انطلقت، أمس الاثنين بنواكشوط، أشغال ملتقى دولي حول موضوع "تبادل التجارب.. البعد الثقافي للإقليم" المنظم في اطار التعاون اللامركزي الذى يجمع مدن نواكشوطودكار وبماكو وخاي (مالي) وإيفرى (فرنسا)، والذي تشارك مدينة طنجة في نسخته الثالثة كضيف شرف. وأكدت وزيرة الثقافة والصناعة التقليدية الموريتانية فاطمة فال بنت اصوينع، لدى افتتاحها أشغال الملتقى على أهمية الموضوع الذى يعالجه والمرتبط أساسا بإشكالية التنمية الثقافية وعلاقتها بالتنمية المستدامة. من جهتها، أبرزت رئيسة مجموعة نواكشوط الحضرية أماتى بنت حمادى أن اختيار موضوع الملتقى نابع من اهتمام نواكشوط بالحراك الثقافي خلال العقود الأخيرة والدور الذى يمكن أن تضطلع به الثقافة بالنسبة لمدينة نواكشوط الفتية المعرضة للأخطار البيئية المتعددة. وقالت إنه ينبغي لتصحيح الاختلالات ووضع رؤية أعمق للتنمية الحضرية جعل الثقافة بكل تجلياتها الإبداعية دعامة أساسية لمواجهة التحديات واستنباط الحلول الملائمة. وأكدت أن مشاركة مدينة طنجة كضيف شرف، لما لها من خبرة ووزن في المجال الثقافي، أضفى على الدورة الثالثة للملتقى لمسة مغاربية تجسد التعاون الثقافي جنوب-جنوب وشمال-جنوب. أما رئيس الجماعة الحضرية لمدينة طنجة فؤاد العماري، فشدد على أهمية البعد الثقافي للتنمية وقال إنه "لا يمكن الحديث عن تنمية مستدامة وشمولية دون الأخذ بعين الاعتبار البعد الثقافي للتنمية (...) لأن المواطن لا يمكن أن يعيش بدون ذاكرة". كما أكد على دور الثقافة في الاستقرار وتنمية الفكر وإشاعة قيم الإخاء والتساكن والتسامح والاختلاف في قبول الرأي الآخر، مبرزا في هذا الصدد الحركة الثقافية بمدينة طنجة، بوابة إفريقيا نحو أوروبا، التي احتفلت مؤخرا بمرور مائة سنة على بناء أول مسرح ومائة سنة على إقامة أول ملعب للغولف بالمغرب، والتي ظلت على مر العصور والحقب رمزا للتسامح وتعايش الديانات وتلاقح مختلف الثقافات. وبدوره، اعتبر عمدة دكار خليفة بابكر صال، رئيس المدن والحكومات المحلية الإفريقية، أن الملتقى سيمكن من تبادل التجارب ووجهات النظر حول العولمة والثقافة وهو ما سيتيح بلوغ الغايات والأهداف التي يصبوا إليها المشاركون. وسيعكف المشاركون في هذا الملتقى على مدى أربعة أيام على تبادل الآراء والتجارب حول العلاقة بين الثقافة والتنمية، إلى جانب التطرق إلى أهمية العواصم والمدن المشاركة من حيث تاريخها وحضارتها وموروثها الثقافي والبحث عما هو مشترك في ما بينها من أجل توظيفه لصالح ساكنة هذه المدن. كما سيتم عرض تجارب هذه المدن في عدد من المجالات وطرح المشاكل التي تعيشها ودراسة مجالات التعاون والنجاحات التي تحققت في كل مدينة.