حجزت مصالح الأمن وعناصر الجمارك بميناء طنجة، عشية يوم الخميس 17 أبريل 2008، كمية من المخدرات القوية، كانت مخبأة داخل سيارة خفيفة من نوع "مرسديس 190" مسجلة بألمانيا. وذكرت مصالح أمنية بالميناء، أن الكمية المحجوزة، التي وصل وزنها إلى 1.20 كلغ من مادة الكوكايين، ضبطت عندما حامت الشكوك حول سائق السيارة، وهو من جنسية مالية ويقيم بالديار الإسبانية، إذ قامت عناصر الجمارك بالمحطة البحرية الغربية بتفتيش دقيق للسيارة وحمولتها، أفضى إلى اكتشاف هذه الكمية، التي صنعت على شكل كبسولات صغيرة ملفوفة بمادة البلاستيك، مخبأة، بداخل حقيبة يدوية صغيرة وضعت بطريقة عادية بالمخزن الخلفي للسيارة. وأوضحت المصادر أن السائق "طراوري سوميلا" 30 سنة، أنكر في بحث أولي لدى الشرطة القضائية علمه بوجود المخدرات داخل سيارته، وذكر خلال استنطاقه أنه كان متجها إلى بلده مالي عبر موريتانيا لقضاء عطلته السنوية، إلا أن السلطات الأمنية قررت اعتقاله بتهمة الحيازة والاتجار والتهريب الدولي للمخدرات القوية، بهدف تعميق البحث معه لمعرفة الوجهة الحقيقية لهذه المخدرات، والأطراف المشاركة في هذه الصفقة التي تقدر قيمتها بمليار سنتيم، باعتبار أن غراما واحدا من مادة الكوكايين يساوي ألف درهم في الأسواق الأوروبية. كما قامت مصالح الأمن بحجز 18 ألفا و70 أورو كانت بحوزة المالي "طراوري"، والسيارة والمخدرات لإحالتهما على إدارة الجمارك قصد الإدلاء بمطالبها المدنية. وتعد هذه المحاولة من العمليات المتعددة التي أجهضت بميناء طنجة خلال السنوات الأخيرة، إذ أصبحت بعض الشبكات الدولية المتخصصة تستخدم مضيق جبل طارق كمعبر مفضل لتهريب هذه المادة من الدول الأميركية نحو المغرب في مرحلة أولى، ليجري نقلها في ما بعد إلى الأسواق الأوروبية والإفريقية التي أصبحت تعرف إقبالا متزايدا على السموم البيضاء. وكانت فرقة مكافحة المخدرات بميناء طنجة، أحبطت، الأحد الماضي، محاولة أخرى لتهريب 2 كلغ ونصف من مادة الكوكايين، وعثرعليها داخل مخبأ سري بسيارة سياحية "رونو لاكونا" كانت متجهة نحو الديار الأوروبية، بعد أن دست بعناية فائقة وسط 23 كلغ من مخدر الشيرا. يذكر أن عملية حجز 11.5 كلغ من الكوكايين، خلال السنة الفارطة، بميناء البوغاز، تعد أهم عملية قامت بها المصالح الأمنية بالحدود المغربية، إذ تقدر قيمتها بأزيد من 100 مليون درهم.