(ليس نكاية في المدينة التي لم يصدقها عزيزي الشاعر الراحل منير بولعيش) كل شيء على ما يرام.. على ما يرام كل شيء.. المدينة في أحلى حللها، وعلى أحسن حالها.. مضيئة.. تماماً كما هو ضياء كعب "الضاوية".. كعب غزال.. والناس منتشين لا يزالون بما جادت به الليلة الفائتة، وتكرم به صاحب الحان...وت. ليلنا خمر ونهارنا كله أمر في أمر نعم السّي.. وبينهما أمور مشتبه بها.. من يتّق الشبهات يعش علوياً، والماء الزلل يجري تحته، وليس قدامه كما هو حال صاحب الأغنية العائمة في كأس البلاّر.. البلار. انظر إلى الأزقة اتسعت بقدرة قادر، كما أحب وارتضى عبد القادر.. والحدائق اخضرت وأشرقت في العين الخضراء (بالعمى).. والديار ابيضّت وجوهها من أثر الجير.. وليس لنا في البعير ما يبرك.. ناهضون ولله الحمد على ما فاتنا.. الصباح رباح يا عمي رابح في طريقه إلى المرسى، هابشاً نابشاً خادشاً في سكون المدينة النائمة في خميلها تنعم.. والمحلات التجارية تطوي خساراتها غير المحسوبة بساعة السر سار.. سرررررر. أنا الغلطان ما شي أنت.. أنا الذي رأيتك في قاع الطنّة وخلتك السانية والبئر والماء الجاري تحت عبقادر أبي علم على نار وبئس الاختيار والاختبار.. أنا من يجب عليه خلع النظارات السوداء ورؤية ما يراه طه حسين كرم الله عينيه.. وأنا من يجمل به أن يلزم مكانه في الصفوف المتراصة حتى تمر العاصفة بسلام تام، أما بعد: أفردت أوراق الجريد. بالبنط العريض يطل العنوان الكبير: "النشاط شاط في طنجة حتى فاض على صفحات الصحف الأجنبية".. ونشراتنا الإخبارية لم تكن في غفلة عن الموضوع. القضية وما فيها: انشغال كثير من الزملاء بالمهرجان الوطني للخثانة.. الخثانة. أوصيت باتّقاء المنزلقات، والاكتفاء بالمعلقات، لتبريد الأعصاب ونغنغة خلايا المخ.. يا مخ. وكذلك أفعل، وعفا الله عما سلف من تخسار الهدرة مع الناس الألبّة الأطيب من طايب وهاري والأنظف من بونظيف، جمعنا وطوينا الصفحة الأخيرة.. الأخيرة. أعدت قراءة ما كتبت. فكرت ودبرت كثيراً فخلصت إلى الآتي: أنا الموقع والمصور أعلاه، أشهد وأنا في كامل قواي البدنية بأني أنا الكاتب (اسم الفاعل) والحال هذه، لا أتوفر ولو على مثقال ذرة من العقل.. العقل. الطاكسي يتجاوز شارع فاس. ومن فاس جاء هذا المغني الذي لا يكلّ من ترديد لازمة أغنيته الرديئة: "العقل ادّاتو حليمة والباقي كملاتو حلّوم" والركاب يقتسمون الفرحة بينهم ويتجاذبون أطراف الحديث وأطراف المدينة.. أطرافها المضاءة بنور العيد.. العيد. جاء العيد.. والمدينة على ما يرام.. وكل شيء على ما يرام.. وعلى ما يرام كل شيء.. ما يرام كل شيء على. نلتقي!