يوميات بوجمعة الحلقة خمزطااااش ماذا وقع لأخي ادريس ؟؟ – الجزء الثاني – ... طأطأ أخي ادريس رأسه حتى ظننته سيقع من جسده ... وخيم التساؤل علينا جميعا ... وتوقفت حركاتنا وتجمدت رموش عيوننا ... وبقيت أفواهنا شبه مفتوحة ... لأننا ننتظر الجواب من ادريس ... رفع ادريس رأسه ونظر إلى أمي وأجابها بسؤال آخر ... وأنتم تعلمون أن هذا النوع من الحوار صناعة مغربية بامتياز .. دائما نجيب عن السؤال بسؤال آخر .... ( س : خوك لقا خدمة ؟؟؟ // ج : علاه هاد البلاد فيها شي خدمة ؟؟ ). وكذلك كان جواب أخي ادريس عندما أصرت عليه أمي بالسؤال . أمي : ادريس .. شنو واقع ليك ؟؟ ادريس : ( رفع رأسه ) بغيت نعرف احنا علاش عايشين ؟؟؟ توقفت الحركة للحظة بعدما كنت متوقفة للحظات ... ثم تعالت أصواتنا بالقهقهة ... سؤال غريب طرحه ادريس ، لم يكن يتوقعه أحد ... ولا يمكن أن يجيب عنه أحد ، لأنه سؤال فلسفي ولأن القاري فالدار حدو الثانية إعدادي .. ما عدا ادريس لأن تكوينه جامعي شي شوية ... قد يمكن أن نعتبره مثقفا ،... المهم أنه لا يستعين بأحد لملأ الكلمات المسهمة ... مرة مرة كاتعاونو اختي اللي فالابتدائي ... كاتجيب ليه الستيلو من فوق التلفزة . ...ء علاش عايشين ؟؟؟ سؤال محير فعلا... وكالعادة وحفاظا على الثقافة المغربية الحوارية أجابته أمي بسرعة ... وانت علاش عايش ؟؟ ... سؤال بسؤال ... . ء استرسل ادريس في الحديث ... لم يكن يبحث عن جواب لسؤاله بل كان سؤاله مقدمة لموضوع أحضره معه من الشارع ... الشارع كايجيب منو غير الهضرة والأخبار العاجلة .... كل ما يقع في الشارع العام يخبرنا به في الغرفة الخاصة ... ادريس أصبح يتكلم عن الغاية في خَلق الانسان ... قال مستدلا بالآية القرآنية "وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون" ... ادريس ينوي أن يغير حياته ...لقد قرر أن يبدأ الصلاة وأن يزيل السروال... ويلبس العباءة ... وسيرتدي الحجاب .. عفوا .. القبعة ... وسيقص الشارب وسيعفو عن اللحية ... خطوة أعتبرها شخصيا مهمة في حياته ... على الأقل سيقلع عن التدخين ... وسيطفئ التلفاز باكرا ليستيقظ لصلاة الفجر .... . ء أمي صدمت بعد سماعها قرار ادريس أمي : ادريس ... شكون ساط ليك فوذنيك ؟؟؟ ادريس : البرد .... أنا راني كبير وكنعرف مصلحتي ظننت أن أمي ستفرح لقرار أخي ... لكنها وكما يبدو تعارض فكرته ... أمر غريب ... تدخلت سعيدة لتشرح لأمي . سعيدة : ألوالدة ... راه ادريس بغا يلتزم .. شنو فيها ؟؟ بلعكس دبا عاد غادي يولي مزيان ... اللهم يصلي ويدخل سوق راسو .. ولا يبقا حاضي الدريات فالزنقة ... ء ادريس : ( مقاطعا سعيدة ) سعيدة اتق الله آش هاد الهضرة ؟؟؟... ء ياااه !!! ادريس قال اتق الله .... كلمة لا أسمعها إلا في الأفلام التي تعرضها التلفزة في الأعياد الدينية ... أمي : ( مخاطبة ادريس ) شوف أوليدي ... باك خدام فالمقاطعة ... . يعني الداخلية ... اللحية والداخلية ماكايتفاهموش ... ادريس : أش جاب اللحية للمقاطعة ؟؟ أمي : شوف ... ها السخط هالرضا .... ء أمي عندما تفشل في الحوار مع أحد إخوتي .. تستعمل ورقة السخط والرضا ... ء ادريس : شوفي ألوالدة ... أنا مرضي ... و لكن .. لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ...ء يا سلام !!! أصبح بيتنا شبه بلاطو لتصوير فيلم الرسالة .... لو كان هنا أبو جهل لقطع رأس أخي ... لحسن الحظ أنه نام باكرا ... . نهضت أمي ساخطة وذهبت لتنام ... بعدها خيم الصمت على الغرفة وبدأ بعضنا ينظر إلى بعض ... ماهي إلا دقيقة حتى دخل علينا أبي يلبس ملابس نوم غريبة لم أرها في حياتي ... ولا يمكن أن أصفها لكم، لكن أنا على علم أنه لم ينتبه إليها قبل الدخول علينا ... دخل قاصدا ادريس ... ا أبي : شنو هادشي سمعت ؟؟؟ يعجبني أبي في حواراته ،إنه يعتمد على الحوارات القصيرة والتي تختزل الوقت ... لو كان سيناريست لكان ناجحا ... ولكانت سلسلاته ناجحة في رمضان ... ا ادريس : شنو سمعت أبّا ؟؟ ( سؤال بسؤال .. ) ا أبي : ماغديش نزيد معاك الهضرة ... الجامع سير ليه صلاتك صليها ... الإيمان فالقلب ... شي حاجة اخرى ماغديش نكون أنا وياك متفاهمين .... ا ادريس : علاش أبّا ؟؟؟ أبي : سالات الهضرة ... تصبح على خير غادر أبي إلى غرفته ولم ينتبه لملابسه التي جاء بها ... تذكرت إنها الملابس الداخلية ... آااه لقد فهمت ... لذلك قالت أمي لأخي أن الداخلية لا تتفق مع اللحية .... ي نظر إلي أخي في حيرة ادريس : مالو ؟؟؟ ( يقصد أبي ) ي أنا : يمكن ما شافش راسو فالمراية ... ب ادريس : ( صرخ في وجهي ) بغيت نعرف مالو خرج طالع ليه الدم مني ؟؟ نظرت إليه مليا وقلت له .. أجبني بصراحة .... وأنت تعلم بأن الكذب حرام ... تردد قليلا ثم وافق ... ب أنا : علاش داير هادشي كامل ؟؟ ادريس : ( نظر إلي واقترب من أذني ) حيث لبارح سمعت بأن الواليد غادي يخرج تقاعد .... وباغي يدخلني فبلاصتو ....