وأنا أتجول مؤخرا بشوارع وأحياء مدن الرباط وفاس وتمارة وسلا عاينت ظواهر تستفحل بشكل غريب، ظواهر يندى لها الجبين وتهدد النظام العام،وتشيع كل أنواع الإنحراف والرذيلة ،وتجرنا إلى الخلف لسنوات عدة. لقد اغتنم هؤلاء تساهل السلطات، وانشغالها في ضبط الأمن القومي بعد إنفجار الشارع العربي والمغربي تنفيذا لقاعدة " الضغط يولد الإنفجار". المغرب بكل دكاء وضع الحصان أمام العربة وينتظر من تتوفر فيه شروط القيادة والمعرفة والمسؤولية وإخلاص ..للوصول بنا إلى بر الأمان. وفي انتظار ذلك يبقى قلبنا يعتصر ألما لهذه الفوضى والس بة التي أصبح عليها حال وطننا، كل أشكال الإنحراف تمارس علانية ولا أحد يحرك ساكنا، السلطة خارج التغطية تنتظر الدماء ،أما المواطنون فلا حول لهم ولا قوة أمام بلطجية المغرب، الذي أصبح تحت رحمة وسيطرة الباعة المتجولون وجلهم من أصحاب السوابق، كل ما يجمعونه يصرف في المخدرات والخمور،لذلك لا تسمع ولا ترى إلا ما يستفزك ويخدش الحياء العام ... لقد تم احتلال كل الأرصفة من طرف أصحاب المقاهي والدكاكين،و ثلثي الطرقات من طرف "الفراشات" وقذف بالمارة إلى تحت عجلات السيارات ولكم في الأرقام المهولة لضحايا حوادث السير خير دليل ... إنها السبة المعاصرة في أقبح صورها. سبة تسيء لصورة المغرب الذي يراهن على استقطاب ملايين السياح لسد بعض ثغور العجز الإقتصادي ،والذي يريد أن يعالجها سوبر وزير" مزوار" ومباركة العجوز عباس الفاسي بعائدات بيع المؤسسات العمومية الحساسة ،سياسة النعامة بلا شك... السؤال هو : إلى متى سيبقى الوطن يعاني من هذه السبة والفوضى ؟ وكيف يا ترى سيتم إرجاع هبة الدولة واحترام القوانين؟ ... الجواب مع الحكومة القادمة كان الله في عونها. أما نحن فشهور من السبة تنتظرنا، ونتمنى أن لا يصبح المؤقت دائما ...