نظمت الشركة العربية الإفريقية للتوزيع والنشر والصحافة (سابريس) بشراكة مع نادي الاتحاد بتطوان, مساء يوم الجمعة, حفل تقديم وتوقيع الكتاب الجديد للأستاذ محمد العربي المساري "محمد الخامس من سلطان إلى ملك". واستعرض الباحث المغربي الأستاذ عبد العزيز السعود, خلال هذا الحفل الذي حضره ثلة من رجال الفكر والأدب وبعض المهتمين بالحقلين الثقافي والإعلامي بمقر نادي الاتحاد وسط المدينة, مضامين المؤلف الجديد للكاتب والصحفي ووزير الإعلام الاسبق الذي يسرد وقائع وأحداث كان محورها السلطان محمد بن يوسف. وأشار, في تلخيص سريع لفصول الكتاب, إلى أن مؤلفه يبرز كيف تحول الملك محمد الخامس إلى زعيم وطني كبير احتشدت حوله الحركة الوطنية المغربية بشقيها السياسي والمسلح, وذلك بعد اشتعال الأزمة بين القصر الملكي والحماية الفرنسية في فترة الخمسينات نتيجة رفض الملك التوقيع على جملة من التشريعات التي أعدتها السلطات الاستعمارية مما أدى إلى عزله ونفيه مع أسرته خارج البلاد. وأوضح أن الكاتب لم يلتزم في سرد الأحداث بتسلسلها الكرونولوجي ليضع نفسه موضع المؤرخ, غير أنه استطاع أن يقرب القارئ من الحدث وكأنه يعيشه بحنكته المتمرسة في مجال الكتابة, مشيرا إلى أن الكاتب أورد عدة شهادات ومقتطفات من كتب وصحف ومجلات صادرة بالمغرب والخارج للاستئناس بها في مؤلفه. وذكر أن الكاتب يستعرض في مؤلفه الجديد, الذي يقع في حوالي 400 صفحة, الورطة التي وضعت سلطات الحماية فيها نفسها بعد تأجج شرارة المقاومة ضد قوات الاحتلال التي أعقبت نفي السلطان محمد الخامس. كما يثير الموقف الاسباني من الحدث, الذي وصفه بأنه كان حينا متضامنا وحينا آخر مترددا, ومفاوضات إيكس ليبان التي مهدت للإعلان عن استقلال المغرب وعودة الملك مظفرا من منفاه. وذكر الاستاذ محمد العربي المساري, في تصريح صحفي خلال الحفل, أن الكتاب يبرز التفاف كافة فئات الشعب المغربي حول ملكه الذي كان بالنسبة له رمزا قويا استطاع أن يؤلف حوله الإجماع ويعجل بنيل الاستقلال. وأكد أن الكتاب يرصد الانتفاضة العارمة التي قام بها الشعب المغربي بعد تعبئته في مختلف ربوع البلاد, والتي توجت بعودة السلطان الذي أصبح ملكا وانتهاء عهد الحجر والحماية وبزوغ عهد الاستقلال والحرية . وقال إن المؤلف الجديد, الذي يصدر بمناسبة حلول الذكرى المائوية لميلاد جلالة المغفور له الملك محمد الخامس, هو مساهمة منه لإطلاع الجيل الحالي على فترة انتقالية من تاريخ المغرب مليئة بالدلالات والعبر والنضال من أجل عزة المغرب وكرامته. وأبرز أن اختيار مدينة تطوان لتوقيع مؤلفه أملته المساهمة المتميزة والحاسمة لرجال المقاومة وأعضاء جيش التحرير والحركة الوطنية بشمال المغرب عبر تنظيماتها الوطنية في النضال الذي خاضته مختلف فئات الشعب المغربي والذي قاده إلى نيل استقلاله واسترجاع سيادته. وأشار إلى أن عددا من رموز الكفاح الوطني بشمال المغرب من أمثال عبد الخالق الطريس ورفاقه قد ساهموا في استقطاب وتأطير بعض مؤسسي الثورة الجزائرية ومن بينهم المرحوم محمد بوضياف مما كان له أطيب الأثر على اندلاع العمل المسلح لطرد المستعمر الغاشم من المنطقة.