عشية الاحتفال باليوم الوطني للمُهاجر بالمغرب الذي يصادف يوم 10 غشت من كل سنة، نقدم للقراء الكرام هذا الحوار الساخر، الذي أجريناه مع الشخصية المغاربية الأكثر شهرة في عالم الهجرة و الحريكْ. ففي خطوة غير مسبوقة، وفي أول ظهور إعلامي له .. معكم - قارب الموت - الذي خص موقعنا بهذا الحوار الشيق. مرحبا بجميع القراء الأعزاء في هذا اللقاء، حيث نستضيف شخصية مغاربية واسعة الشعبية.. فلا أهلا ولا سهلا بها معنا . إنه قارب الموت ومن لا يعرفه. أول سؤال لقارب الموت: لقد انتزعنا من وقتك وبشق الأنفس هذه الدقائق المعدودة كي نجري معك هذا الحوار، أليس كذلك ؟ جواب قارب الموت : بداية، لابد أن أعبر عن عدم رضايَ على طريقة استقبالكم لي، وعن قلة الترحيب التي لا تليق البتة بمستواي ومكانتي وسط شرائح المجتمع المغربي، واعلموا أن أي إهانة قد تلحق بشخصي هي في حقيقة الأمر إهانة في حق طبقة عريضة من المغاربة اللذين ألمَعُ - أنا قارب الموت- في قلوبهم، الحالمين بالركوب على مثني و الحريكَّ نحو أوروبا، باستثناء إسبانيا التي تمر بظروف اقتصادية لا تغري تماما بالهجرة إليها حاليا.و لا يخفى عليكم بأن خدماتي جد مطلوبة إلى حد الساعة، ومازال العديد من زبنائي وعشاقي، من كامل ربوع الوطن العزيز، يطلبون مني أن أحقق لهم أمال الهروب وأحلام الهجرة. إن عملي هذا يجعلني راضيا عن نفسي، وأنا لعلى ثقة كاملة بأنني أنتشل من أحملهم على مثني من مخالب الضياع وقسوة الواقع، وهذا سبب كاف، لكي أحرص على استغلال كل دقيقة من وقتي في ميدان التحريكّْ.. فالدقيقة في عالم الهجرة غالية جداً جداً، لذا كان منحي لكم بعضا منها صعب للغاية. سؤال: تقول بأنك راضٍ عن نفسك، في حين أنت متهم بتيتيم عائلات وتشتيت أسر. أنت مطلوب للعدالة، لقد أقدمت على إزهاق أرواح الآلاف من أبناء شمال إفريقيا اللذين ألقيت بهم إلى الحيتان والروكان ؟ جواب قارب الموت : أنت فقط رأيت وركزت على الآلاف اللذين فقدوا حياتهم وسط البحر؟؟ لِما لا تنظر إلى الألوف المؤلفة بل الملايين اللذين تمكنوا من الوصول إلى مبتغاهم أوروبا، بعد أن أسديتُ لهم خدماتي الجليلة. وهاهم أصبحوا من الجالية و يحضون بكامل الرعاية و الاحترام الرسميين و الشعبيين.. عليك أن تعلم وليعلم معك الجميع، بأن من يطلبون خدماتي، يأتون عندي بمحض إرادتهم بعد أن لسعهم لهيب اليأس و النسيان في أوطانهم. ولعل المقولة الشعبية المغربية المشهورة ''الروكان ولا خوك الماروكان'' هي خير دليل على ما أقوله. شخصيا لم أضع يوما في عنق أحد السريفة ولم أجبره على ركوب البحر. إذن فأنا بريء من كل التهم براءة الذئب من دم يوسف. بل و يجب أن توجه كل الإدانات إلى المتهمين الحقيقيين المتورطين بشكل أو بآخر، في دفع أبناء الشعب إلى الإقبال عليَ والاستنجاد بي. فالمرجو منكم عدم السقوط في مصبنة العقول و في فخ العبارات المُدجِنَة . أقول هذا فقط، لتتضح لكم الصورة وتتمكنوا من توجيه أصابع الاتهام نحو اتجاهها الصحيح إن كنتم فعلا تتمتعون بجرأة توجيهها. . سؤال : المهم يا قارب الموت أو "الباتيرا"، قدم لنا ولمن لا يعرفونك بطاقتك التعريفية ؟ جواب قارب الموت : لستُ في حاجة كي أُعرف بنفسي، فشهرتي عمت البر و اخترقت السماء و شقت البحار. لكن تواضعا مني و تضامنا مع الهاربين إلى الخارج، كانوا شرعيين أو غير شرعيين..أقدم لجميع قرائكم لمحة مقتضبة عن سيرتي: فأنا المسمى "قارب الموت "، ولي ألقاب أخرى مثل: لفلوكة - الزودياك - الباتيرا - قارب الخجل .. وُلدتُ فوق الشواطئ المغاربية و بالضبط لما دقت ساعة إهانة بني الإنسان. أبي الذي ما يزال على قيد الحياة اسمه: احتقار بن المظلوم اجتماعيا، و وأمي التي أحسنت تربيتي و رعايتي إسمُها : أزمة بنت تهميش، و هي من قبيلة أولاد الحرام . أما الوالد فهو من قبيلة أولاد سيدي استعمار . ترعرعتُ في بيئة عنوانها سياسات فاشلة، تصب فقط في خدمة المصالح الذاتية الضيقة، من جهة، وعقليات انهزامية محذوف من قاموسها مفهوم التضحية الوطنية من جهة أخرى. درست بين جدران مدرسة - دَبَّرْ تحْرَكّْ -، ثم انتقلت لأتابع دراساتي العليا بجامعة يُطلق عليها اسم : اهجرْ وارحلْ..لتكون المحترم البطل. حاصل على دكتوراه تخصص "استنزاف البلد من طاقاته البشرية و الفكرية ". حاليا أشغل منصب رئيس "المنظمة المغاربية لوسائل التهجير"، و التي تضم في عضويتها فضلا عنا نحن جماعة لفلايك و القوارب ، كل من: الكيران والطائرات و الشاحنات والسيارات الخارجية، و كل ما من شأنه، نقل الأفراد إلى الخارجْ، ولقد انضمت مؤخرا إلى منظمتنا العتيدة، كل من الفيزا و الزواج الأبيض، و القرعة الأمريكية و الكونْترتات خاصة الإسبانية، و اللواتي نعتبرهن رغم قانونيتهن، حليفات أساسيات في تحسين مستوى أدائنا و عمل هيأتنا و رفع عدد النازحين و هذا هو الأساس. دون أن ننسى المُحَرِّكّْ المُهَجِّرْ، المغلف بالصفة الشرعية، ذو الأدوار الرائدة في هذا الميدان الذي ننشط فيه جميعاً، ألا و هو السيد '' التَعْشَارْ ''. كذلك الزواج بالرجال أو بالنساء المقيمين بالدول الأوروبية على الخصوص المتوفرين منهم على لِبَابْيِي، تحت ذريعة التجمع العائلي . سؤال : بلا شك أن الكثير من قرائنا الأعزاء لم يكونوا يعرفونك بهذا الشكل.. على كل حال ننتقل إلى سؤال آخر: نسمع مرة تلوى الأخرى بأن جهات عديدة تنادي بالتضييق عليكم و القضاء عليكم و إحْراقِكم ؟ فهل أنتم مرتاحون لمستقبلكم؟ خصوصا و أننا لمسنا مؤخرا فتورا ملحوظا في نشاطكم التحريكَي.. جواب قارب الموت : التضييق الذي تتحدثون عنه نحس به، والفتور فعلا قائم .. ولكن ليس بالحدة التي تتصورونها، قد يُضايقونني أنا لفلوكا، لكن و في الوقت نفسه، يُغضون الطرف عن عناصر من مُنظمتنا للنشاط و العمل أكثر و أكثر..إن هذا الأمر، بلا شك له علاقة بإستراتجيات و مصالح دول المنطقة المعنية بأمر نشاط المنظمة التي أترأسها.... أما بخصوص التصريحات الرسمية، التي تقول بوجوب إعدامنا و مسحنا من الوجود، فنعتبرها مجرد مناورات لامتصاص غضب حكومات البلدان التي أغرقناها بالحرَّاكَّة ولاشيء غير ذلك. هذا و نحذر من مغبة المساس بمصالحنا ومجال اشتغالنا. فاللذين يدعون إلى تشديد الخناق على الفلايك، هم ضد المصلحة المُسْتتِرة لمن يوجدُ، بين أيدهم، مصير البلاد و العباد. سؤال :هذه النقطة الأخيرة، مهمة.. كيف يمكن أن يكون ذلك يا قارب الموت؟ جواب قارب الموت : نعم إنها نقطة غاية في الأهمية و الحساسية.. و الجواب بكل بساطة، هو أننا لما ننقل الناس إلى الخارج، أو يموتون بين الأمواج، نكون قد قدمنا خدمة عظيمة للجهات المسؤولة، و كما هو معلوم،فهذه الجهات عاجزة عن توفير ظروف حياة كريمة لغالبية الشعوب المغاربية. و هنا يأتي دورنا نحن قوارب الموت و وسائل التهجير ، للتخفيف عنها من ثقل تزايد عدد العاطلين، وتكاثر البؤساء و المظلومين و الكادحين و المرضى و الساخطين على الأوضاع و تزايد عدد المطالبين بالخبز و الدواء و الشغل و السكن و العدل . سؤال : من أين لكم كل هذه القدرة على التهجير؟ و من أين تستمدون قوتكم ؟ جواب قارب الموت : قوتي و قوة سائر وسائل التهجير عموما، نستمدُّها من عنصر هام، ألا و هو: قلَّةْ الشِّي. فكما هو معلوم قَلَّةْ الشِّي تْرشِّي ، و تدفع الغاشي إلى البحث عنا، لننقلهم إلى أين يعتقدون وجود وَفْرَة الشِي . قَلَّةْ الشِّي ، وهي المزود الأول لنا بالقوة و الانتعاش، ليست مقتصرة على الجانب المادي (دراهم)، كما قد يتبادر إلى ذهن الكثيرين ، بل إن قلة الشي شاملة جامعة لجوانب و أمور عديدة. سؤال : ما هو معروف يا قارب الموت، أن قَلَّةْ الشِّي هي قلة المال عند الناس ..فلو تفضلت ، فسر للقراء كلامك ؟ ج، قارب الموت : إسمع. هنالك أنواع وأصناف من - قلة الشي، وهي سبب ازدهار تجارتنا. سأعطيك أمثلة لأنواع من - قلة الشي- فزيادة على قلة المال و الدراهم .. هناك قَلَّةْ الاستقلالية، قلة التوزيع العادل للثروة، قلة احترام الإنسان، قَلَّةْ المساواة والعدالة، قَلَّةْ الحقوق، قَلَّةْ حب الوطن، قَلَّةْ النزاهة في الإدارة وبين المجتمع، قَلَّةْ الديمقراطية، قَلَّةْ الثقة بالله وبالإمكانيات الذاتية والمحلية، قَلَّةْ الجودة، قلة الهوية الوطنية، قَلَّةْ المناعة الحضارية، قلَّةْ الحصانة الفكرية، قَلَّةْ حرية التعبير، قَلَّةْ مناصب الخدمة، قَلَّةْ السكن، قَلَّةْ التطبيب، قَلَّةْ النقل ...إلخ ، كل هذا يدخل في إطار فهمنا في"المنظمة الرسمية لوسائل التهجير لقَلَّةْ الشِّي". سؤال : ماهي أهم إنجازات منظمتكم''المنظمة المغاربية لوسائل التهجير''؟. ج قارب الموت : نعم.. آخر إنجازاتنا، تتمثل في جعلنا للمغرب والجزائر يتربعان على رأس لائحة الدول العربية المشتتة لأبنائها في الدول الأوروبية. كما لدينا إنجازات أخرى تمكننا من تحقيق أكبر جالية أجنبية بإسبانيا وهي الجالية المغاربية بطبيعة الحال..و يبقي أبرز إنجاز نفتخر به، هو استطاعتنا جعل خدماتنا التهجيرية، تصير ثقافة و فكرا بديهيا لمن يُؤمن به و يدعمه داخل الوطن. سؤال : عجيبة فلسفتك يا " لفلوكا" ..إسمحلي بهذا السؤال المباشر: ما حقيقة تلقيكم للدعم الخارجي ؟ ج، قارب الموت : نحن لا نخجل من تلقينا الدعم و التمويل من جهات خارجية، بل ونعلنها أمام الملأْ، إن هذا الدعم الخارجي الذي نتلقاه ليس دعما مباشرًا. و لأوضح لك ولجميع قرائكم هذه المسألة، شوف وتابع معي هذه العملية الحسابية. عندنا : 1 - القوى الإستعمارية القوية تحمي رجال لبلاد 2 - رجال لبلاد يتسببون بشكل أو بآخر في واقع قلَّة الشِّي 3 قلَّة الشِّي أرضية جد خصبة و مناسبة لتكاثرنا (نحن قوارب الموت) و كافة وسائل الهروب و الهجرة. هذه الثلاثية تبيِّن استفادتنا غير المباشرة، من دعم قوى التحكم و الاستعمار من وراء الستار. سؤال: ماذا يحدث في نظرك لو أن من أسميتهم بقوى التحكم و الإستعمار من وراء الستار، يرفعون حمايتهم و دعمهم عن رجالات لبلاد ؟ ج، قارب الموت : أعتقد أن ظروف الناس بعد ذلك ستكون أحسن، لأن أمرا عظيما سيتحقق وهو الاستقلال الكامل، شخصيا لدي إحساس بأن البساط سيُسحبُ من تحتنا، وننمحي من الوجود طال الزمن أم قصُر إن تحقق هذا الشرط. سؤال : ماهو شعورك لما تشاهد عبر وسائل الإعلام الإستقبالات الجميلة المخصصة لإخواننا بديار المهجر عند عودتهم إلى بلدهم الحبيب؟ جواب قارب الموت : نحن في منظمتنا نحس بالفخر و نشعر بالفرح وتنتابنا مشاعر السعادة، كون مجهوداتنا المتواصلة لإخراج بنات و أبناء المغرب العربي، لم تذهب هباء، بل وبالعكس نرى ثمار ونتيجة عملنا عند كل عودةٍ ميمونةٍ لزبنائنا القدامى بالخارج. وهذه فرصة أشكرُ من خلالها السلطات، التي تتوج أعمالنا وتُضفي عليها الصبغة الشرعية عبر إستقبالاتها الرسمية لإخوانهم دْيال بَرَّا ، وهي - أي الجهات المسؤولة - لا تكتفي بهذا بل تنظم لكل خارج من وطنه،المهرجانات والأعياد ، بل ولقد أنشئوا لهم، مثلا في المغرب، مجلسا أعلى للجالية بالخارج و مجلسا علميا ..فتبارك الله هذا إن دلَّ على شيء فإنما يدل على الإحترام والحب و الرعاية التي يحظى بها كل من يُغادر بلده و يهرب منه على حساب الماكثين أو بصحيح العبارة على حساب من لم يحن وقت مغادرتهم بعد، وما كان لهؤلاء المغادرين أن يخرجوا من بلدهم لولا : - أولا، فشل وعجز من يوجد مصير البلاد والعباد بين أيديهم في إيجاد الظروف الملائمة للعيش داخل الوطن. - ثانيا، العقلية الانهزامية المترهلة التي تعشش في رؤوس المغاربة غير القادرين على تحقيق وطن يحفظ كرامتهم. و أخيرا، نحن قوارب الموت وكل أفراد منظمتي ، ندعو المسؤولين إلى رد الاعتبار لنا، ولِما لا التفكير في منحنا الرئاسة الفعلية للمجلس الأعلى للجالية المغربية المقيمة بديار المهجر، ثم إدماجنا في خطط التنمية البشرية . س : تريدون المساهمة في التنمية البشرية.. التنمية البشرية.؟؟ ج قارب الموت : أ تتعجب لهذا ؟ أم أنك تسخر مني؟ألا يقولون بأن العملة و التحويلات التي يُدخلها المغاربة بَرَّا تحويلات جد ضخمة، تنمي الاقتصاد الوطني.. أليس لنا دور في هذا المسلسل ؟ فبفضلنا إذن، من ينتقل إلى الخارج، هو من يجلب ويحول الأورو و الدولار إلى خزينة المغرب، فليعلم الجميع بأننا نحن كذلك نُساهم في وهذه مساهمة في التنمية، لكن لم يتم الاعتراف بهذا بعد. س : قلت لي في الكواليس قبل بدأ هذا الحوار، بأن لديك خِدمتان تقدمهما للمغرب، واحدة إقتصادية والأخرى سياسية، الخدمة الاقتصادية قد عرفناها، بقي لنا أن نعرف السياسية ؟ ج قارب الموت : مؤخرا كان لي اجتماع سري للغاية، التقيت فيه بوفد رسمي بمقري الكائن فوق الشواطئ المغاربية.. أثناءه تم بيننا تبادل الأفكار ووجهات النظر، حول السبل والطرق التي من خلالها يمكن تفعيل آليات تهجير وتحريك الناس.. شخصيا كنت أعتقدُ أن المبعوثين الذين اجتمعوا معي بطلب منهم كانوا سيبلغونني غضب السلطات و انزعاجها من نقلي و تحريكي لأفراد الشعب المغربي نحو الخارج، و لقد كنت أتوقع أن يهددوني بحرب اجتثاث تشن ضدي وضد منظمتي، إن لم أتوقف وأكف عن عملي اللاوطني هذا.. غير أن المفاجئة، وعكس تماما ما كنت أتوقعه كانت مدوية، فلقد تمت الإشادة بما أنا بصدد القيام به، و تثمين مجهوداتي الجبارة في هذا المضمار.. خلال ذلك اللقاء وشح صدري و أُبلغت بأنني أحضى بالرضى الكبير، لأنني و كما سلف أن عبرت عن ذلك أهدي إلى الخزينة الملايير من العملة الصعبة و التي يحولها كما هو معلوم من هجرناهم، نحن وسائل التهجير . وهنا سأجيبك على سؤالك حول الخدمة السياسية - فبيني و بينك أنا لم أكن ألتفت إلى هاته الخدمة كثيرا- و هي خدمة بالنسبة للحاكمين أغلى وأروع من أختها الاقتصادية ..فكما أسر لي الوفد الرسمي.. فنحن نعفي الدولة من كثير كثير من واجباتها اتجاه المغاربة و نخفف عنها حملا ثقيلا جدا، لما نخلصها بتهجيرنا لمئات الآلاف من الشباب والمعطلين ومئات الآلاف من الساخطين. لقد قالوا لي بأنني أخمد بارودا اجتماعيا،لا تقدر أي آلة بطش أن تطفئه. إلا الهجرة والحريك.. س : الحوار معك عجيب يا لفلوكا... قل لي من هم أحباؤك ؟ جواب لفلوكا : أحبائي كثر على سبيل المثال لا الحصر هناك الفساد و التخلف و الاستعمار و الاحتقار والتزوير والظلم ...ذكرهم الله جميعا بِشر.. سؤال : و أعدائك ؟ جواب لفلوكا : لدي عدوة واحدة هي الروح الوطنية. سؤال : هل لك يا لفلوكا، مع من يركبوك بهدف الهروب إلى "لهيه"، ذكريات و مواقف بقيت عالقة في مخيلتك خلال مسارك التهجيري التحريكي؟ جواب لفلوكا : مشواري عامر بالمواقف، مع من طلبوا مني أن أنقلهم إلى الضفاف المقابلة. كل رحلة كنتُ أقوم بها إلا و احتفظت بعدها بذكرى، فمنها ما كانت تنتهي بالمآسي و البكاء لما يغرق أحد أو بعض أو جميع الراكبين مثني، أو يتم اعتراض طريقنا من طرف الأمن. و منها من كانت تنتهي بالفرح و السرور، لما أصل و يصل الحراكة إلى الشواطئ المقابلة بسلام. لقد ذكرني سؤالك هذا، بذكرى فريدة من نوعها لن أنساها أبدا، وقعت لي مع واحد من الشبان المجازين، اللذين أوصدت أبواب الآمال في وجوههم، فقرر الحريك على مثني،غير أن محاولته الأولى باءت بالفشل، لأنه لم يتمكن من الوصول إلي، بعد أن ألقت مصالح مراقبة الشواطئ القبض عليه بتهمة محاولة الحريك. في تلك اللحظة كانت حاضرة كاميرا التلفزيون، لتعد تقريرا إخباريا عن جهود محاربة الهجرة السرية، حيث أظهرت نشرة الأخبار ذاك المساء الشاب المسكين كمجرم كان قاب قوسين أو أدنى من ارتكاب جرم عظيم. هذا الشاب المُعطل، لم يستسلم بل حاول الكرة مرات أخرى، ليتمكن في النهاية من الوصول إلى إيطاليا، أقام فيها عامين ثم سوى وضعيته القانونية هناك، بعدما كان مهاجرا سريا. ثم عاد إلى المغرب عند العطلة الصيفية ككل المهاجرين تقريبا. عند وصوله إلى مطار وجدة أنكاد، و من الصدف النادرة، وجد هذا الشاب، هنالك في استقباله نفس الكاميرا، التي أظهرته بالأمس القريب كمجرم مُدان، لتُظهره في ذلك اليوم كأخ مهاجر، بطل ناجح عاد من بلاد المهرب. س،: أطلنا عليك كثيرا، قارب الموت، نتركك تذهب إلى عالم التحريكّْ لكن قبل ذلك ،هل لديك كلمة أخيرة تقولها أو رسالة إلى من يقرأ هذا الحوار؟ ج، قارب الموت : شكرا، رسالتي الأولى أوجهها إلى زبنائي البؤساء وأطمئنهم بأننا سنظل دائما تحت أمرهم في خدمتهم، وسنناضل و معي أحبائي أعلاه، كي ننقلهم إلى هناك. أما الرسالة الثانية فهي موجهة إلى المسؤولين و أقول لهم رحمة ببؤساء المغرب ماديا وفكريا، الضائعين في وطنهم ،وقبل أن نحارب، و يتم تشديد الخناق علينا، ننتظر منهم أن يتعاملوا معنا بعين الميكا ،و أن يغيبوا ما أمكن عدوة منظمتنا اللدودة أعلاه.. و أن يتصرفوا كما اعتدناهم ويستمروا في ضخ ثقافة الهجرة وسط المجتمع، فلما ترتفع أسهمنا نحن وسائل التهجير يتنفسون هم بدورهم الصعداء ، لذا فنحن في المنظمة الرسمية لوسائل التهجير نريد إبرام اتفاقيات تعاون مع الجهات المسؤولة، بموجبها هم يشجعون على الهجرة و في هذا المجال يلعبون أدوارا طلائعية، ومقابل هذا التشجيع المبطن على الرحيل يأتي دورنا نحن في نقل المتخومين بثقافة الهجرة . و نعِد الدولة بأننا سوف لن ندخر جهدا لتحقيق الإكتفاء الذاتي لكل الراغبين في الحريكَّ و سنُحَمِّر لهم الوجه أمام جميع الدول التي لا تهتم بشعوبها، كما نزف لهم بشرى و هي أننا وضعنا نصب أعيننا هدفا ،ألا وهو توفير فلوكة لكل مغربي مع مطلْعِ سنة2626. و أستغل حضوري في منبركم لأنتهز الفرصة و ندعو بأعلى صوتنا إلى تخويلنا حرية التصرف في ميدان التحريكّْ و التهجير وتوفير الظروف المناسبة لهذا الغرض ، ولنُتْرَكْ و شأننا في أخذ أولاد الشعب شيوخا وشبابا نساء و أطفالا إلى الشواطئ و المطارات و المحطات الأجنبية... بالله عليكم، ماذا تنتظرون ممن لا يروْن بصيص أمل في مغربهم، سوى اللجوء إلينا و طلب خدمات منظمتنا. كما لا يفوتنا في``المنظمة المغاربية لوسائل التهجير``أن نحذر أشد تحذير من تهديد مصالحنا، فاتركونا نعمل و نحَّرِّكّْ ،الله يرحم الوالدين." ونقول لكل المتطلعين إلى لحْريكُّ بأننا مازلنا أقوياء فلا يقلقوا علينا. منير الغيواني [email protected]