انطلقت السبت بطنجة، أشغال المؤتمر الدولي حول تاريخ وواقع أعقاب المورسكيين والأندلسيين المهجرين والمنصرين المطرودين من اسبانيا عقب سقوط مملكة غرناطة، وذلك بمشاركة باحثين ومؤرخين من المغرب وإسبانيا والبرتغال. وتهدف هذه الندوة الدولية ،التي تنظمها مؤسسة الإدريسي المغربية الاسبانية للبحث التاريخي والأثري والمعماري والمركز الثقافي الإسلامي بفلنسية ونادي اليونسكو بطنجة، إلى تعزيز التفاهم المتبادل بين أحفاد وأعقاب الأندلسيين المسلمين في هذه البلدان الثلاثة، وكذا إغناء البحث العلمي والتاريخي حول موروثهم وتراثهم المشترك . وفي هذا السياق، قال أحمد الطاهري في كلمة خلال الجلة الافتتاحية للمؤتمر، أن هذا اللقاء يشكل أملا في أن يكون تلك الشمعة التي الزوايا المظلمة هذه الفترة التي تؤرخ لمأساة حقيقية لآلاف الأسر التي انسلخت قسرا من الأندلس أو أجبرت على تغيير معتقداتها والانفصال عن موروثها الثقافي والهوياتي . وأضاف الطاهري، إن المشاركين في هذا المؤتمر، سيعملون على فتح أبواب موصدة في وجه البحث العلمي من أجل الكشف عن حقائق من هذه الفترة من تاريخ إسبانيا، كما ستشكل مناسبة لالتئام ممثلي الأسر المتحدرة من الأندلس القديمة. من جانبها، انتقدت الحاجة أمبار، مديرة المركز الإسلامي بفلنسية، استمرار الدولة الإسبانية في نهج سياسة طمس معالم الفترة التاريخية التي عرفت حكم المسلمين للإندلس، داعية إلى الكشف عن الحقيقة الكاملة لتاريخ إسبانيا، الذي يحتوي على تنوع وثراء هوياتي، يجب إبرازه. وأوضحت الباحثة الإسبانية المعتنقة للديانة الإسلامية، والمنحدرة من أسرة مسيحية، أن دراسات تاريخية كشفت أن الموريسكيين لم يخرجوا جميعهم من الأندلس، حيث ما زال أعداد كبيرة إلى يومنا هذا يقيمون في إسبانيا، ويحملون أسماء أجدادهم الذين عايشوا عمليات الطرد والتهجير والتنصير من طرف الممالك الإسبانية المسيحية. هذا ويتضمن برنامج المؤتمر بالإضافة إلى الجلسات الستة المخصصة لتسليط الضوء على القضية المطروحة، تنظيم حفلات فنية ستقدم خلالها عروض موسيقية مغربية أندلسية وأغاني السيفراد ورقص وموسيقى الفلامينكو وموسيقى فادو من البرتغال ،إضافة الى جولات عبر مواقع تاريخية ذات بصمات أندلسية بالجهة الشمالية للمملكة .