أصبحت قبلة بطلي فيلم "سبايدرمان" أشهر من نار على علم بعد الضجة التي أثيرت حولها؛ بدءاً بالاعتراض القويّ من طرف برلماني "العدالة والتنمية" وهم على متن طائرة تابعة للشركة المصرية للطيران، مروراً بالمقال الذي كتبه المفكر المصري سعد الدين إبراهيم حول الحدث في جريدة "التحرير" المصرية، ثم أعادت نشره جملة من المواقع الالكترونية المغربية، وصولاً إلى صورة قبلة الفنان التشكيلي وأستاذ الجماليات موليم العروسي وزوجه الفنانة التشكيلية كنزة بنجلون التي قاما بنشرها عبر الفايسبوك، ثم أخذها العديد من الناشطين وقاموا بإعادة نشرها على حيطانهم الفايسبوكية، فيما انتشرت دعوات من أجل نشر صور القبلات في بروفايلات الناشطين فيما يشبه تحدّ و"ثورة" على تزمت أصحاب "العدالة والتنمية" الذين يدير حزبهم الشأن الحكومي. أضحت هنا القبلة البؤرة التي تشظّت منها العديد من المواقف المتباينة، وقد يبدو الأمر عادياً لولا أن أُريد له أن يتضخّم ويتغوّل أكثر مما يستحق. فَوقْعُ هذا الفعل الإنساني الذي مرّ في لقطة جمالية ذات فيلم سينمائي داخل طائرة تسبح في الفضاء، كان ممكناً أن يكون عادياً إسوة بالعديد من القبل التي تحفل بها الأعمال السينمائية المغربية وليس الأجنبية فقط، لكن فعل القبلة هذا وقع بين فريقين لهما طريقتين في التفكير تبدوان متنافرتين لكنهما في الحقيقة؛ وجهين لعملة واحدة؛ حراس الاخلاق من أصحاب"العدالة والتنمية" وأنصار الحريات الفردية. وسنحاول في هذا المقال البحث في آليات كل موقف على حدة ثم محاولة الكشف عن المضمر في الخطابين معاً. خطاب الأخلاق لدى حزب العدالة والتنمية. إن ما أقدم عليه النائب البرلماني لحزب العدالة والتنمية عبد العزيز أفتاتي مدعوماً بأخوته في الحزب يكشف بشكل جلي عن مأزقين مرتبطين بهذه المنظومة الفكرية، حتى صارا المأزقين ميزتين ملازمتين لخطاب هذا الحزب في مختلق المجالات. والميزتان هما: ردم الهوة بين التخييل والواقع: إن من النتائج التي تترتب عن هذه الفكرة الموغلة في سذاجتها (سواء عن قصد أو عن غيره)، هي إعدام الفواصل والحدود بين العمل الإبداعي والعمل التقريري، فيصبح كلّ ما تعجّ به الأعمال الإبداعية هو واقع قد حدث، وأن السارد في الرواية مثلاً، حينما يجترح صورة سردية معتمداً قوته التخيلية، وقدرته على تمثل مواقف إنسانية بطريقة جمالية تلامس شغاف نظرته إلى العديد من الأمور، فإنه بالنسبة إليهم يحكي عن واقع حدث في المكان (كذا) والزمان (كذا). لذلك تراهم يعادون كل صورة سينمائية أو سردية أو شعرية تتجاوز حدود العفة وفق فهمهم، وينظرون إليها على أنه نقلٌ لفعل الفاحشة وهو منكر يجب الوقوف في وجهه وتحصين الناس من الوقوع في شَرَكه. مثلاً وفق هذه النظرة، فإن القبلة في فيلم "سبايدرمان" لا دور جمالي لها في نسيج الفيلم السينمائي ككل، بل بالنسبة إليهم أُقحمت قسراً لغرض في نفس يعقوب، ويعقوب هنا هو الغرب الكافر الذي استعصى عليه تطويع فرسان الأمة فاهتدى إلى ضربهم من الداخل، بالترويج للفاحشة وحمل شبابنا على التطبيع معها لتصبح أعناقهم طوع أيدي الكفّار بعد أن يتمكنوا من غرس الفاحشة بينهم، والقبلة بهذه الشكل هي بداية الفاحشة وتحريضٌ عليها، وأمر الثورة عليها واجب لا غبار عليه؟ وهم حراسة الأخلاق: إن الأخلاق بالنسبة إلى أصحاب "العدالة والتنمية" هي رأسمال الأمة وأولوية أولوياتها، فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا، لكن عن أية أخلاق يتحدثون؟ وما مفهومها عندهم؟ بعيداً عن الدخول في خوض نقاش فلسفي وفكري حول موضوع الأخلاق، نكتفي بالإشارة إلى فهم أصحابنا للأخلاق انطلاقاً من سلوكياتهم وردود أفعالهم حيال ما يروج في الفضاء العمومي، فنجد أن أصحابنا ينظرون إلى الأخلاق بوصفها هي تلك التي تنام فيما تحت الحزام وكل ما هو مرتبط بها وكل ما يقود إليها. ولذلك نذروا أنفسهم لحراستها والوقوف في وجه كل من يستبيحها لفظاً أو فعلاً، ويرون أن هذه المهمة المقدّسة موكولة لهم، عليهم أن يؤدوها بالغالي والنفيس بعد أن استسهل أمرها الكلّ، واختفت شرطة الآداب أو تكاد، فلا بدّ من شرطة بديلة إذن. لذلك يصرّون على إثارة ضجة كبرى أمام أي انتهاك لمكارم الأخلاق وفق فهمهم لها. نتذكّر الجعجعة التي فجروها مرّة بسبب دخول إحدى الصحافيات إلى البرلمان في عزّ حرارة الجو بقميص بدون أكمام، فتوقفت الجلسة وتطاير رذاذ الغضب والصراخ الحاد المستنكر لهذا الفعل الشنيع، كما يمكن أن نستحضر مواقفهم المستنكرة لمهرجان موازين (قبل توليهم رئاسة الحكومة أما بعد ذلك فحكاية أخرى) ليس للميزانية الضخمة التي تُرصد له وإنما للعري والفحش الذي يشيعه هذا المهرجان؟ وكذلك بالنسبة إلى "الإخوة" الذين كانوا على متن الطائرة في الجو، كانوا في قرارة أنفسهم يعتقدون أنهم هم وحدهم حرّاس الأخلاق في هذا الفضاء، وهم من لهم القدرة على التمييز بين ما يجب أن يراه الركّاب وما لا يجب، فتجاوز ردّ فعلهم كونه تعبيراً عن رأي، إلى كونه أمر وسلطة يجب الامتثال لها بقوة الوعيد والصراخ، فهم وحدهم من لهم صلاحية تحديد ما يُباح مشاهدته وما لا يُباح. إذ لو كان الأمر أنهم لا يريدون رؤية القبلة لكان لهم أن يلتفتوا برؤوسهم بعيداً عن الشاشة مدة عشر ثوان(عمر القبلة) وانتهى الأمر، أماّ إن كانت نيتهم حماية حريمهم من الفاحشة المتطايرة من الشاشة، كان عليهم أن يقبلوا عرض مستخدمي الطائرة ويضعوا الكمامة على أعينهم ويتركوا الركاب الآخرين ليختاروا ما يرونه ملائماً لهم. لكن أن يصل الأمر إلى محاولة تسييد إرادتهم بالوعيد والصراخ على أغلبية الركاب الذين ساروا عكس إرادتهم، فهذا مردّه إلى ما أسميته مرض "وهم حراسة الأخلاق" . هم في ذلك الموقف يرون أنهم وحدهم من يملكون عنصر التقوى الفاعل (غير الكامن) الذي يعصمهم من الإذعان للفحش، وما دونهم أشباه رجال ونساء هجرتهم الغيرة، وَوَهنَ الوازع الديني والأخلاقي في دواخلهم، وعليه لابد من أن يتحرّك "الإخوة" ويغيّروا المنكر ما استطاعوا إليه سبيلا حتى لا تعديهم الفاحشة وتُعدي حريمهم لا قدّر الله. ولا بدّ من الوقوف بحزم في وجه "الفساد الأخلاقي" أما الفساد السياسي والمالي، فعفا الله عما سلف كما قال كبيرهم. خطاب الحريات الفردية إن الطرف الثاني في معادلة ضجة قبلة "سبايدرمان" هم المدافعون عن الحريات الفردية، والحرية الجنسية خصوصاً، إنهم رأوا في صراخ أفتاتي على متن الطائرة المصرية تهديداً خطيراً لمصير الحريات الفردية في عهد الحكومة الملتحية. ولا بد من تحرّك "نضالي" يردّ اندفاع "الخوانجية" على أعقابه، سيما أننا في بلد وضع قاطرته، منذ بداية حكم الملك الشاب، على سكة الحداثة والانتصار لقيمها حتى أن الحزب الذي يُقال عنه أنه مقرّبٌ للملك، جعل الحداثة هو ذاك الأفق الذي ينشده، فلا غرابة أن يدعوا أنصار الحريات الفردية إلى "ثورة القبل" في زمن ثورات الربيع الديمقراطي. لكن لماذا تعالى هذا الخطاب المنافح عن الحرية الجنسية في الآونة الأخيرة؟ ولماذا أصبح يحتلّ بالنسبة للبعض درجة الأولوية كما هو شأن أخلاق أصحاب العدالة والتنمية؟ انهيار السرديات الكبرى وصعود أخرى محلها إن ما يمكن تسميته بالخطاب المنافح عن الجنس هو خطاب حديث الولادة، لم يتجاوز عمره في أحسن الأحوال أربعة عقود. ويُرجع الناقد الانجليزي تيري ايجلتون في كتابه "أوهام مابعد الحداثة" هذا الهوس والاهتمام بالجنس إلى الهزائم التي مني بها اليسار بعد انكسار انتفاضة ماي 68، فانقلبت درجة أهمية المفاهيم واستبدلت المواقع، فبعد أن كانت مفاهيم من قبيل : الطبقة، الدولة، أسلوب الإنتاج، الرأسمالية...هي من تأخذ باهتمام المواطنين، توارت هذه المفاهيم إلى الوراء تاركة مكانها لأخرى جديدة مثل: الجنس، النوع، الهوية، العرق... حتى أصبح المواطن (كما يقول ايجلتون عن المواطن الأوربي) يعرف كل شيء عن اللواط في المقابل لا يعرف إلا القليل جداً عن البورجوازية وعن الرأسمالية مثلاً. ويُضيف إيجلتون: "فالاتجاه الجنسي قد بدأ في الستينيات وهو قد ظهر كامتداد للسياسات المتطرفة في مناطق أهملتها هذه السياسات بدرجة تدعو للأسف، ولكن عندما خمدت جذوة الطاقات الثورية حلت محلها الاهتمام بالجسد، فتخلى أتباع "لينين" عن لافتاتهم وأصبحوا يحملون لافتات"لاكان"، وتحول الجميع من الإنتاج إلى الشذوذ، وتركت اشتراكية "غيفارا" المكان لجسد "فوكو" و"فوندا"، وهناك من يؤكد الآن أن الرغبة الجنسية قد أصبحت موضة العصر الحديث أكثر من أي شيء آخر، وتصاعد الاهتمام بالصحة الجسمانية حتى أصبح نوعاً من الاضطراب العصبي المزمن." (أوهام ما بعد الحداثة، ص: 120) ترقية موضوع الجنس واضح إذن، أن هذا اللغط الذي تثيره موضوعات الجنس ليس حكراً على مجتمعنا فقط، بل هو سمة نقتسمها مع باقي المجتمعات حتى المتقدمة منها، وواضح أيضاً أن موضوع الجنس شغل الإنسانية منذ أقدم العصور، لكن ما أُريد له اليوم، والدور الذي أُنيط به ليلعبه، ليس هو الدور الذي دأب على لعبه سلفاً. حينما أغوص في نصوص التراث العربي الإسلامي أُصدم بكم الإنتاج الإبداعي الذي يطغى عليه الخطاب الإيروتيكي المتخم بصوره الفضائحية، والمفارق أني أعثر على هذا في كتب ونصوص أعلام مشهورة جداً وليست في نصوص مغمورة كما قد يظن البعض، بل أعثر على هذا في نصوص كُتبت إبان القرن الثالث والرابع الهجري، وهي نصوص لأسماء معروفة في الأدب العربي وهي محل ثقة، أكيد هي لا تخدم بأدبها مخططات الصهيونية ولا تعين الغرب الكافر على نشر الفاحشة لضرب الأمة. وأدعو بالمناسبة النائب المحترم عبد العزيز أفتاتي أن يقرأ "الرسالة البغدادية" لأبي حيان التوحيدي؛ فيلسوف الأدباء وأديب الفلاسفة، أو ليقرأ رسالة "في مفاخرة الجواري والغلمان" للجاحظ وما أدراك ما الجاحظ. ولولا خوفي من عدم نشر هذا المقال لفضائحيته لأثبتُّ هنا بعض من هذه النصوص الصادمة بمنطق ذوق العصر إلى درجة جعلتني أتصوّر أن "الماركيز دوساد"(أب الشذوذ الجنسي في الأدب الأوربي ومن اسمه أشتق مفهوم السادية) مجرد تلميذ في مدرسة الجاحظ والتوحيدي. مما يعني أن الثقافة العربية الإسلامية التي ينافح عليها حراس الأخلاق، تعجّ بنصوص مترعة بحديث الجنس وصوره في أقصى درجات الفضائحية، ومع ذلك لم يذكر أحد من "السلف الصالح" أن هذا الأدب، ابن التخييل، كان سبباً في ضياع الأمة ولا ضياع دينها. إن حقيقة الاهتمام المفاجئ والمبالغ فيه بموضوعات الجنس لم يكن برغبة الدفاع عن مقومات الأمة كما يتوهّم حراس الأخلاق أو بالأحرى كما قد يوهموننا، ولا نتيجة صيرورة معرفية أو علمية اقتضاها تطور المجتمعات كما قد يحاجج دعاة الحريات الفردية، بل إنه نتيجة توجيه سياسي من أجل قلب مركزية المفاهيم، وترقية موضوع الجنس ليحتل واجهة القضايا الكبرى، وبالتالي التحكم في مسير القوى الثورية وطاقات الاحتجاج. لذلك صار عادياً أن تثير قبلة "سبايدرمان" كل هذا الضجيج واللغط، في الوقت الذي لم تثر فيه صورة الشهيد الطالب "محمد الفيزازي" نفس الاهتمام ونفس الضجة من كلا المعسكرين؛ سواء المدافعون عن الحريات الفردية أو حراس الأخلاق، رغم تزامن الحدثين تقريباً. فلم نر صراخاً ووعيداً من حراس الأخلاق احتجاجاً على إزهاق روح طالب بريء ذنبه الوحيد أنه خرج ليحتج رفقة زملائه ضدّ تأخر المنحة. بل الأدهى من ذلك كانت جلسة الأسئلة الشهرية الأخيرة في البرلمان، والتي انعقدت بعد أيام قليلة من استشهاد الفيزازي، فرصة للوقوف والتصفيق طويلاً من طرف نواب الأمة لقوى الأمن/القمع إجلالاً وتقديراً لما تقوم به؟؟ بينما كادت قبلة بطلي الفيلم أن تتسبب في أزمة دبلوماسية بين مصر والمغرب وربما كارثة جوية، كما وصل خبرها إلى القصر الملكي وأعلى الهيئات بعد أن وشى محمد بنعيسى بذلك والعهدة على سعد الدين إبراهيم. و في نفس السياق لنتساءل: ترى هل ثمة من أوصل خبر الشهيد محمد الفيزازي إلى القصر الملكي؟ وفي المقابل لم أر أصدقاءنا من دعاة الحريات الفردية في الفايسبوك يدعون إلى "ثورة الشهيد" ولا "ثورة محمد الفيزازي" على غرار "ثورة القبل". كما أنه لم يُسجّل للأستاذ موليم العروسي ولا زوجه موقف يهم حركية المجتمع المغربي؛ لم تثرهما لا صور شهداء المحرقة في الحسيمة ولا صورة الشهيد عبد الوهاب زيدون ولا صورة المناضل عبد الحق الرويسي الذي خاض أطول إضراب عن الطعام في سجون الوطن، ولم ينجُ منه إلاّ بأعجوبة بعد أن تحوّل جسده إلى أشبه بهيكل عظمي، ورغم ذلك لم تتوان قوات الدرك من ملاحقته عبر أدغال تازة وأحراشها هذه الأيام الأخيرة كما لو كان رئيس عصابة خطيرة أو زعيم لمافيا، في حين ذنبه الوحيد أنه يحلم بوطن حرّ كما يشتهيه، لم نرى هذا في الإعلام ولم نر حملات لنصرة الرويسي كما انتفض الأصدقاء من أجل نصرة القبل. تركيب أظن أنني لم أجانب الصواب عندما كتبت أن كلا الفريقين (دعاة الحريات الفردية وحراس الأخلاق) وجهين لعملة واحدة، فموضوع القبلة لمّ الفريقين حوله حتى وإن كان كل واحد ينظر من زاويته الخاصة، لكن ما هو أكيد أن مدبري هذه السياسة هم في حاجة ماسة إلى الفريقين، فبدون أحدهما ستختلّ المعادلة وتصبح غير ذي جدوى؛ لابدّ من منافح عن الجنس ولابد من معاد له حتى تكتمل الفرجة ويحلوا للأيادي التصفيق بحرارة. يقول إيجلتون " أما المحافظون فقد أثبتوا أن موضوع الجنس يسيطر على تفكيرهم في كثير من الأحيان، فهم يعتبرون أن الأخلاقيات متعلقة بالزنا فقط بدلا من التسليح، وبالشذوذ الجنسي بدلا من الجوع، وأحيانا نتساءل ما إذا كان ما بعد الحداثيين قد تحولوا إلى صورة مروعة منهم." (أوهام الحداثة ص:120) والحق أن نص إيجلتون هذا يعبّر بشكل جلي عن الضجة التي نعاينها حاليا في وسائل إعلامنا، وحينما كتب أن "المحافظون أثبتوا أن موضوع الجنس يسيطر عليهم..." لم يكن يتحدث عن المغراوي ولا عن الزمزامي ولا عن أفتاتي وصحبه، إن النص كُتب فبل ما ينيف عن العقدين من الزمن، يتحدث الكاتب فيه عن المحافظين في انجلترا وأمريكا وسائر العالم الغربي. أما عن مابعد الحداثيين الذين تحولوا إلى صورة مروعة من المحافظين فهم عندنا أنصار الحريات الفردية من أمثال الأستاذ موليم العروسي وأشياعه. إن النزوع نحو ترقية موضوع الجنس ليس نزوعاً بريئاً حتى وإن صدر لدى البعض عن براءة، بل هو يروم أولاً وأخيراً تحقيق مآرب معينة أهمها تحييد الجماهير عن القضايا الأساس وتوجيه نظرها إلى موضوعات ليست قضايا أصلاً.