في إطار الدورة ال16 للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء نظم اتحاد كتاب المغرب أمس حفلا تكريميا للسيد محمد عبد الرحمان برادة المدير العام لشركة " سابريس" للنشر والتوزيع الذي "ربحته الصحافة وخسرته الديبلوماسية". وفي هذا الصدد، أسهب الصحافيون والإعلاميون عبد الله الستوكي ومحمد الأشهب وحسن العلوي ومحمد بوخزار وإدريس الخوري وتوفيق بوعشرين الذين واكبوا مسيرة تأسيس "سابريس " وجايلوا المحتفى به أو عرفوه عن قرب في الحديث عن المزايا المهنية والإنسانية لمحمد برادة. وتحدثوا عن شغفه بالصحافة بتأسيسه لمقاولة وطنية حملت شعار "جريدة لكل مواطن" وحققت انتصارا كبيرا بجمعها منذ نهاية السبعينات وإلى حد الآن بين توزيع صحف حكومية وموالية ومعارضة في الآن ذاته ، مضيفين أن السيد برادة ظل على الدوام قريبا من الصحافة ومن الإبداع ويمنعه تاريخه وشرف مهنته من القيام برقابة على أي جريدة من الجرائد التي توزعها شركة " سابريس". وقالوا إن برادة بشر بعهد القراءة حين وضع شعار "صحيفة لكل مواطن "، معتبرين أنه "مايسترو" جعل من " سابريس" مؤسسة قائمة الذات من خلال رهن وقته بأوقات توزيع الصحف ونشرها وأنه ظاهرة إعلامية في المغرب الحديث حطمت احتكار الورق والتوزيع والإشهار خلال 32 سنة الأخيرة وكسر هذا الحاجز بجمعه عدة أطراف حول هدف شريف خدم الساحة الصحفية وملايين القراء وحقق انقلابا في العلائق الإعلامية بفضل تضحياته وتفانيه. وحيوا المسار المهني للمحتفى به الذي أنشأ مقاولة مواطنة منذ نهاية السبعينيات من خلال فكرة رائدة مبتكرة أقنعت أحزابا وطنية بثقافة المقاولة وبشرت بالتعددية الفكرية على غرار نشر الأديب طه حسين لشعار "التعليم لكل مواطن كالماء والنور"، مضيفين أن احتكار التوزيع كان سلاحا كسره محمد برادة بحسه التنظيمي وحنكته في التدبير والتوزيع. وذكروا بأن محمد برادة، الذي انتخب بالقاهرة رئيسا للاتحاد العربي للناشرين والموزعين، جاء من رصيد معرفي وثقافي ودراسي أهله لتولي مناصبه كناشر وموزع ، مشيرين إلى أنه درس الآداب ودرس اللغة العربية بسقط رأسه بوجدة ومارس الصحافة تحريرا وطبعا وتوزيعا . كما ذكروا بأن برادة أسس " سابريس" إلى جانب الأساتذة محمد اليازغي وعلي يعتة وحفيظ القادري ومصطفى القرشاوي وآخرين بهدف مكافحة احتكار التوزيع وهيمنة الكتاب الفرنسي ، مشيرين إلى تقديمه الدعم لصحف كثيرة عانت من ظروف صعبة عبر التسهيلات في الأداء وزرع أكشاك صغيرة في الفضاء العمومي لتقريب الكلمة من القراء. واعتبروا "سابريس" مدرسة تجارية تعامل معها محمد برادة ، الذي ورث تجربته في الطباعة عن والده ، بدقة وحزم ، مضحيا بالعطل وبأوقات الراحة فأسس لعلم التوزيع في المغرب ووضع له منهجية وأسسا ومنظومة . وأشاروا إلى أن محمد برادة الذي دعم العديد من المثقفين قارئ دقيق بثلاث لغات وصديقه اليومي هو الحرف ، وقراءته وظيفية تهدف إلى تعزيز عمله في المجالات الثقافية والاعلامية والسياسية ، مضيفين أنه وطني مخلص ورجل تنظيم ووسيط ناجح ورجل تواصل وعلاقات عامة وإحصائي دقيق يقدس العمل وإنساني يهب لنجدة المحتاجين ومتعفف لا يلهث وراء المصالح. وقالوا إن المحتفى به أعطى الكثير لهذه المهنة التي تتجاور فيها الرسالة النبيلة والحس التجاري والإعلامي من خلال مؤسسة رائدة في توزيع الصحف وعبر التزام أدبي وسياسي عمل من خلاله على دمقرطة قراءة الصحف، مشيرين إلى أنه ظل مهنيا يقوم بدور الوسيط بأناقة في الاسلوب الفكري وموهبة في العلاقات العامة. ودعوا إلى تخصيص يوم دراسي لمناقشة واقع الصحافة الورقية على شرف محمد عبد الرحمان برادة الذي وجد نفسه أمام احتكار موروث عن العهد الاستعماري يحرم ما سمته سلطات الحماية "بالمغرب غير النافع" من الجرائد. وتم في ختام الحفل التكريمي منح باقة ورد لعقيلة المحتفى به السيدة نهلة وهبي برادة وشهادة تقديرية لمحمد عبد الرحمان برادة.