لعل المتتبع للشأن الجمعوي بالمدينة يقف على حجم المفارقات الغريبة و العجيبة التي تلف هذا الملف من قمة رأسه إلى أخمص قدميه. يظهر ذلك جليا في قيمة المنح الموزعة من الجهات المسؤولة و في طريقة التعامل بل التفاضل بين الجمعيات . حتى أصبح الاعتقاد ساريا بكون الجمعيات المنعم عليها تحظى بالمزيد من الدعم و الاهتمام كلما تعالت صرخات بعض المحتجين هنا و هناك . وإذا كنا نؤمن إيمانا راسخا بأن الوطن للجميع فإن الواجب يحتم علينا مساءلة الفعل الثقافي بالمدينة و تأسيس الأرضية الصلبة التي ينبغي أن يقف عليها الفاعلون الجمعويون دون وجل أو خوف من أي كان، يذكرنا ذلك بجمعيات السهول و الهضاب و جميع أنواع التضاريس التي لم يكن لها أي امتداد شعبي أو جماهيري يذكر . ما نحتاجه اليوم هو وضع معايير واضحة و جلية لتصنيف الجمعيات وفق مناهج و تخصصات واضحة ,ولم لا دفترا للتحملات يعفينا من كل التكهنات و التخمينات و الولاءات السياسية السريعة التقلب.... فالشارع التازي يعلم يقينا من هي الجمعيات النشيطة و الفاعلة .أما التي تنهل من معين المؤسسات الرسمية وغير الرسمية فمصيرها متروك لحكم التاريخ . نقول هذا الكلام ونحن واثقون من كون الشأن الثقافي في المدينة لم يعد حكرا على بعض أعيان المدينة كما كان في الماضي، ولم تعد يد السلطة تطاله كما في السابق، ولكنه أصبح بيد متطفلين يرون فيه مصدرا للاسترزاق و المتاجرة دون أي ضابط أخلاقي أو وازع ديني أو حس وطني . -------------