عبر عدد من النشطاء المغاربة عن رفضهم لبيان أصدرته وزراة الداخلية يهدد بطرد اللاجئين السوريين، واعتبروه مبادرة غير إنسانية. وكانت وزارة الداخلية ، أكدت في بيان منتصف مارس أن الرباط، ستعمد إلى "الطرد الفوري لكل مخالف وذلك وفق القانون الخاص بدخول الأجانب وإقامتهم في المملكة المغربية" التشويش في المساجد "بصفتي مواطنة مغربية، أعتقد أنه من اللاإنساني طرد لاجئ فار من الحرب والدمار من بلادنا." هكذا تعلق إيمان بلعباس (23 عاما) وهي مدونة وطالبة بكلية الطب في حديث ل"هنا صوتك" وتقول: "لدى وزارتي الأوقاف والداخلية أمور تهتم بها أكثر من 'تشويش‘ اللاجئين السوريين على المساجد؛ 'تشويش‘ الجوع والفقر على المحرومين مثلا." وتضيف إيمان: "أعتقد أن الدولة لو حمت اللاجئين السوريين كما تنص عليه التعاقدات الدولية، لما كان اللاجئ السوري في حاجة للتسول أمام المساجد والتشويش على الصلاة"، ثم تختم حديثها ل"هنا صوتك" بالقول: "ذكّروا العالم بأننا دولة (إسلامية)، لا بأس أن يجوع فيها الإنسان..شرط ألا يشوش على الصلاة، مشيرة إلى المقولة المنسوبة للخليفة عمر بن عبد العزيز: انثروا القمح على رؤوس الجبال حتى لا يقال جاع طير في بلاد المسلمين". ما الذي يزعج؟ ذكرت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية في بيان لها "أن رعايا سوريين يقومون بالتشويش على المصلين، ويتوجهون إلى بعض المساجد في المدن الكبرى حيث يلقون خطبا، ما ينبغي أن تقال في أماكن العبادة". ولم توضح الوزارة طبيعة هذه الخطب، لكن صحفا مغربية أشارت إلى "خشية" السلطات المغربية من أن "تغزو السياسة مساجد المملكة"، فيما تحدثت أخرى عن فرضية "وجود شيعي" و"تقارير عن ممارسات تمس من وحدة العقيدة والثوابت الدينية" في المغرب، حيث يهيمن المذهب المالكي السني. لكن جهاد فرعون، وهو منسق رابطة السوريين الأحرار في الدول المغاربية، نفى جملة وتفصيلا أن يكون للأمر أية علاقة بالدعوة إلى المذهب الشيعي، وإنما بدعوات للمساعدة فقط. جهاد قال في حديث ل"هنا صوتك" "إن هذه الظاهرة التي نمت مؤخرا شكلت هاجسا وقلقاً لنا أيضا كجالية سورية"، وأضاف: "طالبنا منذ فترة طويلة بإيجاد حل لمشكلة اللاجئين السوريين الوافدين الى المغرب، لكن صرخاتنا لم تلق آذانا صاغية وبقيت محاولات المساعدة قاصرة على مجموعة من الأفراد والجمعيات، فيما توقف دور الدولة عند عدم ترحيلهم، وتسوية وضعية الإقامة لبعضهم في الفترة الأخيرة". الطرد ليس حلا منسق رابطة السوريين جهاد فرعون عبر في حديثه ل"هنا صوتك" عن رفضه لأي عمل قد يشوش على المساجد، وقال: "نرفض بالقطع قيام البعض بامتهان التسول، كون هذا الأمر ليس من شيمنا كسوريين ولم نجد هذا الأمر حتى في مخيمات اللاجئين في تركيا وغيرها". وأضاف: "نحن نقترح فتح الباب أمام رجال الأعمال السوريين للقدوم والاستثمار في المغرب. هذا الأمر سيساعد على تشغيل المحتاجين، وهذا الأمر سبقت إليه مصر، حيث تم توفير آلاف فرص الشغل، بفضل المستثمرين الفارين من جحيم النظام السوري". وبحسب المفوضية العليا للاجئين فإن حوالي ألف لاجئ سوري يقيمون في المغرب منذ بداية العام، في انتظار العبور إلى أوروبا أو الاعتراف بوضعهم من طرف السلطات المغربية. (*) هنا صوتك