أمسية روحانية أخرى عاشها جمهور المهرجان الدولي للمديح والسماع (مولديات طنجة)، مساء الجمعة، في ثان أيام هذه التظاهرة الفنية، التي قدمت خلالها كل من المجموعة الموسيقية المغربية التركية، والفرقة الوطنية للمديح والسماع، عروضا فنية، شملت ألوانا شتى من المأثورات الصوفية الخالدة. وشكلت السهرة الثانية من هذا المهرجان الذي تنظمه مؤسسة "مولديات البوغاز" ما بين 20 و22 فبراير، فرصة ليتعرف الجمهور الغفير الذي حج بكثافة إلى القاعة المغطاة "الزياتن"، على أصناف متعددة من الموسيقى الروحية والصوفية المنحدرة من منطقة جغرافية واسعة تمتد من آسيا الوسطى إلى المحيط الأطلسي، من أصل نفس العائلة التي نشأت في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، وذلك من خلال عدة وصلات ولوحات أبدعت من خلالها المجموعة المغبية التركية، في تجسيد معاني وصور الترقي إلى مدارج الرضا والنور الروحاني. وهكذا تألق أعضاء هذه الفرقة التي يرأسها كل من الفنان المغربي رفيق الماعي والفنان التركي غولابي كوبات، في المزاوجة بين مختلف أصناف التراث الروحي من قصائد وتراتيل إرتقى بها أعلام التصوف في المشرق والمغرب والأندلس. وتعتبر المجموعة الموسيقية المغربية التركية، ثمرة تجربة مشتركة بين كل من الفنان المغربي رفيق الماعي، الذي درس بالمعهد الموسيقي بطنجة، وبين الفنان التركي غولابي كوبات، وهو الفريق الفني الذي يمثل حاليا ثلاث حضارات من المغرب وبلجيكا وتركيا. وكان الجمهور الطنجاوي قد نتقل خلال الجزء الأول من السهرة، إلى عوالم من الجمال الصوفي مخع أعضاء الفرقة الوطنية للمديح والسماع برئاسة المنشد علي الرباحي، عبر ابتهالات وقصائد تتغنى بحب خير البرية محمد صلى الله عليه وسلم وتترجم معاني لرحمة الإلهية بعباده المؤمنين. وتشكل مشاركة الفنان علي الرباحي في هذا السمر المولدي بطنجة، تثمينا لمسار حافل في إغناء مناسبات ثقافي عديدة، لا سيما في فرنسا ودولة الإمارات العربية المتحدة وغيرهما، كما شارك رفقة مجموعة "صفوةة المحبين"، التي يترأسها في إعداد وتنسيق العديد من المديح والسماع وتسجيلها بمختلف القنوات الوطنية التلفزية. هذا ويتوج جمهور "مولديات البوغاز" فرجته الروحية خلال هذا المهرجان، مع السهرة الختامية، مساء السبت، التي سيحيها الفنان اللبناني ماهر زين، وكذا الفنان المغربي الطنجاوي مروان الهنا