أشاد الرئيس الفرنسي٬ فرانسوا هولاند٬ اليوم الثلاثاء٬ بدعم صاحب الجلالة الملك محمد السادس للجناح الخاص بالفنون الإسلامية الذي تم تدشينه بمتحف اللوفر في باريس٬ بحضور صاحبة السمو الملكي الأميرة للامريم.
وقال الرئيس الفرنسي: "إنني أحيي أولئك الذين أتاحوا٬ بفضل أريحيتهم ودرجة وعيهم العالية٬ إمكانية التعرف على عجائب الفنون الإسلامية"٬ مشيرا في هذا السياق إلى "صاحب الجلالة ملك المغرب٬ وأمير الكويت٬ وسلطان عمان٬ ورئيس أذربيجان والأمير السعودي وليد ابن طلال".
وأضاف الرئيس هولاند أن "هذه الشخصيات تندرج ضمن الشركاء العديدين العموميين والخواص بفرنسا وخارجها الذين ساهموا في هذا المشروع بتكلفة تبلغ مائة مليون أورو٬ وتشكل أكبر عملية رعاية يشهدها متحف اللوفر".
وأكد أنه بفضل هذه الأريحية تمكن هذا المشروع٬ الذي يكتسي رمزية على أكثر من صعيد٬ من أن يرى النور في هذا الجناح الجديد بأكبر متحف في العالم والذي يجمع أفضل التحف في العالم للفنون الإسلامية٬ ممثلة في ثلاثة آلاف عمل مميز٬ مشيرا إلى أن هذه الروائع تأتي من الفضاء الشاسع الذي عرف فيها الإسلام إشعاعا٬ من المغرب إلى الهند٬ مرورا بالأندلس والامبراطورية العثمانية٬ طيلة اثني عشر قرنا.
وقال إن هذا الفضاء الجديد من اللقاء والحوار بين الحضارات يسمح لملايين الزوار بالعالم أجمع٬ خاصة الفرنسيين والاوروبيين٬ باكتشاف الفنون الإسلامية وفي نفس الوقت فضل ثقافات الشرق على الحضارة الإنسانية٬ مشيرا بالخصوص إلى الأرقام العربية وأعمال ابن رشد.
ومن جانبه٬ أبرز مدير متحف اللوفر٬ السيد هونري لويريت٬ المساهمة الملكية٬ مؤكدا أن تمويل هذا الفضاء الجديد "استفاد من المساهمة السخية" لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وقال السيد لويريت مخاطبا الجهات الراعية وممثلي المانحين الحاضرين: "شكرا لكم جميعا٬ لأنه علاوة على الجوانب المادية٬ يشهد الاهتمام الذين أبديتموه لهذا المشروع٬ على العناية التي تولونها شخصيا وتوليها دولكم للفن ولحوار الثقافات والحضارات".
ومن جهة أخرى٬ انتهز الرئيس هولاند هذه المناسبة لإبراز الطابع المتسامح للإسلام٬ ونقد "الظلامية" و"التعصب" ومواقف أنصار "صراع الحضارات".
وشدد على أن "الحضارات ليست أقطاب تتجاهل بعضها البعض أو تصطدم في ما بينها. الحضارات تتطور من خلال الالتقاء بينها"٬ وعلى أن ما يميز الحضارات الإسلامية كونها جد عريقة وجد حيوية وجد متسامحة٬ أكثر من أولئك الذين يدعون اليوم التحدث باسمها٬ مشددا على أن الأمر يناقض تماما الظلامية التي تسعى لتقويض مبادئ وقيم الإسلام من خلال الدعوة للعنف والحقد.
ويستقبل الجناح الجديد بمتحف اللوفر المخصص للفنون الإسلامية على مساحة تصل إلى 2800 متر مربع٬ مجموعة غنية تزيد عن 15 ألف قطعة٬ تنضاف إليها 3500 من الاعمال القيمة التي عرضها متحف الفنون الزخرفية المجاور.