جرى أمس الجمعة بطنجة، في ختام المنتدى الأول للموانئ الإفريقية، الإعلان عن إنشاء فريق عمل مختص لخدمة القدرة التنافسية لموانئ القارة. وأبرز بلاغ لطنجة – المتوسط أنه "بناء على مبادرة من طنجة المتوسط، تم إنشاء فريق عمل مختص مزود بمنصة رقمية مبتكرة، ستتيح تبادل الخبرات بين السلطات المينائية وإقامة تنسيق استراتيجي حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، لاسيما التكامل اللوجستي بين الموانئ والممرات البرية، ورفع مستوى السلطات المينائية، وظهور موانئ الجيل الجديد في أفريقيا، وغيرها". وأوضح البلاغ أنه في سياق تشغيل الأنشطة المينائية لميناء طنجة المتوسط 2، نظمت طنجة المتوسط لقاءا مع السلطات المينائية الإفريقية لأكثر من 30 دولة، وهو المنتدى الذي نوه خلاله المشاركون ب « الرؤية الملكية النيرة التي شكلت مصدر إلهام للقارة، والتي مكنت المغرب من التموقع كأكبر مركب مينائي على الصعيدين الإفريقي والمتوسطي ». وأشار المصدر نفسه أن « هذه المكانة الرائدة في إفريقيا تتمثل في حجم الأنشطة المينائية وكذلك عبر النموذج التنموي والتكامل بين الأنشطة المينائية والصناعية، مما جعل السلطات المينائية الإفريقية تؤكد على اهتمامها بهذا النموذج »، مذكرا بأن ميناء طنجة المتوسط، بقدرة استيعابية إجمالية تناهز 9 ملايين حاوية وخطوط بحرية تصله ب 186 ميناء في جميع أنحاء العالم، أصبح « قطبا مرجعيا على صعيد المتوسط في خدمة التنافسية للممرات اللوجيستية الإفريقية ». وقام ممثلو السلطات المينائية المشاركة في المنتدى، بحضور رئيس مجلس رقابة الوكالة الخاصة طنجة المتوسط فؤاد بريني، بزيارة منشآت ومرافق المركب المينائي طنجة المتوسط ومناطقه الحرة الصناعية واللوجستية، حيث تلقوا شروحات حول رؤية وتطور وأداء هذه الأرضية المينائية. في هذا السياق، أكد السيد مهدي تازي ريفي، المدير العام للسلطة المينائية طنجة المتوسط، أنه في أعقاب إطلاق العمليات المينائية بميناء طنجة المتوسط 2، « أخذ ميناء طنجة المتوسط المبادرة لجمع حوالي 30 سلطة مينائية إفريقية، لتقاسم تجربة تطوير طنجة المتوسط »، موضحا أن هذه التجربة « أسست لنموذج تنموي فريد على مستوى القارة ». واعتبر أن « الحضور المكثف للسلطات المينائية بالقارة الإفريقية في هذا المنتدى دليل على إشعاع النموذج التنموي للمغرب، وأيضا اعتراف قوي بالرؤية الملكية النيرة، التي كانت وراء إحداث هذا المركب المينائي ». وذكر السيد تازي ريفي بأن طنجة المتوسط صار قبل سنتين أول ميناء بإفريقيا، متجاوزا ميناء بور سعيد (مصر) ودوربن (جنوب إفريقيا)، حيث يتوفر على أكبر قدرة مناولة مينائية على الصعيد المتوسطي، ويتجه إلى الاندماج ضمن العشرين الموانئ الأولى عالميا، وذلك بفضل ميناء طنجة المتوسط 2. من جانبه، قال بينجامان باكاري سورو، ممثل وزارة النقل الإيفوارية ورئيس ميناء أبيدجان، لقد جئنا للمنتدى « لاستلهام التجربة المغربية، ولتقديم بعض ما حققناه في المجال البحري والمينائي »، معتبرا أن طنجة المتوسط « بنية تحتية رائعة وحديثة تستجيب لانتظارات إفريقيا التي تجد لتحقيق التنمية ». بدوره، اعتبر ميلوم باتريس، المدير العام لميناء كريبي بالكاميرون، أن « ميناء طنجة المتوسط يضطلع بدور قاطرة التنمية (…) ونجاح هذا المشروع يشجع البلدان الإفريقية الرامية إلى استلهام التجربة »، مشيدا بالرؤية الملكية الحكيمة التي كانت وراء إطلاق هذا المركب المينائي المتعدد الأبعاد. وقال المسؤول الكاميروني « بكل اعتزاز أقر أن ميناء كريبي صمم استلهاما لتجربة ميناء طنجة المتوسط، لقد استفدنا من الرؤية الملكية، ونحن سعداء لرؤية أن ميناء طنجة المتوسط يتطور بالشكل الذي سطر له. ونتمنى أن يتطور ميناء كريبي بنفس الطريقة »، منوها بمقاربة التعاون جنوب – جنوب التي انخرط فيها المغرب خدمة للقارة الإفريقية.