نقلت جريدة "أخبار اليوم" الصادرة اليوم عن مصادر مطلعة، كون الوالي السابق لمدينة العيون السيد "محمد جلموس" أفاد أعضاء لجنة تقصي الحقائق بأن رئيس المجلس البلدي لمدينة العيون "حمدي ولد الرشيد" كان سببا وراء ظهور مخيم "أكديم إزيك"، محملا إياه تبعات ما تلا ذلك من أحداث دامية شهدتها المدينة في الثامن من الشهر الماضي. وأضافت الجريدة، أن الوالي السابق كشف أمام اللجنة عن "تفاصيل من عمليات تزوير الأراضي التي قام بها حمدي ولد الرشيد، مما جعل لطيفة بناني سميرس، رئيسة الفريق الاستقلالي وعضو لجنة تقصي الحقائق، تستشيط غيضا"، كما أوردت ضمن تفاصيل ما أفاد به "محمد جلموس" أمام اللجنة أنه "تحدث عن كيفية حصول ولد الرشيد على توقيع من مسؤول في شركة العمران مكنه من التصرف في 1900 بقعة سكنية جهزتها الشركة، وهكذا أصبح "حمدي" يتصرف في هذه البقع التي وزعها على مناصريه لدعمه في الانتخابات الجماعية وباع جزء منها، كما قام بمنح رخص للبناء بدون أداء "لزبنائه في الانتخابات". ومن ضمن ماكشف عنه الوالي السابق أمام اللجنة، أوردت الجريدة أن جلموس وجه اتهامات مباشرة إلى ولد الرشيد ب"ببيع أرض مزورة إلى المكتب الشريف للفوسفاط بمشاركة مسؤول سابق في الأملاك المخزنية تورط في عملية تزوير. ونسبت الجريدة إلى جلموس قوله بأن "العديد من الملتحقين بمخيم "اكديم إزيك" كانوا من الموالين لولد الرشيد، وأنه عندما اتصلت الجهات المسؤولى بولد الرشيد لحثه على دعوة أنصاره للعودة إلى العيون عجز عن التحكم فيهم بعدما سيطرت على المخيم ميليشيات البوليساريو". وكان حمدي ولد الرشيد قد حمَل والي المدينة السابق محمد جلموس، مسؤولية الأحداث الأخيرة التي شهدتها المدينة وأدت على مقتل 11 من عناصر القوات العمومية و مدنيين، وقال ولد الرشيد في أول خروج إعلامي له منذ اندلاع تلك الأحداث في إشارة إلى الوالي: "هذا الشخص كان من المفروض أن يقدم أمام القضاء ليقول كلمته فيه بخصوص العمل الإجرامي الذي تعرضت له مدينة العيون". واتهم ولد الرشيد، في حوار صحفي مطول خص به سابقا جريدة "العلم" الناطقة باسم حزب "الاستقلال" الذي ينتمي إليه ولد الرشيد، الولي السابق بأنه "اتجه إلى زرع الفتنة في المدينة من خلال إثارته للنعرة القبلية...وساهم في ركود المدينة وتوقف كافة المشاريع...". وجاء في اتهامه المباشر للوالي السابق قوله: "مثلا لانعرف كيف تم صرف مليار سنتيم مخصصة للعجزة، وما هو مصير البقع الأرضية التي كان من المفروض أن توزع على الأرامل والمطلقات والسكان المحتاجين الذين تتوفر فيهم شروط الاستفادة، كذلك الأمر بالنسبة لعدد مهم من الشقق الجاهزة، أما بخصوص المساعدات الشهرية فيلفها غموض كبير...". وهاجم ولد الرشيد بقوة الوالي السابق للمدينة الذي تم تنقيله واليا على جهة آسفي، قائلا: " أقولها بصراحة وبدون منمقات، إنه لايفقه شيئا في السياسة وجاء إلى المدينة لخدمة أجندة حددتها له أطراف معروفة بمواقفها الشعبوية التي أضرت بمصالح المغرب في السابق، وتواصل الإضرار بهذه المصالح في الحاضر"، وهو ما فهم منه على أنه إشارة إلى حزب "الأصالة والمعاصرة" الذي أنشأه صديق الملك فؤاد عالي الهمة. وقال ولد الرشيد إن جلموس يتحمل "المسؤولية كاملة ولوحده"، في أحداث العيون الأخيرة، باعتباره "المسؤول الأول عن الجهة"، وذهب إلى القول بأن "كل ما تم بنائه خلال 30 سنة من قبل السلطات العمومية والمنتخبين والفاعلين الاقتصاديين والمجتمع المدني حاول الوالي السابق بسوء تسييره، الجهاز عليه...". وقالت صحيفة "أخبار اليوم" إن الخروج الإعلامي لحمدي ولد الرشيد، واستباقه نتائج لجنة تقصي الحقائق جاء بعد أن أخبر أعضاء من اللجنة ولد الرشيد بأن الوالي السابق حمله مسؤولية ماجري في العيون.