يحتفل العالم نهاية هذا الأسبوع باليوم العالمي للمتبرعين بالدم، وينصب التركيز هذا العام على موضوع "الدم المأمون ينقذ أرواح الأمهات" وهو شعار الحملة التي أطلقتها منظمة الصحة العالمية لإحياء هذا اليوم، وستعمل الحملة على زيادة الوعي بالأسباب التي تجعل الإتاحة المناسبة التوقيت للدم المأمون ومنتجات الدم المأمونة أمرا ضروريا بالنسبة إلى البلدان كافة، وذلك في إطار نهج شامل لتلافي وفيات الأمهات. وتشجع المنظمة جميع البلدان والشركاء الوطنيين والدوليين المعنيين بنقل الدم وصحة الأمومة، على أن يعملوا على وضع خطة أنشطة من أجل تسليط الضوء على ضرورة الإتاحة المناسبة التوقيت للدم المأمون ومنتجات الدم المأمونة في إطار العمل على تلافي وفيات الأمهات. النزيف الحاد حوالي 80 بالمائة من وفيات الأمهات في العالم ناتجة مباشرة عن مضاعفات الحمل والولادة وما بعدها، ويبقى السبب الأكثر تواترا -ربع كل وفيات الأمهات- هو النزيف الخطير عامة أثناء ما بعد الولادة. ومع ذلك فإن إتاحة الدم المأمون ومنتجات الدم المأمونة بكميات كافية، والاستعمال الرشيد والمأمون لعملية نقل الدم، مازالا يشكلان تحديين كبيرين في كثير من البلدان. وتهدف الحملة إلى أن تتخذ وزارات الصحة، وخصوصاً في البلدان ذات المعدلات المرتفعة لوفيات الأمومة، خطوات ملموسة لضمان أن تُحسّن المرافق الصحية في بلدانها إتاحة ما يتبرع به المتبرعون طوعياً من الدم المأمون ومنتجات الدم المأمونة للنساء عند الولادة. وأن تركز مرافق الدم الوطنية في البلدان ذات المعدلات المرتفعة لوفيات الأمومة على توفير الدم المأمون للأمهات، وذلك في أنشطتها ومنتجاتها الخاصة بحملة عام 2014. الوضع بالمغرب تظهر معطيات منظمة الصحة العالمية، أنه يتم كل عام جمع نحو 107 ملايين وحدة من وحدات الدم المتبرع به في جميع أنحاء العالم، فيما يعتمد إمدادات الدم الوطنية في 60 بلدا فقط على تبرعات الدم الطوعية والمجانية بنسبة تقارب 100 بالمائة. وفي المغرب بلغ عدد المتبرعين بالدم سنة 2013 ما مجموعه 313 ألف و 135 متبرع وذلك بارتفاع 26.38 بالمائة مقارنة مع عام 2012 حيث بلغ عدد المتبرعين 247 ألف و 754. ووفق معطيات رسمية للمركز الوطني لتحاقن الدم، فإن نسبة المتبرعين بالدم وصلت لأول مرة إلى 1 بالمائة من مجموع السكان وهي نسبة تمثل الحد الأدنى الذي توصي به المنظمة العالمية للصحة بالنسبة للدول السائرة في طريق النمو كالمغرب، إذ لا بدّ أن تتراوح نسبة المتبرّعين على الصعيد الوطني بين 1 بالمائة و3 بالمائة ليتمكّن البلد من سدّ احتياجات سكانه في هذا المجال. ولفت المركز إلى زيادة عمليات التبرع ب 100 ألف خلال الأربع سنوات الماضية بمعدل 25 ألف تبرع سنويا مقابل 10 آلاف متبرع في الفترة 2000-2010. وحسب المصدر ذاته، فإن الحاجيات المقدرة ب 300 ألف قد تم تجاوزها بنسبة 104 بالمائة خلال العام 2013، وهو ما اعتبره المركز إنجازا كبيرا ومهما يتحقق لأول مرة، في الوقت الذي كانت فيه التبرعات المسجلة كل سنة لا تمكن من الاستجابة لطلبات التزود بالدم. مهرجان للتبرع بالدم ببركان تنظم جمعية المتبرعين بالدم للجهة الشرقية (فرع بركان)، من 8 إلى 14 يونيو الجاري، مهرجان بركان الرابع للتبرع بالدم، بمناسبة اليوم العالمي للتبرع بالدم الذي يصادف 14 يونيو من كل سنة. يتضمن برنامج هذه التظاهرة الإنسانية تنظيم الكرنفال الأحمر للتبرع بالدم، الأول من نوعه على الصعيد الوطني، وحملات للتبرع بهذه المادة الحيوية، إلى جانب حفل تكريمي للمساهمين وتوزيع الجوائز على المشاركين في الكرنفال. ويروم هذا الكرنفال، الذي سيفتتح المهرجان، نشر ثقافة التبرع بالدم على نطاق أوسع بإقليم بركان، وإشراك مختلف الهيئات في عملية التحسيس بأهمية التبرع بهذه المادة، وكذا تجسيد روح التضامن والمواطنة بين شرائح المجتمع المدني تحت غطاء إنساني محض. وستتميز هذه التظاهرة، التي ستتخللها، بالأساس، لوحات تعبيرية إبداعية تشجع على التبرع بالدم، وفرق موسيقية ورياضية، ومجسمات لقطرات أكياس الدم، بانخراط هيئات من مختلف الاهتمامات لتجسيد مكامن الجمال بإحياء أنفس تحت شعار "التبرع بالدم واجب إنساني يوحدنا". وحسب ورقة تقديمية لهذه المهرجان، فإن هذه التظاهرة تأتي انطلاقا من كون الانخراط في العمل التطوعي عامة، والعمل الإنساني خاصة، بات مطلبا من متطلبات الحياة الكريمة القائمة على مبدأ التضامن والتكافل، وأن الإقبال على التبرع بالدم طواعية كأسمى سبل إنقاذ الحياة غاية تستلزم تضافر مختلف شرائح المجتمع خاصة المدني منه.