رواية "الشريفة" للكاتب يوسف شبعة الحضري، إبن مدينة طنجة، الصادرة مؤخرا عن دار سليكي إخوان في 200 صفحة، من بين الروايات التي أعطاها الكاتب من خياله للفضاءات والبيوتات المدينة القديمة مالم يعطها سابقوه الذين كتبوا عن طنجة وبالضبط المدينة القديمة. استطاع الروائي يوسف شبعة أن يسافر بنا عبر الزمن وعبر المكان من خلال سرد مجموعة من الحكايات أو مجموعة من المرويات حول المدينة التي ترعرع وسط تناقضاتها من خلال الشخوص التي تحدث عنها ومن خلال الأمكنة التي استطاع وبكل حرفية السارد أن يأخذنا إليها.. فبحكة وحنكة السرد الروائي استطاع أن يحلق بنا داخل دهاليز المدينة القديمة بكل تفاصيلها الدقيقة. رواية "الشريفة" تضفي على المدينة جمالية من النوع الذي يجعل القارئ يسير وراءه كمرشد سياحي ونحن السواح الذين لا علم لنا بتفاصيل تلك الدروب الضيقة التي تؤثث مدينة طنجة بعبقها التاريخي الذي تحفل به. ويقول الناقد محمد المسعودي، أن رواية "الشريفة" للكاتب يوسف شبعة تشكل "سردا خالصا لوجه المدينة ولوجه أهلها، وبعض شخصياتها المعروفة". مبرزا أن مجموعة من الوقائع والأحداث التي عاشها كثيرون من سكان المدينة، توفق شبعة في توظيفها توظيفا روائيا محكما، فأحسن السبك، وأحسن الوصف، وأتقن تطريز عمله بما يشد القارئ، ويبهره وبما يمتعه. وفي رأي الناقد المسعودي، فإن رواية "الشريفة" مؤشر على أن مدينة طنجة، كسبت كاتبا طنجاويا بامتياز، متمكن، عارف بألاعيب الكتابة الروائية، قادر على الغوص في خصوصيات المدينة وعوائد أهلها. وهو صوت يضاف إلى بعض الأصوات الجديدة التي أنجبتها طنجة، اتخذت من فن الروائية وسيلة لتصوير حبها للمدينة، واهتمامها بناسها وعاداتها وتقاليدها.