إعداد - فدوى الغازي: الدم لا يشترى و لا يباع، إما يتم التبرع به أو الحصول عليه، فهذا السخاء الذي لا يقدر بثمن ينقذ حياة آلاف الأرواح. ونتيجة مضاعفات النزيف الذي يحدث أثناء الحمل أو الولادة تفارق الحياة في كل يوم نحو 800 امرأة، أكثر من نصفهن ينحدرن من إفريقيا جنوب الصحراء ، وما يناهز الثلث من جنوب آسيا. وأمام هذا الواقع ، يدرك جيدا المغزى من هذا القول المأثور "التبرع بالدم، إنقاد للحياة". وبالفعل، فإن إتاحة منتجات الدم المأمونة بكميات كافية، والاستعمال المعقلن والمأمون لعملية نقل الدم، مازالا يشكلان تحديين كبيرين في العديد من البلدان. وباختيارها لشعار "الدم المأمون ينقذ أرواح الأمهات" لتخليد اليوم العالمي للتبرع بالدم (14 يونيو) تبرز منظمة الصحة العالمية، مرة أخرى، أهمية العلاج بنقل الدم في جانبيه المتعلقين في سلامة الدم وإشكالية وفيات النساء الحوامل جراء نقص الدم . وبالنسبة لسنة 2014، اختارت منظمة الصحة العالمية سيريلانكا، كبلد مضيف لتظاهرات اليوم العالمي للتبرع بالدم ، ولهذا الغرض، ستحتضن كولومبو غدا السبت تظاهرة عالمية . وعلى غرار باقي بلدان العالم، يحتفل المغرب أيضا بهذا اليوم العالمي الذي يشكل فرصة لتقديم حصيلة مختلف المبادرات التي تم إطلاقها بهدف الترويج لثقافة التبرع بالدم بين عموم الناس. وعلى الصعيد الوطني، عرف التبرع بالدم قفزة غير مسبوقة منذ إطلاق الحملة الوطنية للتبرع بالدم في مارس 2013 بفاس . وبفضل هذه الحملة، بلغت نسبة تبرع الساكنة، ولأول مرة ، نحو 314 ألف و583 متبرع ، أي بزيادة نسبتها 26,7 في المائة مقارنة مع سنة 2012 . وأكد مدير المركز الوطني لتحاقن الدم ومبحث الدم محمد بن عجيبة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، "لم يعد بإمكاننا القبول بتنظيم أنشطة للتبرع بالدم ذات طابع عشوائي وموسمي" . وبالنسبة للسيد بن عجيبة فإن "نجاح عملية الترويج للتبرع بالدم تتطلب أساسا وضع استراتيجية ترتكز على سياسة واضحة المعالم تهدف إلى التحسيس والتربية على التبرع بالدم، وتحقيق أهداف طموحة ". وبخصوص اختيار شعار هذه السنة ، اعتبر بن عجيبة أن تقليص وفيات الأمهات يتأتى بتوفير منتجات الدم مأمونة لمختلف أقسام الولادة. واحتفالا باليوم العالمي للمتبرعين بالدم ، قامت وزارة الصحة بإعداد برنامج طموح يتضمن عدة مبادرات وتظاهرات تشمل ربوع التراب الوطني من أجل إبراز قيمة التبرع بالدم وتأثيرها المباشر على حياة المرضى الذين يحتاجون إلى عمليات نقل الدم. ويتعلق الأمر بأنشطة تهم مختلف المراكز وأبناك الدم ، خاصة في مراكش والعرائش ومكناس وبركان والدار البيضاء .وسيشكل الاحتفال بهذا اليوم مناسبة لتوزيع شهادات تقديرية وميداليات لفائدة المتبرعين المنتظمين . وأوضح بن عجيبة أن الاستراتيجية الوطنية للمركز تتمحور حول عدة محاور ، تتعلق بالتعريف بسياسة وطنية تهم الترويج للتبرع بالدم ، وتحديد السكان المستهدفين في عملية التبرع بالدم وتسجيلهم في قاعدة بيانات تضم الفئات المتبرعة حسب نوع السكان وتحليل الجوانب السوسيو ديمغرافية للمتبرعين و خصائص التبرع بالدم . وبمناسبة شهر رمضان المعظم، يعتزم المركز الوطني لتحاقن الدم ومبحث الدم ومؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للقيمين الدينيين إطلاق يوم فاتح يوليوز المقبل حملة التبرع بالدم. وستنطلق هذه الحملة المنظمة تحت عنوان "لنواصل الحملة لتستمر الحياة"، بمجموعة من مساجد مدن الرباط والدار البيضاء وطنجة وتطوان وبني ملال وآسفي ومكناس ووجدة والعيون وفاس ومراكش والرشيدية وورزازات والجديدة وأكادير والحسيمة والقنيطرة. ولكونها بادرة إنسانية نبيلة، تعتبر عملية التبرع بالدم واجبا وثقافة من شأن ترسيخها أن يوطد أواصر التضامن بين المواطنين عبر تعزيز مبدأ التطوع في مجال الصحة.