م.جنياح * واحدا واحدا يتساقطون كأوراق الخريف ايها الموت مهلا لقد انهكنا النزيف نجما آخر يسقط من سماء الابداع المغربي نجما آخر قد هوى من سماء الشعر انه الزجال الشاعر سي محمد الراشق، باكرا يحزمون حقائبهم ويغادرون، باكرا يرحلون عنّا الى دار الخلود ، قبل اوان الوداع
يرحلون تباعا تاركين في القلب غصّة وفي الحلق مرارة ، يسافرون وفي افواههم نشيد الحياة وفي الصدر ألم جرح غائر ينزف لواقع مكتظ بالفقر والحكّرة والتهميش، هكذا يرحل المبدعون والفنانون تاركين ابتسامة لنا وأملا لفجر بعيد على قصيدة او لوحة او كتاب، هكذا رحل الصديق الأعز والانسان الطيب الكريم الأكرم صاحب الابتسامة التي لاتفارقه حتى في لحظات الكرب والألم ،سي محمد الراشق الدي غادرنا اليومه الاحد 18.8.2013 الى دار البقاء، بعدما رسم كل خرائط الجراح في جسد الوطن بعدما ركب صهوة الكلمة الملتزمة الصادقة، صادقا بالحب والحلم والامل في التغيير نحو الافضل،
السي محمد الراشق الدي تألم حد البكاء وبكى حد الألم عندما تخلفتُ هده السنة عن حضور مهرجان بن سليمان للزجل بسبب مرض عضال ،هاتفني من مدينة جرسيف التي جائها من بن سليمان لحضور حفل تسليم جائزة للزجل هناك ، هاتفني وفي حلقه حشرجه وفي قلبه غصة وهو يدعي لي بالشفاء وطول العمر " قال لي لا تغادر سي محمد فلازال ينتظرنا الكتير" لكنته رحل دون صبر ولا انتظار والكثير لا زال ينتظر،
السي محمد الشاعر والانسان الدي عرفته اواخر الثمانينيات من القرن الماضي وتوطضت العلاقة بعد تاسيس الرابطة المغربية للزجل مطلع التسعينيات ،شاركنا معا في العديد من الملتقيات والمهرجانات الوطنية ، كان الفقيد متفائلا حالما بالحياة متطلعا الى مستقبل ثقافي افضل "الخير أمام" هكدا كان يقول دائما سي محمد الدي ما بكى ولا شكى يوما رغم الشدائدوالواصف وضيق دات اليد،
انها جنازة رجل يقول الامام ...ومع ان الصلاة صلاة قيام فانه لابد بعدها من بعض الانحنائة لروح هدا الرجل مالان صبره يوما رغم الشدائد، روح شاعر وباحث متواضع وصادق وكريم صلب كالصخر وصبور كايوب صادق ووطني حتى النخاع.
ففي هده اللحظة الاليمة والحزينة اتقدم الى اسرته ودويه وكل الاصدقاء المشتركين باحر التعازي القلبية الحارة بمشاعر المواسات والتعاطف الاخوية المخلصة سائلين الله ان يتغمد الفقيد العزيز بواسع رحمته ويسكنه فسيح جنانه وينعم عليه بعفوه ورضوانه وانا لله وانا اليه راجعون.