كثر اللغط والسجال حول خلفيات قرار المغرب أخيرا "بالطرد الفوري لكل مخالف من بين المواطنين السوريين يشوش على بيوت الله ومن يؤمها، تبعا للقانون المتعلق بدخول وإقامة الأجانب بالمغرب" وفق ما ورد في بلاغ لوزارة الداخلية يوم الجمعة الفائت. قرار وزارة الداخلية الذي كان صارما في صياغته وفحواه، بخلاف بيان سابق لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، عزا هذا التوجه إلى ما أسماه "استمرار التشويش من طرف سوريين وافدين على المغرب"، لكن دون أن توضح الوزارة نوعية وماهية هذا التشويش داخل مساجد البلاد. البعض قال إن الذي أثار حفيظة السلطات المغربية لتدفعها إلى قرار "الطرد الفوري" في حق السوريين اللاجئين إلى المغرب، هو إزعاج هؤلاء للمصلين المغاربة في بيوت الله بعرض مشاكلهم الحياتية بعد نزوحهم من بلادهم التي تعاني ويلات نزاعات دامية منذ شهور. وذهب آخرون إلى أن السبب يكمن أساسا في خشية المغرب من حشر مساجد المملكة في خلافات سياسية وإيديولوجية بالنظر إلى كون عدد من هؤلاء السوريين من المذهب الشيعي، وهو ما يعني تشويشا قد يشكل مستقلا خطرا داهما على الأمن الروحي لعدد من المغاربة. الدكتور عبد السلام بلاجي، المتخصص في السياسة الدينية، له رأي في هذا الموضوع المُستجد، حيث أكد في تصريحات لهسبريس أنه "في البدء ينبغي الترحيب بكل اللاجئين السوريين والأفارقة وغيرهم في المغرب، ولكن ضمن ضوابط وحدود قانونية معينة". وشرح بلاجي بعض هذه الحدود والضوابط، حيث قال إنه يتعين أن "تحفظ لهم كرامتهم وآدميتهم، وتضمن لهم وسائل العيش الكريم وفق ما هو متاح في قوانين اللجوء ووفق تقاليد الضيافة والكرم الأصيلة عند المغاربة، ودون تجاوز لهذه الضوابط والقيم سواء من طرف دولة الاستقبال التي هي المغرب أو اللاجئين". وتابع القيادي في حزب العدالة والتنمية بأنه "يمكن تنظيم المساعدات للإخوة اللاجئين السوريين بالتعاون مع الهيئات المختصة، مثل الهلال الأحمر ومنظمات المجتمع المدني، وفي حالة التجاوز هناك جزاءات سواء على الدولة المضيفة أو على اللاجئين". أما المساجد وهي بيوت الله، يضيف بلاجي، فلها حرمتها ووظيفتها التعبدية التي تتميز بالسكينة والأجواء الروحية"، مشددا على أن "التشويش على هذه السكينة والطمأنينة سواء من طرف المغاربة أو من لدن غيرهم أمر لا يجوز حدوثه" وفق تعبير بلاجي. وتابع البرلماني الإسلامي بأنه "حتى إذا تم غض الطرف عن تلقي المساعدات والصدقات وحث التسول على أبواب المساجد، فعلى الجميع مغاربة وغيرهم أن يحافظوا للمساجد على أجوائها الروحية وسكينتها، حتى لا يشوشوا على المصلين أو يزعجوهم أو يسيئوا للدولة المضيفة والشعب المضيف، ودون تفريط في حق الضيافة".