توفي اليوم الأٍبعاء الرئيس الأول للجزائر العميد احمد بن بله عن عمر ناهز 96 سنة إثر مرض لازمه من عدة أشهر نقل من أجل العلاج منه مرتين إلى مستشفى عين النعجة. انتقل إلى رحمة الله بعد حياة حافلة انتقلت من النضال السياسي ضمن الحركة الوطنية من خلال انخراطه في حزب الشعب وحركة انتصار الحريات الديمقراطية إلى الكفاح المسلح ضمن المنظمة السرية قبل أن يشارك مع الرعيل الأول لمفجري ثورة أول نوفمبر إذ كان رفقة حسين أيت احمد ومحمد خيضر ضمن الوفد الخارجي وفي 1956 كان ضمن الزعماء الخمسة الذين تعرضوا لحادثة اختطاف الطائرة إذ لبث في السجن بعد إلى غاية 1962 حيث تقلد منصب أول رئيس للجزائر المستقلة قبل أن يتعرض في 1965 لانقلاب عسكري قاده ضده الرئيس هواري بومدين.
وفي عام 1982 أنشأ حزبا معارضا تحت اسم الحركة الديمقراطية الجزائرية. ومع بداية التعددية الحزبية في الجزائر عام 1982 انخرط في الحياة السياسية وشارك في الانتخابات إلا أنه اعتزل العمل الحزبي في وسط التسعينيات بعد أن رفضت السلطة جملة وتفصيلا ما تمخض من لقاء سانت ايجيديو الذي شارك فيه عام 1995 رفقة زعماء المعارضة آنذاك.
وعندما مجيئ الرئيس عبد العزيز بوتفليقة رجع الرئيس بن بله إلى الواجهة وشارك في مؤتمر منظمة الوحدة الإفريقية عام 1999 ومثل الجزائر في عدة مناسبات دولية رسمية وغير رسمية كان آخرها ترأسه لجنة عقلاء إفريقيا التابعة للاتحاد الإفريقي ورئاسة اللجنة الدولية لجائزة القذافي لحقوق الإنسان. أبقى الرئيس بن بلة على علاقات متينة مع كبار الرؤساء العرب والأفارقة من أمثال مانديلا وجوليوس نيريري وسام نجوما وجيوحاكم سيسانو وصدام حسين والقذافي وفيدال كاسترو. كانت حياته ثرية تداولتها الأفراح والنوائب عرف السجن لمدة 24 سنة، 7 سنوات منها أثناء الاستعمار و17 سنة بعد الاستقلال بعد الانقلاب عليه عام 1965.
ويعتبر أحمد بن بله من الشخصيات التي أثار الكثير من الجدل فقد جمع فيه العسكري والسياسي والرياضي إذ كان لاعبا متميزا في كرة القدم كما كان عسكريا وسياسيا محنكا أثارت مواقفه ردود فعل قوية وجدلا في أوساط المؤرخين والمجاهدين عندما أنكر مقررات مؤتمر الصومام الذي لم يشارك فيه وتهجم على رفاقه من أمثال المرحوم محمد بوضياف وحسين ايت احمد وعبان رمضان وعقد تحالفا مع الرئيس المصري جمال عبد الناصر . وتأتي وفاة الرئيس أحم بن بلة أشهرا قليلة بعد وفاة عبد الحميد مهري اللذين لم يكتب لهما حضور احتفال الجزائر بالذكرى الخمسين لاسترجاع سيادتها الوطنية.