'الحركة من اجل كل الديمقراطيين"، التي ستصبح فيما بعد حزب الأصالة و المعاصرة، انطلقت من تأسيس فريق برلماني إلى خلق إطار سياسي، حيث وضعت نصب أعينها المشاركة و اكتساح انتخابات 2009. الآن الحزب و على لسان رئيس مجلسه الوطني يتطلع إلى احتلال الرتبة الأولى في الانتخابات التشريعية 2012 و بالتالي حكم المغرب. و في هذا الإطار سياسة الحزب الرامية إلى بناء أحزاب جهوية على أسس ديمقراطية، و هذا ما سيمنح المغرب الحديث أداة حزبية جديدة، فهل تسعى إطاراته التازية إلى الهيمنة على الانتخابات التشريعية 2012 بتازة، و بالتالي التطلع إلى الهيمنة على الحياة بالسياسة تازة في أفق الانتخابات الجماعية 2015؟ بالرجوع إلى استحقاقات 2009 بما فيها "الجماعية – الغرف – مجلس المستشارين" سنجد أن حزب الأصالة و المعاصرة ، قد هيمن على مستوى إقليمتازة حيث احتل المرتبة الأولى بما مجموعه 192 مقعدا و ترأس ما يقارب 15 الجماعة قروية ، كما فاز برئاسة غرفتي : التجارة والصناعة و الخدمات – الصناعة التقليدية، وحصوله على مقعد بانتخابات مجلس المستشارين، هذه معطيات تواجده على مستوى الإقليم. بالمقابل و خصوصا في الانتخابات الجماعية ، حزب الأصالة و المعاصرة لم يستطع الوصول إلى العتبة، هذا ما يعطي أكثر من سؤال : هل حزب الأصالة و المعاصرة لم يجد له مكانا بمدينة تازة ، باعتبار ساكنتها لا تثق بالأحزاب التي تخرج من رحم السلطة ، و يدعي أصحابها القرب من صناع القرار على المستوى الوطني؟ و بالتالي تظل تازة مناضلة وتكرس علاقتها بالأحزاب التاريخية صاحبة الحمولة النضالية، أم أن الأشخاص الذين عهد لهم تسيير الحزب و الترشح باسمه لم يستطيعوا أن يأثروا بالمواطن التازي؟ وهو ما يثير شكوكا حول قدرته على الارتباط بالقواعد الشعبية في الشارع المغربي (التازي)، وفقا لمقالة في "نشرة الإصلاح العربي" الالكترونية التي يصدرها مركز كارينغي الأمريكي لأبحاث السلام، أعدها الباحث جيمس ليدل، المتخصص في الشؤون الديمقراطية بالشرق الأوسط. حزب الأصالة و المعاصرة وضع نصب أعينه إقليمتازة ، و بالتالي السعي نحو الهيمنة عليها في انتخابات التشريعية 2012 و الانتخابات الجماعية 2015، حيث أن التشكيلة التي أفرزها اجتماع الحسيمة الأخير، و تولي السيد كريم الهمس الأمانة الإقليمية للحزب لها أكثر من دلالة، فهذا الشخص يعتبر من أبرز اللوبيات التي ترسم الخريطة السياسية على مستوى المحلي لما له من تأثير على مجموعة من المنتخبين ، كما أنه عمل على استقطاب مجموعة من الفاعلين على مستوى المدينةتازة، رئيس المجلس الإقليمي " النائب الأول للامين الإقليمي" ، و كذا رئيس غرفة التجارة و الصناعة و الخدمات " مكلف بالمشاريع الكبرى ". كريم يعمل الآن على هيكلة الحزب ، و توفير مقر لتلقي شكاوى المواطنين ، و يسعى إلى تأسيس فرع محلي للحزب، ربما تعهد رئاسته أو أمانته المحلية إلى احد الوجوه المعروفة على مستوى المدينة، فهل سيفعلها حزب الأصالة و المعاصرة ، أم أن المواطن التازي سيبقى وفي لتمرده التاريخي للأحزاب المولودة من رحم السلطة؟