زائر. * عدد المواضيع المقروءة فيه يقارب 550 مليون. * لديه أكثر من ثلاثة آلاف موقع فرعي لأبرز كتابه وكاتباته. * شارك مليونا قاريء-ة تقريباً في التفاعل والحوار من خلال التعليقات، الحوار المفتوح، التصويت، الحملات، شارك برأيك... أهم محطات الحوار المتمدن 2000 بعيد إنهائي لدراستي في علوم الكومبيوتر اشتغلت في أحد الشركات الدنمركية بوظيفة مبرمج ومطور للأنظمة، وكان أحد امتيازات العمل هو منحنا اسم نطاق مجاني كموقع شخصي مع مساحة محدودة داخل أحد سيرفرات العمل، وبالتالي قدمت اسمي الشخصي باعتباره الإسم الخاص لنطاق الموقع (rezgar.com) الذي بدأ كموقع شخصي لي في 15/12/2000. 2001 بعد اعتزالي العمل الحزبي المنظم عام 2000، ترسخت لدي القناعة بضرورة الإستفادة من التطور التقني والإنترنت واستخدام آليات حديثة للترويج ونشر القيم الإنسانية التقدمية، ومناهضة الإستبداد والقمع بكافة أشكاله من أي جهة كان، وإنعاش الحوار الحضاري البناء، واحترام وسماع الرأي والرأي الآخر، والعمل المشترك بين الإتجاهات والشخصيات اليسارية والعلمانية والديمقراطية. ووفقا لذلك تم تطوير الموقع برمجيا وإداريا، حيث تم في 09/12/2001 إطلاق الحوار المتمدن – العدد الأول بشكله المنظم وهو عيد الميلاد الرسمي لموقع الحوار المتمدن. أدرته ومولته شخصيا في السنوات الأولى، وخلال فترة قصيرة أصبح أحد أهم المواقع العربية في ذلك الوقت. 2002 أغلق موقع الحوار المتمدن من قبل الشركة التي اعمل فيها لأن الموقع كان في – سيرفر – مع مواقع لمجموعة من المؤسسات الكبيرة والوزارات الدنمركية، حيث في منتصف عام 2002 كان ذلك السيرفر يتعطل ويتوقف كثيرا لكثرة الزوار على مواقعه وعند التحري عن أسباب ذلك وجدوا أن الحوار المتمدن فقط كان يأخذ 95% من طاقة ذلك – السيرفر – بسبب التزايد المضطرد لعدد زواره، مما أدى إلى اتخاذ قرار فوري من شركتي بإيقاف – موقعي الشخصي الصغير! – ، حينها اضطررت للتوقف مؤقتاً لحين تأجير مكان له في أحد الشركات خاصة، وقد ألغت ورفضت الكثير من الشركات تأجير أماكن للمواقع، موقع الحوار المتمدن بسبب تزايد حجمه وعدد زواره الكبير بشكل متواصل. 2003 إعادة تصميم الحوار المتمدن وإضافة خدمات جديدة. إطلاق نظام الحملات التضامني 2004 * تطور الحوار المتمدن نحو العمل الجماعي، في سنة 2004 انضم أعضاء جدد للعمل في الحوار المتمدن وكانت نقلة وقفزة نوعية وكمية كبيرة، حيث توسع بشكل أكبر واغتنى وتطور بأفكارهم ومشاركاتهم وعملهم التطوعي الدؤوب والمخلص وساهم الجميع وبمستويات مختلفة حسب الطاقات والإمكانيات في ترسيخ وتطوير مكانة الحوار المتمدن. طاقم العمل الرائع يجمعه الإخلاص والعمل التطوعي من أجل قيم اليسار والديمقراطية والعلمانية ويعمل وفق قواعد النشر والعمل المتفق عليها. لقد تعززت قواعد العمل بآليات ديمقراطية شفافة، ولكن هذا لا يعني عدم وجود مشاكل أو اختلافات في وجهات النظر، إذ أن العمل التطوعي الكبير والمرهق واختلاف وجهات النظر أدى في أحيان كثيرة إلى بروز مشاكل على صعيد العمل والرؤية، ولكن الجميع بذلوا الكثير من الجهد لتجاوز تلك المشكلات ومعالجتها بروح ودية وديمقراطية وبأسلوب حضاري. يمكن الاطلاع على أسماء الزميلات والزملاء في هيئة إدارة الحوار المتمدن من خلال الرابط أدناه: http://www.ahewar.org/about.asp * حجب موقع الحوار المتمدن في السعودية و تونس وفي دولة الإمارات العربية المتحدة. * إطلاق مركز مساواة المرأة المتخصص في شؤون المرأة ومساواتها. * إطلاق مركز الدراسات والأبحاث العلمانية في العالم العربي. * إطلاق مركز أبحاث ودراسات الحركة العمالية والنقابية في العالم العربي. * إطلاق مركز دراسات وأبحاث الماركسية واليسار. * إطلاق خدمة المواقع الفرعية لأبرز كاتباته وكتابه ويصل عددها الآن إلى ما يقارب 3300 موقع فرعي. 2005 بعيد تهديد الحوار المتمدن من قبل أحد المليونيرات المتعصبين دينيا، تم المحاولة بكل الطرق تخريب وإيقاف عمل الحوار المتمدن، وبالفعل من خلال التخريب البرمجي تم إيقافه لمدة أسبوعين، وطلب الحوار المتمدن الدعم المادي من كتابا وكاتباته ومؤازريه من اجل إيجار – سيرفر- خاص به يمكنه من خلاله التحكم الكامل بالمسائل الأمنية والتقنية، كانت الاستجابة رائعة وكبيرة جداً فقد حاول الجميع حسب إمكانيتهم دعم موقعهم في وجه التخريب، مما مكننا من إعادة العمل بالموقع وبسيرفره الخاص ذو الطاقات التقنية الكبيرة. للعلم فإن الحوار المتمدن مع أعدائه الكثر لم يخترق إلى الآن ويعود ذلك إلى الصيانة والقواعد الأمنية القوية والحس المسئول الملتزم للزميلات والزملاء في إدارته. إطلاق قسم الأخبار وأخبار التمد. 2006 إطلاق صحيفة مروج التمدن المختصة بالمواضيع الأدبية والفنية. حجب موقع الحوار المتمدن في سوريا وفي البحرين. 2006/2007 أصدر الحوار المتمدن مجموعة من الكتب بدعم من مؤسسة أولف بالمه السويدية. 2007 إطلاق مركز حق الحياة لمناهضة عقوبة الإعدام. تغيير نطاق موقع الحوار المتمدن من “rezgar.com” إلى “ahewar.org”، من أجل تحقيق المزيد من التطور الإداري وترسيخ آليات العمل الجماعي وإبراز الحوار المتمدن كمؤسسة ديمقراطية جماعية. 2008 إطلاق نظام للتعليقات على المواضيع. إطلاق نظام شارك –ي برأيك والاستفتاءات. 2009 إطلاق مكتبة التمدن ويوتيوب التمدن. إطلاق موقع الحوار المتمدن في شبكة تويتر. إطلاق موقع ومجموعة الحوار المتمدن في الفسيبوك. 2009/2010 مركز مساواة المرأة يبدأ بمشروع الخط الساخن لحماية المرأة في كردستان العراق بتمويل من قبل إحدى المنظمات النسائية الدانمركية وبمشاركة –لوك- من أكبر المنظمات الدنمركية المشرفة على إدارة 42 مأوى للنساء في الدنمرك، و منظمة اتحاد المرأة الأردنية، ومنظمة تمكين المرأة في كردستان العراق. 2010 إطلاق باب كاتبات وكتاب التمدن. حجب موقع الحوار المتمدن في أجزاء من الكويت وخاصة عن مشتركي شركة زين للاتصالات. إطلاق مشروع حوارات التمدن في خطوة فريدة في عالم الإنترنت الناطق بالعربية، حيث يتم إجراء حوار تحريري مباشر بين أبرز الكتاب والكاتبات من جهة والقراء والقارئات من جهة أخرى، وقد اشترك في الحوار إلى الآن (د.كاظم حبيب، د.طارق حجي، د.نايف حواتمه، ياسين الحاج صالح، الدكتورة نوال السعداوي، نادر قريط، د.محمد علي مقلد، د.برهان غليون، سلامة كيله، د.أمال قرامي، ..... الخ) ولدى الحوار المتمدن برنامج للحوارات معد للأشهر القادمة. إطلاق باب دراسات وأبحاث التمدن. للحوار المتمدن العشرات من المشاريع المستقبلية ولكنها بحاجة إلى التمويل والكادر للبدء بها، ورغم شحة الإمكانيات المادية، استطاع الحوار المتمدن أن يتبوأ مكانة متقدمة بين المواقع الإعلامية في العالم العربي بميزانية لا تتجاوز 20 دولارا شهريا في بداية تأسيسه وإلى ما يقارب ألف دولار شهريا فقط الآن. ويمول الحوار المتمدن نفسه ذاتيا من الإعلانات العامة وإعلانات كوكول ومن تبرعات كتابه وكاتباته ومؤازريه، وهو مستقل تنظيمياً وسياسياً وإدارياً عن كافة الحكومات والأحزاب، ويرفض كافة أشكال الدعم من مؤسسات مرتبطة بالأنظمة الاستبدادية، أو لها دور في انتهاك حقوق الإنسان وقمع الحريات، أو تضع شروطا للدعم تحد من حريته واستقلاليته. من الممكن أن تكون مؤسسة الحوار المتمدن صغيرة الحجم من حيث الإدارة والكادر والإمكانيات المادية، ولكنها في الواقع العملي إحدى أكبر المؤسسات الإعلامية في العالم العربي من حيث عدد الكتاب والكاتبات وكذلك القراء والتفاعل المتبادل، وبالتالي فهي من المؤسسات اليسارية الحديثة ذات التأثير الواضح والمعروف، خاصة على الصعيد الإعلامي والفكري والثقافي، وحتى السياسي-التحريضي. تأسس الحوار المتمدن كمشروع شخصي، ومن ثم وبمرور السنين تحول إلى مؤسسة إعلامية وثقافية معروفة تدار جماعياً من قبل كوادر كفوءة وبشكل تطوعي كامل. طاقم إدارة الحوار المتمدن يعمل بشكل منسجم يسوده الشفافية الكاملة ويتم إشراك الجميع في اتخاذ القرارات وإدارة العمل اليومي. وكان هذا أحد أهم أسباب نجاحه واستمراره رغم كل الصعوبات. في حين يكمن السبب الثاني في تعاظم عدد كتابه من النساء والرجال ومن مختلف الأعمار والاتجاهات، والذي تجاوز خمسة عشر إلف كاتبة وكاتب إلى الآن، إضافة إلى تنامي عدد زائريه والمعجبين والمؤيدين لخطه اليساري الديمقراطي العلماني المستقل والمتفتح، وكذلك بسبب الدعم المعنوي والصادق من الكاتبات و الكتاب والزائرات والزائرين. مسيرتنا في السنوات التسع الماضية رافقتها الكثير من الصعوبات والمشاكل والأخطاء والخلافات الداخلية، التي تم قدر الإمكان التعامل معها وإيجاد الحلول المناسبة لها جماعيا. في الختام أكرر تقديم جزيل الشكر نيابة عن زميلاتي وزملائي في إدارة الحوار المتمدن إلى مؤسسة ابن رشد للفكر الحر على منحنا جائزتها القيمة لهذه السنة. نعتز بذلك ونعتبرها جائزة للعمل الجماعي التطوعي الخلاق وستكون بلا شك عامل دفع لمزيد من تحسين عمل الحوار المتمدن وتطويره. الشكر الجزيل إلى لجنة التحكيم التي اختارت الحوار المتمدن. الشكر إلى جميع كاتباتنا وكتابنا، إلى جميع الزائرات والزائرين الذين رشحونا لنيل هذه الجائزة القيمة. إن الجائزة ليست لنا فقط كهيئة إدارة الحوار المتمدن بل هي لجميع كاتباتنا وكتابنا وزوارنا ولكل القوى اليسارية والديمقراطية والعلمانية في العالم العربي، والذي كان الحوار المتمدن المنبر الواسع لجميعها دون استثناء. نتطلع معا إلى المزيد من العمل المثمر والتطور والنجاح والمشاركة بشكل أكبر وفاعل في عملية التغيير والتنوير والتحديث ونشر الفكر اليساري والديمقراطي والعلماني في العالم العربي وعموم العالم. أتمنى بأن تكون هذه الجائزة التي نالها أعلام كبار كالراحلين أركون وأبو زيد والجابري دافعا للاستمرار والتطور وليس استعجالا بالرحيل...... والشكر للجميع. رزكار عقراوي