قالت مسؤولة حملات التبرع بالدم بالمركز الوطني لتحاقن الدم، الدكتورة نجية العمراوي، إن عدد المتبرعين في المغرب بلغ سنة 2011 ما مجموعه 232 ألف شخص، بزيادة بلغت 2,30 في المائة مقارنة مع سنة 2010. وأوضحت الدكتورة العمراوي، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء بمناسبة تخليد المملكة لليوم العالمي للتبرع بالدم يومه الخميس (14 يونيو من كل سنة)، أن نسبة النمو هاته ضعيفة مقارنة مع النسبة المسجلة سنة 2010 والتي بلغت 12 في المائة. وأعربت عن أسفها لاستمرار عزوف المواطنين عن التبرع بالدم على الرغم من الحملات التحسيسية والجهود الكبيرة التي يقوم بها المركز لتوعية عموم المواطنين بأهمية أداء هذا الواجب الإنساني، مشيرة، إلى أن عدد المتبرعين بالنسبة لعدد السكان بالمغرب بلغ 0,85 في المائة سنة 2011، في حين أن منظمة الصحة العالمية تحدد هذه النسبة في 1 في المائة على الأقل. وعزت عدم ارتفاع عدد المتبرعين إلى جملة من الأسباب أبرزها الصورة السلبية التي تسوقها بعض وسائل الإعلام حول التبرع بالدم والادعاءات بشأن عمليات المتاجرة في هذه المادة الحيوية، مشددة في هذا الصدد على أن «الدم لا يباع» باستثناء في المصحات الخاصة التي تفرض تعريفة على أكياس الدم. وبخصوص الظروف التي تجري فيها عملية التبرع والتي تعد من بين الأسباب الرئيسية لعدم إقبال المواطنين بسبب تخوفهم من إمكانية الإصابة بعدوى أو استعمال مواد غير معقمة، أكدت الدكتورة العمراوي أن المراكز الجهوية لتحاقن الدم عبر ربوع المملكة حريصة كل الحرص على الاشتغال وفق أساليب تتلاءم مع المعايير الأوروبية المعتمدة في هذا المجال وتستعمل أدوات ذات استعمال وحيد (كيس الدم، الحقنة)، مبرزة أنه بإمكان المواطنين التأكد بأنفسهم من ذلك بعين المكان. وأوضحت أنه قبل توزيع أكياس الدم على المستشفيات العمومية والمصحات الخاصة، تقوم المراكز الجهوية لتحاقن الدم بتحليل الدم بالمختبرات وإخضاعه لفحوصات إجبارية بهدف التأكد من جودته وذلك حسب معايير دقيقة وصارمة. ومن ناحية أخرى، أشارت إلى أن هذه المراكز الجهوية البالغ عددها 16 مركزا بالمملكة تعاني من النقص في الموارد البشرية بمختلف التخصصات (الأطباء، الممرضون، تقنيو المختبرات)، وهوما يشكل، في رأيها، عائقا أمام تكثيف عملها التوعوي والتحفيزي للمواطنين من أجل القيام بهذا العمل النبيل وإنقاذ أرواح الآلاف من المرضى. وخلصت المسؤولة بالمركز الوطني لتحاقن الدم إلى أن نشر ثقافة التبرع بالدم يعد السبيل الأوحد لتصحيح نظرة المغاربة لهذا العمل الإنساني وحثهم على جعله ممارسة منتظمة لتحقيق التضامن الإنساني، خاصة وأن التبرع بالدم بشكل دوري لا يتسبب في حدوث أي مشكل صحي بالنسبة للمتبرع. وعلى صعيد آخر، أشارت إلى أنه وبمناسبة اليوم العالمي للتبرع بالدم الذي اختارت له منظمة الصحة العالمية هذه السنة شعار «كل متبرع بدمه بطل»، سينظم المركز الوطني لتحاقن الدم أبوابا مفتوحة للتبرع بالدم وحفلا تكريميا توزع خلاله ميداليات مصحوبة بشواهد تقديرية على «المتبرعين الأوفياء».